بعد اكتشاف خسائر «التنك السنجل».. «الدوبل وول».. مخطط وزير البترول لإيقاف نزيف «المحطات»
«تطوير وتجديد البنية التحتية للقطاع».. واحدة من الأزمات التي فرضت وجودها على قطاع البترول طوال السنوات الماضية، رغم ما يمكن أن تحققه عمليات التطوير والتجديد من مكاسب تنعش خزينة الدولة، وهو ما انتبه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أصدر توجيهات واضحة بتطوير وتحديث العمل في ذلك القطاع وفق أحدث الوسائل التكنولوجية والفنية ورفع كفاءة البنية التحتية فيه، وهي توجيهات ترجمتها تحركات المهندس طارق الملا، نحو تطوير مصافي التكرير ومشروعات أخرى كثيرة كلها تصب في اتجاه إيجاد بنية تحتية متطورة تسهم في تقديم قطاع البترول أفضل ما يمكن لصالح الاقتصاد القومي.
«فنيات العمل».. الملف الأول الذي سارع «الملا» بالعمل فيه في إطار إستراتيجية «تطوير وتحديث البنية التحتية»، ليكتشف أنه لا تزال هناك طرق وأساليب ترفض نفسها في إدارة العمل ببعض المواقع والشركات رغم تقادمها وتأخرها عن ركب التحديث والتطوير في آليات العمل بقطاعات النفط.
ولعل في مقدمة تلك الطرق القديمة التي جرى اكتشافها عمل محطات الوقود القديمة في شركات التعاون ومصر للبترول والنصر وفق نظام «التنك السنجل وول»، والذي يعني أن «التنك المستخدم في هذه المحطات عبارة عن إطار واحد يمكن أن يتعرض لأي طارئ ينتج عنه ثقب فيه وتسريب لكميات كبيرة من المواد البترولية تذهب هباء في الأرض المحيطة بالمحطات وأسفلها، ما يمثل خطورة من الناحية البيئة، وكذلك إمكانية حدوث كوارث جراء اندلاع حرائق أو متشابه في هذه المناطق التي أصبحت غارقة في هذه الكميات من السولار والبنزين».
التنك السنجل
وزير البترول تنبه لخطورة مشكلة «التنك السنجل» فور عرضها عليه، وبعد شكاوى عديدة رصدتها الشركات الخاصة بتسويق المواد البترولية في محطات عديدة ينقص بسرعة كبيرة كمية الوقود المنصرفة لها لتبدأ رحلة التطوع وحل المشكلة، حيث توصلت قيادات الوزارة إلى ضرورة تغيير كل تنكات المحطات وفق خطة زمنية بشكل لا يمثل تكلفة كبيرة مرة واحدة في ذلك البند الهام الذي يوفر كثيرا من الكميات المهدرة في الأرض أسفل المحطات القائمة، حيث جرت الاستعانة بأفضل الأساليب الحديث والتي تستخدمها دول لها اسم كبيرة في عالم النفط حيث تم الاستقرار على استخدام التنكات ذات«الدبل وول »، وهي عبارة عن تنكات كبيرة من طبقتين بينها مادة معينة تسهم في إطلاق إنذار بالمحطة حال تعرض أي طبقة من الاثنتين لمشكلات مثل الثقوب، كما أنها تحمي المواد البترولية من فكرة التسريب إلى الأرض أسفل المحطات القائمة، وتعطي فرصة أكبر لفنيي قطاع البترول لإصلاح أي عطل فيها دون تأثير على كميات الوقود الموجودة داخل هذه التنكات.
«التوزيع السريع للتنكات الجديدة واستبدال القديمة» كان عنوان تعليمات مباشرة خرجت من مكتب المهندس طارق الملا لقيادات الهيئة العامة للبترول والشركات لسرعة تحديث وتطوير العمل، واتباع أحدث النظم في إدارة محطات الوقود بسياسات جديدة تضاهي مثيلاتها في دول يعتمد اقتصادها كليا على صناعة النفط، وبما يسهم في تحقيق مكاسب وفوائد عديدة أولها توفير كميات الوقود المهدرة بسبب التنكات القديمة، إلى جانب الحفاظ على البيئة ومنع حوادث قد تؤدي إلى خسائر بشرية وهي الأكثر مكسبا في ذلك الأمر كله، لا سيما وأن ذلك يتوافق مع سياسة الرئيس السيسي نحو حياة كريمة للمواطن وحقوق آدمية يسعى دوما لأن تكون موجودة في عمل الحكومة بكافة دواوينها وهيئاتها.
نقلًا عن العدد الورقي…،