صلاح حافظ.. 96 عامًا على ميلاد مايسترو الصحافة
لقب بمايسترو الصحافة المصرية، هو الصحفي والكاتب صلاح حافظ.. ظاهرة إنسانية فريدة بدا، هو الصحفى اليسارى العضو بتنظيم حدتو.. بدأ الكاتب حياته الصحفية وهو طالب بكلية الطب زميلا لكل من الدكتور يوسف إدريس ومصطفى محمود في صحف الملايين، الكاتب، ثم روز اليوسف وأخيرا إنشاء وتأسيس جريدة الأهالى الحزبية وأول رئيس تحرير لها.
أبلغه الشاعر مأمون الشناوى وهو طلب برغبة الكاتب إحسان عبد القدوس في مقابلته وفى اللقاء فوجئ صلاح حافظ بعرض إحسان العمل محررا في روز اليوسف بمبلغ 15 جنيها في الشهر عام 1951، في حين عمل محمد التابعى رئيسا للتحرير مقابل خمسة جنيهات لتبدأ انطلاقة صلاح حافظ الصحفية.
عندما فكرت السيدة روز اليوسف في إصدار مجلة شبابية اختارت لها اسم صباح الخير اختار إحسان عبد القدوس صلاح حافظ لوضع مشروع المجلة عام 1954 إلا أنه قبض عليه بسبب أفكاره وانتمائه إلى حزب حدتو، وأودع السجن ثماني سنوات ليخرج من السجن عام 1964 إلى مجلة آخر ساعة رئيسا للتحرير، ويحكى صلاح حافظ كيف استبعد من القرار فيقول: "بترشيح من خالد محيى الدين وكان رئيسا لدار أخبار اليوم كتب قرارا قدمه إلى عبد الناصر بتعييني رئيس تحرير آخر ساعة إلا أن خالد خرج قبل تنفيذ القرار وجاء هيكل بدلا منه فاستبعد قرارى وقام بتعيين يوسف السباعي رئيسا لتحرير آخر ساعة وعملت معه نائبا.
صفعة ضد هيكل
وذات صباح ذهبت إلى المجلة وكان هيكل مسافرا ووجدته أصدر قرارا بفصلي وذهبت إلى سعد كامل أودعه وإذا بتليفون من الرئيس عبد الناصر بمنع تنفيذ القرار وكان صفعة لهيكل، وبرر لى هيكل ما حدث بعد ذلك أنه سوء تصرف، ثم كانت العودة إلى روز اليوسف ثم رئيسا للتحرير مع فتحى غانم عام 1974.
أسباب نجاح الصحيفة
يرى صلاح حافظ أن مقومات نجاح أى صحيفة أو مجلة هي نفس مقومات الصديق الذي تسعد به جدا عندما يزورك لأنه يلبي عندك حاجات وأنك واثق أنه مخلص لك ولن يكذب عليك أبدا، وحتى إذا نصحك بما تكره لا تغضب منه لأنه يحبك ويريد مصلحتك، والصحف تنجح بقدر ما يكون سيدها الوحيد الذى تخدمه هو القارئ، ولا تبحث عن رد فعل ما تكتبه عند المسئولين أو الحزب إذا كانت صحيفة حزبية أو عند أي جهة لها قوة أو نفوذ في المجتمع.
في عام 1970 عندما تعرض الرئيس الراحل عبد الناصر بعد رحيله لحملة شرسة وصفها حافظ بأنها تجاوزت حدود التضليل ودخلت مرحلة البذاءة يقودها كذابون ومخبرو مباحث. ترك صلاح حافظ موقعه كرئيس تحرير بعد انحياز روز اليوسف إلى الشعب ضد السادات الذي وصف انتفاضة يناير 1977 بانتفاضة الحرامية ووصفتها المجلة بالانتفاضة الشعبية، فكتب صلاح حافظ تحت عنوان أسبوع الحرائق (الحكومة أشعلت الحريق والسادات أطفأها).
جريدة الأهالى
وعندما قرر حزب التجمع اليساري التفكير في إصدار جريدة تنطق باسمه أجمع المؤسسون بدون تفكير أو تردد على اختيار صلاح حافظ رئيسا للتحرير، فاختار اسما للجريدة وهو الأهالى، وقام بنفسه بتصميم أول ماكيت للجريدة.
مبادرة القدس
وفجأة أعلن السادات في نوفمبر 1977 مبادرته السفر إلى القدس، إلا أن صلاح حافظ أيد هذه الزيارة برغم رئاسته لجريدة حزب معارض ولأعلن رأيه صراحة، ووصف حملة العرب على السادات بالخطيئة الكبرى.
ونظرا لمعارضة حزب التجمع طلب إعفاءه من رئاسة تحرير الاهالى قبل صدورها بأيام، وظل يكتب فيها مقالا بتوقيع "دبوس" حتى رحل صلاح حافظ عام 1992.