بعد نصف قرن نجاح.. عوامل ساهمت في تربع "مدرسة المشاغبين" على عرش المسرحيات الكوميدية
فى مثل هذه الأيام وبعد أيام قليلة من حرب أكتوبر 1973 وبعد توقف إطلاق النار، قدمت فرقة الفنانين المتحدين المسرحية الكوميدية " مدرسة المشاغبين " ليستمر عرضها نجاحها وعرضها عامين متتالين كتبها علي سالم وأخرجها جلال الشرقاوى وقام ببطولتها حسن مصطفى وسهير البابلى وعادل إمام وسعيد صالح.
ويحكى صانع النجوم سمير خفاجى منتج المسرحية في مذكراته مع الصحفى أكرم السعدنى كيف ولدت مدرسة المشاغبين فيقول: كان لدى الكاتب علي سالم نصا مسرحيا لـ مدرسة المشاغبين وعندما قرأته شعرت أن المسرحية ستنجح في حالة عرضها.
كذلك كتب الفنان عبدالله فرغلى نصا مسرحيا للموسم الشتوى أيضا، لكنى وجدت نص علي سالم هو الأرفع فنا والأكثر حبكة، واخترت نص على سالم “مدرسة المشاغبين” فشكانى عبدالله فرغلى لكل المقربين لى وغضب بشكل كبير، وقلت له سأدفع لك أجرك كاملا، فقال إن المسألة ليست مادية لكنها إهانة له ككاتب.
نجلاء فتحى ترفض
وعندما سمع مصطفى بركة بالمسرحية التي أنوى تقديمها عرض مساعدته في التمويل بشرط أن نتقاسم الأرباح، وتوصلنا منعا للمشاكل أن يتولى بركة الجانب الإداري وأنا الجانب الفني واتفقنا على أن يقوم مدبولى بدور الناظر ومعه عادل امام وسعيد صالح ويتولى جلال الشرقاوى الإخراج،
واخترنا نجلاء فتحى وكانت قد وضعت على طريق النجومية بجمالها وأدائها الجميل للدور النسائى واشترطت موافقة المنتج رمسيس نجيب، ووافق الرجل وأشرف بنفسه على العقد الخاص بها، ووقعت بالفعل العقد ثم اعترضت عندما علمت أن العرض يومى وأن هناك فرق بين العمل للمسرح والعمل في السينما، وفكرنا في سميرة أحمد ولم نصل معها الى اتفاق ثم تعاقدنا مع سهير البابلى.
وأضاف خفاجى: اخترنا طلبة من أكاديمية الفنون يونس شلبى وهادى الجيار وأحمد زكى وتولى الموسيقى الملحن سيد مكاوى وكتب الاغانى عبد الرحمن شوقى وبدأنا البروفات وفتحنا شباك التذاكر قبل الافتتاح بعشرة أيام، وبدأ التمثيل وكثرت الافيهات الضاحكة وساهم سعيد صالح في مد مساحة ليونس شلبى لكى يقول وأطلق عليه الواد اللى ما بيجمعش.
مع مرور ليالى العرض وقع خلاف بين جيل الكبار "عبد المنعم مدبولى" وجيل الشباب كلهم وخاصة سعيد صالح بسبب الافيهات حيث قال مدبولى إنها تحجب كثيرا من دوره على المسرح، وانتهى الأمر بخروج مدبولى ومجئ حسن مصطفى في دور الناظر، ونجحت الرواية وحققت 450 جنيه تقريبا كل ليلة والتذاكر كامل العدد، وكانت قدم السعد على كل من عمل فيها.
انهيار القيم
تعرضت مسرحية مدرسة المشاغبين للنقد بسبب سخريتها من مهنة الناظر واختفاء المثل والقيم وقبول الفوضى، ويعلق الكاتب على سالم على ذلك ويقول: المسرحية كانت انعكاسا لفترة انهارت فيها القيم التقليدية للمجتمع المصرى والعربى بشكل عام والمعروفة باسم فترة ما بعد النكسة وما بعد الانفتاح حيث تحولت قيم كثيرة إلى مثار للسخرية.