أول رد أمريكي على أحداث السودان
أعرب المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الإثنين، عن قلق بلاده من التطورات التي يشهدها السودان.
وقال فيلتمان الذي يزور السودان حاليا إنه قلق بشأن تقارير تتحدث عن استيلاء عسكري على الحكومة الانتقالية في السودان.
وأضاف المسؤول الأمريكي غداة مباحثات مكوكية أجراها أمس الأحد، أن مخالفة الإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني أمر غير مقبول.
وأوضح المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي، على حسابه على "تويتر" أن أي تغييرات في الحكومة الانتقالية السودانية بالقوة تعرض تقديم مساعدتنا للخطر.
وتأتي تصريحات المبعوث الأمريكي مع تصاعد الأحداث في السودان باعتقال قوات عسكرية وزراء وأعضاء مدنيين في مجلس السيادة، وسط دعوات لقوى الحرية والتغيير للعصيان المدني والإضراب العام.
قلق أوروبي أيضا
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه للتطورات في البلاد. ودعا مسؤول السياسة الخارجية، جوزيف بوريل بتغريدة على حسابه على تويتر الأطراف المعنية في السودان والشركاء الإقليميين الى استعادة المسار الانتقالي.
جاءت تلك المواقف بعد أن شهدت الخرطوم صباح اليوم سلسلة اعتقالات طالت العديد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة ومجلس السيادة، فضلا عن مسؤولين في احزاب عدة مؤيدة للحكومة، وولاة خارج الخرطوم.
حمدوك في مكان مجهول
كما جاءت بعد أن أعلنت وزارة الاعلام بتدوينة على حسابها على فيسبوك أن قوات عسكرية داهمت منزل رئيس الوزراء واقتادته إلى مكان مجهول بعد أن رفض الانصياع لمطالبهم، وفق تعبيرها، مؤكدة أنه وجه رسالة إلى المواطنين للزول بكثافة إلى الشارع حفاظا على مكتسبات الثورة، مع التمسك بسلمية التحركات.
بالتزامن شهدت شوارع الخرطوم، ولا تزال تدفقا للمحتجين والمتظاهرين الغاضبين الذي أشعلوا الإطارات، ورفعوا الشعارات مطالبين بالحفاظ على "مدنية الحكومة" ومستنكرين حملة التوقيفات.
وكان تجمع المهنيين السودانيين دعا في وقت سابق اليوم المواطنين في كل المدن والأحياء إلى النزول للشوارع، رفضا لأي انقلاب عسكري، وحفاظا على الثورة، التي أطلحت عام 2019 بنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
فيما دعت نقابة الأطباء جميع المنتسبين إليها إلى الامتناع عن العمل في المستشفيات العسكرية، كذلك أعلن تجمع المصرفيين في بيان عن إضراب عام وعصيان مدني.
يذكر أن العلاقات بين المكون المدني والعسكري في الحكومة كانت شهدت توترا متصاعدا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في سبتمبر الماضي.
وتبادل الطرفان منذ ذلك الحين الاتهامات وتحميل المسؤوليات عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية في البلاد، إلا أن حدة التصريحات المنتقدة كانت خفت خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد أن طرح حمدوك مبادرة حل وحوار بين الأطراف المتنازعة.