الجيش السوداني يفرض إجراءات أمنية مشددة في محيط سجن البشير
أفادت وسائل الإعلام السودانية مساء اليوم السبت، أن الجيش فرض إجراءات أمنية مشدد وعزز حراسة سجن كوبر في العاصمة الخرطوم، حيث يقبع الرئيس المخلوع عمر البشير.
وأكدت أن القوات المسلحة وسعت دائرة إغلاق محيط القيادة ونشرت عددا من الجنود.
وفي وقت سابق اليوم، اقتحمت مجموعة من المحتجين مقر وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" قبل مؤتمر صحفي مقرر لوفد من "قوى إعلان الحرية والتغيير".
وأكدت وسائل إعلام محلية أن نحو 150 من المشاركين في الاعتصام أمام القصر الجمهوري والمطالبين بحل الحكومة المدنية وتسليم السلطة إلى العسكريين اقتحموا مقر الوكالة قبل بدء المؤتمر الصحفي، وسط تصاعد التوتر في الموقع.
وحملت "قوى الحرية والتغيير" في بيان لها "مجموعات تتبع للفلول واعتصام القصر" المسؤولية عن اقتحام مقر الوكالة بغية منع المؤتمر، متعهدة بأن المؤتمر سيعقد "بعد الفراغ من بعض الترتيبات".
وكان من المفترض أن يشارك في مؤتمر "قوى الحرية والتغيير" كل من ياسر عرمان وصديق الصادق ومحمد ناجي الأصم وإبراهيم زريبة.
ويأتي ذلك على خلفية اندلاع أزمة سياسية جديدة في السودان وتنظيم مظاهرات مؤيدة للحكومة المدنية وأخرى تطالب بتسليم مقاليد الحكم إلى العسكريين في الخرطوم.
حل مجلس الوزراء
من ناحية أخرى نفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، اليوم السبت، التقارير التي تحدثت عن موافقة الأخير على حل مجلس الوزراء.
وقال المكتب الإعلامي لحمدوك في بيان إن هذه التقارير كانت غير دقيقة في إيراد مواقف الأطراف المختلفة.
وأكد "أن رئيس الوزراء لا يحتكر حق التقرير في مصير مؤسسات الانتقال، وأنه متمسك بالنقاط التي أوردها في خطابه الأسبوع الماضي كمدخل لحل الأزمة بمخاطبة كل جوانبها عبر حوار يشارك فيه الجميع".
اتصالات ولقاءات
ولفت المكتب الإعلامي إلى أن حمدوك "يواصل اتصالات ولقاءات بمختلف أطراف السلطة الانتقالية والقوى السياسية لبحث سبل معالجة الأزمة السياسية بالبلاد".
وكشف عن أن رئيس الوزراء السوداني التقى نهار الجمعة ممثلين عن المكون العسكري في المجلس السيادي، كما التقى في مساء اليوم ذاته ممثلين عن المجلس المركزي للحرية والتغيير".
وأكد مكتب حمدوك أن الهدف من وراء هذه اللقاءات "هو حماية عملية الانتقال المدني الديمقراطي وحماية أمن وسلامة البلاد".
وكان رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، قد قال في تصريحات صحفية أن حمدوك ورئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، اتفقا على حل مجلسي السيادة والوزراء لحل الأزمة المشتعلة في البلاد.
ويعيش السودان على وقع أزمة سياسية بشأن انتقال الحكم في الفترة الانتقالية.
وسبق أن خرج ملايين السودانيين بالعاصمة الخرطوم والمدن الأخرى في مسيرات وصفت بـ"الأكبر في تاريخ البلاد"، للمطالبة بالتحول المدني ورفض أي محاولة لقطع الطريق أمام إكمال الفترة الانتقالية الحالية.
مسيرات في السودان
وبحسب شبكة وقناة “سكاي نيوز” عربية، كان شارع "الستين" بشرق الخرطوم واحدا من عشرات نقاط التجمع التي اختارها منظمو المسيرات في العاصمة الخرطوم، قد أمتلأ على آخره بالمتظاهرين.
كما خرجت العديد من المواكب في مدن السودان الأخرى، حيث قدرت الأعداد المشاركة بأكثر من ثلاثة ملايين شخص، لتصبح هذه المسيرات هي الأكبر في تاريخ البلاد منذ استقلاله.
شعارات للتحول المدني
ورفع المشاركين من الرجال والنساء والشباب شعارات تطالب بالتحول المدني، وترفض أي محاولة لقطع الطريق أمام إكمال الفترة الانتقالية الحالية التي يعيشها السودان في أعقاب الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني - الجناح السياسي للإخوان - في أبريل 2019.