الأوقاف تسير 3 قوافل لزيارة الوادي المقدس بجبل التجلي الأعظم في سانت كاترين
تسير وزارة الأوقاف ثلاث قوافل لزيارة الوادي المقدس بجبل التجلي الأعظم بسانت كاترين، وذلك في إطار اهتمامها بالمواقع ذات المغزى الروحي والعبق التاريخي، وفي سبيل إطلاع الأئمة والواعظات والطلاب الوافدين على بعض ما تملكه مصر من إرث روحي وتاريخي وحضارة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.
وتضم القافلة الأولى عددا من الأئمة والثانية للواعظات وستكون قافلة دعوية إلى جانب بعدها التثقيفي، والثالثة ستكون للطلاب الوافدين المسجلين على منحة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بهدف تعريفهم بهذه المنطقة ذات البعد الروحي العظيم حيث التجلي الأعظم بالوادي المقدس.
وأشارت الأوقاف أن هذه القوافل الثلاث مقدمة لسلسلة من القوافل المتتابعة.
وتعد مدينة سانت كاترين من أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزًا، فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر في قلب جنوب سيناء على بعد 300 كم من قناة السويس، وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء وفي مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة.
وهبها هذا الارتفاع مناخًا متميزًا معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالًا خاصًا عندما تكسو الثلوج قمم الجبال وأرض المدينة، وأُعلِنَت المنطقة محمية طبيعية لما لها من أهمية طبيعية وتاريخية ودينية، ويعمل معظم سكان المدينة بأعمال الزراعة والرعي والخدمات السياحية، ووتشتهر المدينة بالسياحة الدينية وسياحة السفاري وتسلق الجبال، ويوجد بها دير سانت كاترين وجبل موسى ومقام النبي هارون وغيرها من الآثار الدينية، وتعتبر أكبر محمية طبيعية في جمهورية مصر العربية من حيث المساحة.
وترجع تسمية المدينة إلى القديسة كاترين (سانت كاترين) التي ولدت بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي ووصفت بالحكمة والعقل والحياء، وتربت على محبة السيد المسيح، والتحقت بالمدارس، وتثقفت بعلوم الكتاب المقدس. ولما بلغت الثامنة عشر أتمت دراسة اللاهوت والفلسفة وتعمّدت، في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس إلى الإسكندرية، فأمر بعبادة الأوثان، واضطهد القديسة، وعذبها حتى أنه أمر بقطع رأسها في 25 نوفمبر سنة 307م.
وتنتشر بالمدينة المناظر الطبيعية بما فيها من جبال وأودية تجعل السير فيها متعة للنفس، والتي أدت إلى انتشار رحلات السفاري بالمدينة لطالبي متعة الطبيعة. ومن أشهر الجبال بالمنطقة جبل البنات وهو جبل عظيم تجاه سريال ويفصل بينهما وادي فيران، وجبل موسى الذي يعلو نحو 7363 قدم فوق سطح البحر وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى نبي الله موسى عليه السلام، الذي اعتلى الجبل لمدة أربعين يوم يناجي ربه ويتسلم الرسالة، وشيدت على قمته كنيسة صغيرة وإلى جوارها جامع صغير، أما جبل سانت كاترين فهو من أعلى جبال مصر حيث يبلغ ارتفاعه 8563 قدم فوق سطح البحر، وسمي كذلك لأنه كما ورد في تقاليد الرهبان أن الملائكة قديما حملت جثة القديسة كاترين من مكان استشهادها في الإسكندرية عام 307م ونزلت بها إلى هذا الجبل ولم يبق منه حاليًا سوى الجمجمة وعظم إحدى اليدين وهما محفوظتان في صندوقين داخل الكنيسة، كما يمكن لمن يعتلي قمة الجبل أن يشاهد على مرمى البصر خليج العقبة وخليج السويس.