عمدة الدراما المصرية.. صلاح السعدني المثقف الزاهد للنجومية
العمدة سليمان غانم، في مسلسل ليالي الحلمية، اكتسب الفنان القدير صلاح السعدني، وعن استحقاق لقب «عمدة الدراما المصرية»، فهو واحد من الجيل الفني الذهبي، كما وصف بالفنان المثقف، كثير من أبناء جيله قالوا عنه، أنه ورث عن شقيقه الأكبر الكاتب الساخر «تكبير الدماغ».
السعدني وشخصية المثقف
الفنان صلاح السعدني قدم على مدار مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من 50 عامًا، أكثر من 200 عمل متنوع، وشخصيات أكثر تنوعًا، إلا أن الشخصية الأكثر ارتباطًا به، كانت «نصر وهدان القط»، في مسلسله الشهير حلم الجنوبي، فظهر من خلاله الشخص المثقف الذي يحافظ على تاريخ بلده ويحارب أي تشويه يصيبه، ويحاول من خلال مهنته كمدرس تعريف الطلاب بحضارتهم.
موهبة صلاح السعدني الفنية
عقيدة راسخة في عقلية ووجدان الفنان الكبير صلاح السعدني، وهي: «أن تكون مثقفًا موهوبًا.. خير من أن تكون نجمًا أحمق»، هكذا تشكل منهج الفنان الذي رغم موهبته الكبيرة، ومعرفته وزمالته لكبار الفنانين الذين تصدروا أفيشات الأعمال الفنية لأعوام طويلة متتالية، إلا أنه وبسبب أنه يعتبر أخاه الكاتب الصحفي الساخر محمود السعدني، مثله الأعلى وكان دائمًا ما يردد: «إن محمود أبي الذي لم تلده جدتي»، ودائما كان الأخ الأكبر يصطحب شقيقه الأصغر مع أصدقائه من كبار الأدباء المثقفين أمثال كامل الشناوي وزكريا الحجاوي ونعمان عاشور وألفريد فرج وعبدالرحمن الخميسي وغيرهم، عبر مقهى "متاتيا" الكائن بميدان العتبة، و"محمد عبدالله" بالجيزة، وفي تلك الجلسات شهد صلاح السعدني معارك ثقافية عديدة، كان لها أثر كبير في تشكيل وجدانه الثقافي.
دراسة صلاح السعدني
الخلفية الثقافية التي ورثها صلاح السعدني عن شقيقه ألهمته بالإفصاح عن موهبته ورغبته في دخول مجال التمثيل، وبالفعل التحق بمسرح كلية الزراعة التي كان طالبًا بها، وكان الفنان عادل إمام هو رئيس فريق التمثيل حينها، ورافقه الراحل سعيد صالح من مسرح كلية الآداب، ليكتمل بهم المثلث الفني العملاق الذي أفصح عن نفسه وموهبته الفذة.
العمدة المثقف
انتبه صلاح السعدني جيدًا لضرورة أن يكون الممثل على وعي تام بكل ما يحدث حوله، وليس كافيًا أن يملك موهبة أو مهارات في الأداء والحركة التمثيلية، كما أنه ورث عن شقيقه حب القراءة والإطلاع على الألوان الأدبية المتنوعة فاحتفظ لنفسه بمكتبة مليئة بالكتب والمؤلفات في مختلف التخصصات والمجالات، ظلت لسنوات تغنيه عن الظهور في المناسبات الفنية أو ملاحظة الأضواء.
صلاح السعدني المثقف
عدم سعي السعدني وراء النجومية المطلقة كانت نابعة من إيمانه (وفق ما صرح به في حوار سابق)، قائلًا: «إن للفن وظيفة اجتماعية، وأعي تمامًا هذا الدور، وبالتالي فإن اختياراتي نابعة من هذا الوعي، فأنا لست "أراجوز" ولا مهرجًا في سيرك»، فكان لا ينظر إلى الفن على أنه "أكل عيش" بل رسالة سامية يرغب في تقديمها بالمجتمع، مما أثر بالطبع على إختيار مشاركاته الفنية بعناية وتدقيق بالغين.