رواج تجارة السيارات المستعملة مع تصاعد أزمة الرقائق الإلكترونية
تسبب أزمة الرقائق الإلكترونية، في عجز كبير في إنتاج السيارات الجديدة، ووصلت فترة تسليم السيارات في عدد كبير من شركات السيارات لأكثر من 6 أشهر، وهو ما دفع إلى زيادة الأوفربريس، وانتعاش تجارة السيارات المستعملة في العديد من أنحاء العالم.
أعلنت شركة "أوتونيشن"، أكبر سلسلة توزيع سيارات في الولايات المتحدة، تحقيق أرباح تتجاوز التوقعات خلال الربع الثالث عبر التركيز على بيع السيارات المستعملة، إذ خنَق نقص الرقائق الإلكترونية توريد السيارات الجديدة.
أرباح الشركات
حققت الشركة، ومقرها في فورت لودرديل بولاية فلوريدا، أرباحًا عن السهم بلغت 5.12 دولار، متجاوزة متوسط التوقعات البالغ 4.14 دولار للسهم في استطلاع "بلومبرج" الذي شمل ثمانية محللين.
ارتفعت إيرادات الشركة من بيع السيارات المستعملة 53% خلال أشهُر الربع الثالث إلى 2.3 مليار دولار، فيما استمرت إيرادات الشركة من مبيعات السيارات الجديدة عند نفس مستواها تقريبًا.
قفزت أسعار أسهم الشركة 12% في تعاملات الخميس لتلامس مستوى قياسيًا قبل أن تفقد جزءًا من المكاسب.
قال رئيس الشركة التنفيذي مايك جاكسون في مقابلة صحفية: "لا أستطيع السيطرة على إنتاج السيارات الجديدة، لكنني أستطيع أن أسيطر على عدد السيارات المستعملة التي أشتريها. إن عرضت أي جهة أو شخص في أمريكا سيارة للبيع نتصل به ونقدم عرضًا لشراء السيارة".
تراجع الإنتاج والمخزون
عرقلت إغلاقات المصانع بسبب نقص الرقائق وفيروس "كوفيد-19" إنتاج السيارات على مدى العام الماضي، إذ تراجع الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 5 ملايين سيارة.
وأدى ذلك إلى تراجُع مخزون السيارات الجديدة إلى مستويات تاريخية متدنية، ما رفع متوسط سعر السيارة الجديدة إلى أكثر من 40 ألف دولار، وهو أعلى سعر في تاريخها، إذ كان يُعتبر سعرًا للسيارات الفارهة منذ فترة غير بعيدة.
كان لدى شركة "أوتونيشين" مخزون من السيارات الجديدة يبلغ نحو 5 آلاف سيارة عند نهاية الربع الثالث، ما يمثل جزءًا ضئيلًا من مخزون يبلغ 50 ألف سيارة كانت تحتفظ به في الأوقات العادية، حسبما بيّن جاكسون.
استطاعت شركة تجارة السيارات أن تجمع نحو 30 ألف سيارة مستعملة عبر تجنب مزادات السيارات المستعملة التي ترتفع فيها الأسعار، والاستعاضة بالاتصال المباشر مع آلاف الأشخاص ممن أعلنوا بغرض بيع سياراتهم عبر الإنترنت.
تحسن تدريجي
قال جاكسون، الذي سيتقاعد نهاية الشهر بعد 20 عامًا في الشركة، إنه يتوقع تحسن إنتاج السيارات تحسنًا تدريجيًا خلال النصف الثاني من 2022، غير أنه لن يكفي لإعادة تزويد المخزون والمبيعات، وقد باعت الشركة فعلًا سيارات لن تصل إلا بعد ثلاثة أشهر.
قال جاكسون: "كثير من العملاء أخبرونا أنهم سوف ينتظرون حتى العام المقبل. ستتحسن حركة الشحن خلال العام المقبل، لكنني لا أعتقد أن الشحنات الجديدة ستُستخدم في بناء مخزون جديد، بل ستُسلَّم مباشرة إلى العملاء".
أزمة الرقائق
تلغي مصانع السيارات بعض المزايا الكمالية لتوفير الرقائق وطرح المنتجات في الأسواق. يسلّم كثير منها الموزعين السيارات دون أشباه الموصلات، ويطالبونهم بالاحتفاظ بالسيارات حتى يركبوها بأنفسهم في وقت لاحق، حسب تصريحات جاكسون، الذى أضاف قوله: "هذا سلوك منطقي وأفضل من عدم تصنيع السيارات على الإطلاق. نحن نستطيع بسهولة تركيب هذه المكونات".
يغادر جاكسون البالغ من العمر 72 عامًا منصبه رئيسًا تنفيذيًا لشركة "أوتونيشن" في أول نوفمبر المقبل، وقد بدأ حياته العملية فنيًا لدى وكيل لتوزيع سيارات "مرسيدس بنز"، ثم أصبح رئيسًا تنفيذيًا للعلامة الألمانية في شركتها بالولايات المتحدة قبل أن ينتقل إلى شركة "أوتونيشن".
يخلف جاكسون في رئاسة "أوتونيشن" مايك مانلي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "فيات كرايسلر"، الذي ترأس أعمالها في الأمريكتين منذ تأسيس شركة "ستيلانتيس" أوائل العام عبر الاندماج بين "فيات كرايسلر" وشركة "بي إس إيه". كما بدأ مانلي، الذي قاد في السابق شركة العلامة التجارية "جيب"، مهنته في مجال توزيع السيارات.