رئيس التحرير
عصام كامل

نوال السعداوي تعترف: أحببت أمي بعد رحيلها

الدكتورة نوال السعداوى
الدكتورة نوال السعداوى

يحكى كتابها “ أوراق حياتى” المترجم بعنوان “ابنة ايزيس” السيرة الذاتية للدكتورة نوال السعداوى المرأة التى عاشت حياتها كلها مثيرة للجدل،من الطفولة وتخرجها في كلية الطب حتى مرحلة نضالها فى سبيل حقوق المرأة وتحقيق العدل والمساواة وتبرز فيه دور الأم فى حياتها وتعترف أن تأثيرها كان قليلا فى طفولتها وكان والدها هو صاحب الدور الاكبر إلى أن وصلت سن الستين فأصبحت تعى دور أمها تماما واصبحت تفتقدها كثيرا ولكن بعد الرحيل.


تقول نوال السعداوى عن طفولتها وعلاقتها بأمها: ولدتنى امى بعد مولد اخى بعام،وكنت أسمع جدتى تقول(خرجت من بطن أمك زى الصاروخ،خرجت واقفة على حيلك زى الشياطين) وكانت تقصد ان امى ولدتنى بسهولة دون ألم وكانت جدتى تتمنى ان أكون ولدا، كبرت أحب نفسى زى ما أنا ومنذ السادسة من عمرى وانا متفوقة على أخى في الدراسة، كان فاشلا ومحبوبا لانه ولد.

 

في طفولتى تصورت ان قلب ابى اكبر من قلب امى، كان يتسع لحب الله والوطن، فلم اسمع أمى تتحدث عن الله والوطن فتصورت ان الابوة تعلو على الامومة، ثم اكتشفت متأخرا ان قلب الام اكبر من قلب الاب فلا شيء في الكون اكبر منه  ، فهى لا تشترط الطاعة مقابل الحب، ولم تكن أمى تملك اكثر من أطفالها التسعة في قرية كفر طلحة بالمنوفية.

 

الحنين إلى الأم 

الحنين إلى أمى يزداد كلما تقدم بى العمر، ومنذ تجاوزت الستين وأراها تتراءى لى في أحلامى، وعرفت قدرها، فلم أع حب أمى إلا متأخرا وكنت انظر الى والدى كمثل أعلى الذى كان يشكل الحياة بالنسبة لى بثقافته ومعلوماته في الدين والسياسة والتاريخ، أما أمى فقد انحصرت علاقتها بالمطبخ.

 

انفصلت عن امى وأبى تدريجيا ودخلت الى عالم آخر وكنت أتمنى ان احمل اسم أمى لا اسم جدى السعداوى الذى لم اعرفه. 


كانت امنية امى ان تصبح موسيقية وتعزف على البيانو فأحببت الموسيقى بسببها، وعندما طلبت من والدى بيانو قال “حاصرف على البيت ولا أجيب لك بيانو ”.

 

ذكريات الرحيل 

وعندما ماتت امى رأيت الكون كله ميتا ورغم ذلك لم البس عليها ثوبا اسود فلم يكن عندى ولم يكن يشغلنى ولم اسمح لشقيقاتها رؤيتها عارية اثناء غسلها وركبت الى جوارها في عربة النعش حتى انى هبطت معها تحت الأرض شعرت وان كفن امى يحوى جسدى مع جسدها، وبعد أربعة اشهر من رحيلها رحل ابى، كنت اشعر انها كانت تناديه.

 

اسم الام 

شعرت انها أحق باسمى وسعيت لان اجعل اسم الام بدل اسم ابويا وقوبلت بهجوم شديد لهذا الادعاء، ومنذ أمسكت بالقلم بين اصابعى وأنا أقاوم التزييف الذى حدث فى السجلات الرسمية أود ان أمسح اسم جدى واضع مكانه اسم امى زينب، امى هى التى علمتنى الحروف الهجائية وكنت انا التلميذة الوحيدة التى تكتب اسمها فى المرحلة الابتدائية نوال زينب شكرى، وكان الاستاذ يشطب زينب ويضع بدلا منها السعداوى، الى ان قال لى والدى المجتمع بيقول كدة .
 

الجريدة الرسمية