رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: إذا فسد المسلمون فسدت الأرض

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

واصل الدكتور علي جمعة في سرد سيرة ومعجزات وأخلاق الرسول، صلى الله عليه وسلم، في شهر مولد الرسول، ونصح المسلمون قائلًا: "ينبغي علينا أن نتعلم من رسولنا كل الأخلاق الفاضلة، والسلوك القويم؛ حتى نواجه العالم بحضارتنا المتجددة دائما، ولا نتبع أذناب الحضارات التي نحت الأخلاق بعيدا عن واقعها المعيش". 


وأضاف علي جمعة "أمة الإسلام هي الأمة الشاهدة، وهي الأمة التي تحملت تكاليف الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فسد المسلمون وتركوا ما كلفهم الله به من مهام لإصلاح الأرض فسدت الأرض، ورسالة كل مسلم أن يكون كذلك الصحابي الجليل". 

 

إذا فسد المسلمون

وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "أخرج البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي ﷺ: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك فسلم علي ثم قال: يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا). 


وقال جمعة "وعفى النبي ﷺ على من جذبه من الأعراب جذبة شديدة، وأعطاه سؤاله وزاد، وعفى ﷺ عن اليهودية التي سمت الشاة له بعد اعترافها، ولم يؤاخذ لبيد بن الأعصم إذ سحره، ولا عتب عليه فضلا عن معاقبته. فهذا هو الأسوة الحسنة والنموذج الأعلى المرضي عند ربه ﷺ". 


وتابع "هذه عظمة النبي ﷺ وأسباب انبهار العالم به في كل العصور، فهذه بعض الخصائص التي دل عليها الواقع والتاريخ، وستبقى، وكذلك خصائصه وفضائله التي كانت مقارنة لذاته الشريفة، وأوصافه الحميدة". 

 

الرسول جاهد باللسان والسنان

واستطرد قائلًا: "كانت هذه لمحة من سمات الرسول المعلم، وكيف كان حاله وهو يجاهد باللسان والسنان في سبيل إعلاء كلمة الله، ولإتمام رسالة رب العالمين، ولم تكن حضارة المسلمين تراثًا مكتوبًا فحسب، بل كانت واقعًا عاشه المسلمون وعاشه معهم أنصارهم وأعداؤهم وسجلته كتب التاريخ". 


ونصح المسلمون قائلًا: "وينبغي علينا أن نتعلم من رسولنا كل الأخلاق الفاضلة، والسلوك القويم؛ حتى نواجه العالم بحضارتنا المتجددة دائما، ولا نتبع أذناب الحضارات التي نحت الأخلاق بعيدا عن واقعها المعيش؛ فأمة الإسلام هي الأمة الشاهدة، وهي الأمة التي تحملت تكاليف الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فسد المسلمون وتركوا ما كلفهم الله به من مهام لإصلاح الأرض فسدت الأرض، فلننظر كيف عرف المسلمون وظيفتهم في الصدر الأول للإسلام، حيث قال ربعي بن عامر رضي الله عنه  لرستم قائد الفرس عندما سأله: ما أنتم ؟ فأجابه بقوله: (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام). 


وقال "فهذه هي رسالة المسلمين، ورسالة كل مسلم أن يكون كذلك الصحابي الجليل، رزقنا الله اقتفاء أثر نبينا رسولنا المعلم ﷺ". 
 

الجريدة الرسمية