أطفال يوتيوبر حققوا شهرة ومكاسب مالية.. وخبراء نفسيون يكشفون المخاطر
فتح اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي مجال كسب العيش للكثير من الشباب، بصناعة محتوى مرئي ومسموع وتحقيق أرباح من خلاله، ولكن اقتحم المجال أطفال يوتيوبر وقدموا محتويات مختلفة جذبت عدد كبير من المشاهدين واكسبتهم شهرة، حققت أرباح كثيرة لهم.
الطفل رايان
أبرزهم الطفل رايان، رغم أنه لم يتجاوز من العمر 10 سنوات، إلا أن الطفل رايان جنى ثروة هائلة من خلال قناته على يوتيوب، وليس هذا فحسب بل إنه تفوق على الجميع وأصبح من أكثر نجوم اليوتيوب جنيًا للمال على مستوى العالم.
وتقدر أرباح الطفل بـ29.8 مليون دولار أمريكي، منذ إطلاق قناته الخاصة على موقع يوتيوب عام 2015، والتي يعرض وينتقد من خلالها ألعاب الأطفال، ووصل عدد المشاهدات إلى قرابة 26 مليارا، في حين وصل عدد متابعيه إلى أكثر من 17 مليون.
الطفلة بسنت
الطفلة بسنت عمرو صاحبة الـ8 سنوات من حلوان، التي ذاع صيتها على تطبيق «تيك توك» بصحبة خالها «أحمد»، و«إسلام»، بمقاطع فيديو لا تتخطى الدقائق، لكنها تتخطى الآلاف المشاهدات.
وتعتمد «بسنت» علي تعبيرات شفاها ووجها، وحركات حاجبيها، فرصيدها هو «قصف الجبهات»، وهذا ما تقوم به بصحبة خاليها.
«هي الناس ليه بتفرط فيا»، «اشرب كلور عشان السواد اللي جواك»، «البس ماسكين عشان انت بوشين» بطريقة كوميدية جدا، تخطف الطفلة الأنظار في حواراتها مع خالها أحمد، وإسلام ابطال فيديوهاتها الشهيرة.
عبد الرحمن أحمد
وأيضا الطفل عبدالرحمن أحمد أصغر كوميديان، يتملك " عبد الرحمن" صحاب الـ 8 سنوات روح كوميدية تجذب أي متفرج له ايًا ما كان عمره، والفضل في ذلك أداءه الفني والكوميدي الخالي من أي إسفاف أو أسلوب خارج، ليستقطب أداءه الطريف الالاف من المتابعين عبر حسابه بالتيك توك ومواقع التواصل الإجتماعي".
ويعشق أصغر كوميديان بمصر علي مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، تقليد النجم الراحل سمير غانم في دروه بمسرحية المتزوجون، كما يحب اقتباس أداء الزعيم عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين؛ وذلك لحبه مشاهدة أفلام نجوم الزمن الجميل، ومحاولته تمثيل أشهر المقاطع الطريفة لهم.
محمد السعيد
محمد السعيد طفل مصري مقيم في السعودية واحد من الذين اقتحموا هذا المجال، حتى أسس لنفسه قناة على اليوتيوب، تسمى «Coding 4 Kids» لتعليم البرمجة للصغار ولديه 21 ألف مشترك على القناة، وهو ما زال في سن العاشرة من عمره.
بدأت القناة ببث فيديوهات باللغة الإنجليزية لتعليم البرمجة ساعده في ذلك إجادته للغة الإنجليزية، خاصة أنه طالب في إحدى المدارس الدولية، ثم بعد ذلك نشر فيديوهات باللغة العربية.
التأثير النفسي والاجتماعي
وعن تأثير تلك المهنة على الصحة النفسية للطفل، يقول احمد الباسوسي استشاري الطب النفسي، إن استغلال الأطفال في العمل كيوتيوبر يترك آثارا نفسية عليهم، فتلك الفيديوهات قد تعرض الطفل للتنمر وتجعله مادة للسخرية من أقاربه أو سكان منطقته، وهو الأمر الذى ظهر فى قصة (الطفل الباكى) الذى اشتهر بعبارة (ربع ساعة يا حجة أنام فيهم)، حيث اضطرت أسرته فى النهاية لنقله لمدرسة أخرى حتى لا يصبح ضحية تنمر من جانب زملائه".
ويؤكد"الباسوسي" أن استغلال الأطفال في الترند يؤثر علي نشاطهم وحياتهم، كما أن تلك الفيديوهات تظهر الطفل بشكل أكبر من قدراته ومهاراته بإعطائه دورا بطوليا، مما يعطيه الإحساس بالنجاح الظاهري ويتسبب يإصابته بالغرور، يمكن أن يؤدى بالطفل فى النهاية إلى الفشل، بعدما يجد صعوبات فى حياته ودراسته، كما أن الكثير منهم قد يتعرض للحسد وهو أمر شرعي مذكور في القرآن.
بطولة وهمية
وفي نفس السياق، يشدد جمال حماد أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية أن إظهار الطفل ببطولة وهمية من المؤكد أنها ستؤثر عليه بالسلب لأن البطولة الوهمية لا تستمر، وقد يؤدى ذلك بالطفل إلى أن يتقوقع داخل نفسه، ويحدث له نوع من الانعزال، خاصة إذا عرفنا أن هناك أشخاصا كثيرين بعدما تنحسر عنهم الشهرة يمكن أن يفكروا فى الانتحار أو يلجأوا للإدمان، وهو ما حدث مثلا لبعض الفنانين عندما انحسرت الشهرة عنهم.