رئيس جامعة بنها: لا أحد فوق القانون ولا استثناءات أو مجاملات وتاريخى يشهد بذلك | حوار
«المبادرات الرئاسية» على قائمة أولوياتى
أتعامل مع جميع أعضاء هيئة التدريس بمصداقية وشفافية ولا يمنعنى ذلك من تنفيذ القانون
توقعت أن أكون رئيسا لجامعة بنها منذ كنت طالبا.. والمناصب والمسميات لن تغيرني
المدن الجامعية «ابن من أبنائي».. وأداء المستشفى الجامعى جيد «إلى حد ما»
«حياة كريمة» أفضل مبادرة فى العالم وتحقق الرخاء والتنمية بقرى مصر
استعين بالشباب لجمع المعلومات التى تساعدنا على اتخاذ القرار المناسب
نسبة الإنجاز فى مشروع جامعة بنها الأهلية فى العبور بلغت 50 %
لو قال أى شخص وهو طالب فى الجامعة أنه سيأتى يوم ويكون رئيسًا للجامعة ذاتها، كانت السخرية من حلمه ستكون هى الرد الوحيد من جانب مستمعيه، غير أن الدكتور جمال سوسة، ابن محافظة القليوبية، استطاع أن يحقق حلمه هذا، ويوفى بالعهد الذى قطعه على نفسه ليصبح رئيسًا لجامعة بنها، ليس هذا فحسب، لكنه يعتبر أيضا أول رئيس للجامعة من أبناء «القليوبية».
مسيرة عملية ثرية يمتلكها «د.جمال»، حصل على بكالوريوس العلوم الطبية البيطرية من كلية الطب البيطرى جامعة بنها، مايو 1986، وحصل على درجة الماجستير، بعد تخرجه بأربع سنوات، وفى فبراير من العام 1994 أصبح «الدكتور جمال» بعدما أنهى رسالة الدكتوراه فى «الفلسفة فى العلوم الطبية».
«الدكتوراه» لم تكن الدرجة العملية الأخيرة التى توقف عندها «د.جمال»، ففى العام 2012، حصل على إدارة القوى العاملة وتنمية الموارد البشرية والتنمية الإدارية كلية التجارة، جامعة بنها، سبتمبر 2012، ونشر 27 بحثا فى مجلات عالمية ودولية و51 بحثا فى مجلات عربية ومحلية، كما حصل على جائزة الجامعة التقديرية فى مجال العلوم عام ٢٠١٧.
خطط مستقبلية واعدة يمتلكها «د.جمال» فيما يتعلق بـ«إدارة الجامعة»، بعضها أصر على أن يكون امتدادًا لـ«الخطط السابقة»، فهو من أنصار «البناء على الماضى وليس هدمه»، ولهذا أعلن منذ يومه الأول فى رئاسته لجامعة بنها، أنه لن «يشطب» تاريخ الذين سبقوه فى المنصب، بل سيعمل على الاستفادة من تجاربهم، واستكمال خططهم المناسبة للجامعة، وذلك بالتوازى مع تطلعاته التى يسعى لتحقيقها، والتى يرى أنها تصب فى صالح الجامعة.
وعن تفاصيل هذه الخطط.. وموقفه من المبادرات الرئاسية، والدور الذى تؤديه الجامعة فى تنفيذ مبادرة «حياة كريمة» الرئاسية، والإستراتيجيات التى سيعتمدها فى إدارته للجامعة، ورؤيته للملفات المهمة، ومنها «البحث العلمي» و«المدن الجامعية» والمشروعات الإنشائية، وأمور أخرى كان الحوار التالى لـ "فيتو":
*بداية.. ما الرسالة التى يمكن استخلاصها من وراء صدور قرار تعيينك رئيسًا لجامعة بنها؟
بدأت الطريق من أوله، واستفدت كثيرا من الأساتذة والقيادات الإدارية التى عملت معها، حيث عملت إداريا مع كل قيادات الجامعة منذ نشأتها على مدار الـ٥ رؤساء الجامعة السابقين، وجميع نواب رئيس الجامعة، وكل منصب كنت أتولاه كنت أبذل فيه قصارى جهدى لأتمكن من تحقيق المستهدف منه والمصلحة العامة للجامعة، فعلا: «لكل مجتهد نصيب»، ونحن نعيش حاليًا فى عهد العمل والجد والانتماء، ونسعى لتحقيق نحقق مشروع الرئيس ببناء الإنسان المصرى.
*حدثنا عن تجربتك الممتدة فى الإشراف على «المدن الجامعية»؟
يمكننى القول إننى أعتبر «المدن» بمنزلة ابن من أبنائى أعتز وأفتخر به، وأشكر كل زملاء العمل بها، فكثيرا ما فكرنا وخططنا وسهرنا وكافأنا الله سبحانه وتعالى، وهذا العام تقرر قبول 974 طالبا وطالبة فى المدن الجامعية على مستوى جامعة بنها، إضافة إلى قبول 176 طالبا بالمبنى الفندقى ببنها بتكلفة اقتصادية ليصبح إجمالى ما سيقبل هذا العام نحو 1150 طالبا وطالبة.
*بصفتك كنت مسئولًا فى وقت ما عن ملف «مكافحة الفساد».. ما موقف جامعة بنها من هذا الملف؟
ليس المقصود بمكافحة الفساد هنا «امسك فاسد»، لكننا كنا نعمل على تطبيق إستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد الأولى (٢٠١٤ -٢٠١٨) الثانية (٢٠١٩-٢٠٢٢)، وكونت فرق عمل مركزية وفرعية لتفعيل الأهداف الإستراتيجية للخطتين لإعداد كوادر لجهاز إدارى كفء وفعال قادر على تقديم خدمات عامة ذات جودة عالية يطبق معايير النزاهة والشفافية، من خلال التدريب المستمر لجميع طوائف الجهاز الإدارى بالجامعة وكلياتها المختلفة، ونسعى - وبصفة مستمرة- لتفعيل مدونة السلوك الوظيفى للأفراد، والميثاق الأخلاقى لأعضاء هيئة التدريس، وميثاق الطالب الجامعى، وذلك لخلق منظومة متفاهمة ومتناغمة للحفاظ على مكتسبات الجامعة وحب الوطن وزرع روح الولاء والانتماء بين منسوبى الجامعة.
كما أطلقنا لجنة النزاهة والشفافية على موقع الجامعة الرئيسى لاستقبال الشكاوى الخاصة بأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والجهاز الإدارى، فضلا عن تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية التى تحقق ١٠٠% من نسبة الرد على جميع الشكاوى والسعى لحلها فى زمن قياسى، وكذلك إطلاق خدمة الـ«واتس آب» والخط الساخن لتلقى أي استفسارات من منسوبى الجامعة، وهذا كله كان متزامنًا مع تفعيل مكتب خدمة المواطنين.
وأود التنويه على أنه من أولويات الإستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد التوعية المستمرة بمخاطر الفساد وطرق الوقاية منه، حيث نظمت الجامعة ندوات توعية للطلاب بالكليات والجهاز الإدارى بأنواع الفساد ومخاطره وآثاره الاقتصادية وطرق المنع والوقاية، مستهدفين ٧٠% من منسوبى الجامعة كل عام، بالإضافة إلى تفعيل المقرر الإلكترونى (حقوق الإنسان ومكافحة الفساد) لجميع طلاب الجامعة كمتطلب تخرج، أيضا جامعة بنها كان لها السبق فى إعداد حقيبة تدريبية لبرنامج (نشر إجراءات قيم النزاهة والشفافية) كبرنامج اختيارى لأعضاء هيئة التدريس المتقدمين للترقية.
*كونك أول رئيس للجامعة من «القليوبية» ومن أبناء الجامعة.. هل سيكون هناك تحفظ فى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن بعض الملفات؟
جميع أعضاء هيئة التدريس زملائى وأتعامل معهم بمصداقية وشفافية مستفيدا من حبهم لى كنقطة إيجابية تدفعنى للعمل العام وتحقيق رؤية ورسالة الجامعة، ولا يمنعنى ذلك من تنفيذ القانون، حيث إنه لا أحد فوق القانون كما أن «المجاملات مش بتفرق معايا»، ولا استثناءات أو مجاملات لأحد، والميزة فى كونى من أبناء الجامعة والمحافظة والصداقات التى استطعت تكوينها على مدار سنوات عملى الماضية فى الجامعة، تزيد من قدرتى على العمل الجماعى من خلال القيم الحاكمة دون مجاملات، فتاريخى يشهد أنى لم أجامل أحدا على الإطلاق، ولدى القدرة على الاستفادة من حب الناس وإخلاصهم لتحقيق الأهداف الجامعية.
*بالحديث عن «الأهداف».. ما أبرز أولوياتك خلال الفترة المقبلة؟
تنفيذ جميع المبادرات الرئاسية وتفعليها، يأتى على رأس أولوياتى خلال الفترة المقبلة، وفى القلب من هذه المبادرات، مبادرة «حياة كريمة» التى أعطى لها اهتمامًا بالغًا، وأريد هنا أن أتوجه بالشكر إلى زملائى الذين تعاونى معى.
*صراحة.. هل أنت راضٍ عن أداء المستشفى الجامعى، وماذا عن ملف المستشفى الجامعى؟
أداء المستشفى الجامعى إلى حد ما «جيد»، والمستشفى يتحمل أكثر من طاقته، أما فيما يتعلق بالمستشفى التخصصى سأسعى خلال الفترة المقبلة لإدارة حوارات مجتمعية مع المجتمع المدنى ورجال الأعمال بالتنسيق مع المحافظة، وذلك للوصول إلى تحقيق حلم مجتمع القليوبية لتنفيذ هذا المشروع القومى العملاق.
*بالعودة إلى «المبادرات الرئاسية».. حدثنا عن دور جامعة بنها فى تنفيذ مبادرة «حياة كريمة»؟
«حياة كريمة» أفضل مبادرة فى العالم تهتم بالمواطن المصرى وتعمل على تحقيق الرخاء والتنمية بقرى مصر، وجامعة بنها تطلق القوافل المتكاملة الجارى تنفيذها، وذلك ضمن أعمال مبادرة حياة كريمة لتنمية الإنسان بالتوازى مع المشروعات الخدمية ومشروعات البنية التحتية التى تشهدها قرى مركز شبين القناطر فى إطار فعاليات المبادرة الرئاسية، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وقوافل الجامعة شاركت فيها كليات: (الطب البشرى، التمريض، الطب البيطرى، الزراعة، والعلوم)، والجامعة تحرص على استمرارية إطلاق القوافل، وذلك فى إطار حرصها على المشاركة فى خدمة المجتمع المحلى، حيث تقدم الجامعة خدمات متميزة فى جميع التخصصات، بواسطة خبراء وأساتذة متخصصين، ولا يقتصر دور الجامعة على الجانب الطبى، بل تعمل أيضا من الناحية المجتمعية من خلال المشروعات الصغيرة التى تساعد من تحسين دخل المواطن منها مشروع «توزيع بطاريات الأرانب» على المواطنين، وذلك فى إطار دعم الأسر الأولى بالرعاية ودعم الأسر الأكثر احتياجا بآليات وخطوات علمية مدروسة تطبق على أرض الواقع.
*«البناء على ما سبق».. تصريح جاء على لسانك وأعلنت أنه شعارك فى العمل.. هل هذا يعنى عدم وجود إستراتيجيات أو أفكار جديدة؟
«البناء على ما سبق» يعنى هنا عدم هدم المكتسبات السابقة وتعظيم الاستفادة من المجهودات التى تحققت، وهذا يسير بالتوازى مع وضع إستراتيجيات فعالة واستشراف المستقبل من خلال خطة موضوعة مسبقا ومبنية على تحليل واقعى.
*من مشارك فى صنع القرار إلى صانع قرار.. كيف ستتأقلم مع هذا التغيير؟
المسئولية بالطبع الآن أصبحت أكبر، وفى هذا الإطار أستعين بالكفاءات بالتوازى مع الشباب الطموح لجمع المعلومات التى تساعدنا على اتخاذ القرار المناسب، وفى النهاية هدفى الأول خدمة الجامعة ومصلحتها نصب عينى، لم ولن تغيرنى المناصب والمسميات.
*هل كان منصب «رئيس الجامعة» على قائمة توقعاتك المستقبلية؟
كنت أتوقع أن أكون رئيسا للجامعة منذ أن كنت طالبا، وهذا التوقع مبنى على إيمانى بالعمل الجاد وحبى لمؤسسة الوطن وفى النهاية العمل الجاد نهايته النجاح.
*ماذا عن البحث العلمى بالجامعة؟
أعطى له أهمية كبيرة وأسعى إلى تشجيع الباحثين من خلال إصدار قرارات مختلفة، منها على سبيل المثال موافقة مجلس الجامعة فى جلسته الأخيرة على مضاعفة قيمة جوائز الجامعة، ومن المقرر الإعلان عن فتح باب التقدم للمنافسة للحصول على جوائز الجامعة الشهر الجارى، حيث تقرر رفع قيمة جائزة الجامعة التقديرية إلى 30 ألف جنيه، وجائزة الجامعة للتفوق إلى 20 ألف جنيه، جائزة الجامعة التشجيعية إلى 15 ألف جنيه، كما تقرر رفع قيمة جائزة الجامعة للرسائل العلمية.
*جامعة بنها أنشأت صرحا علميا كبيرا بفرع الجامعة الأهلية بالعبور، وبها تخصصات علمية متميزة، إلى أين وصل حجم الإنشاءات بها؟
الجامعة مقامة على مساحة 37 فدانا، حيث تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة و6 شركات وطنية تنفيذ المشروع، وتضم الجامعة عدة مبانٍ منها: (إدارة الجامعة - مبنى أكاديمى - مبنى الورش - مبنى ريادة الأعمال والابتكار - مبنى المعامل)، بالإضافة إلى الساحة الإدارية والساحة الأكاديمية والمنطقة الترفيهية، ونسبة الإنجاز فى مشروع إنشاء جامعة بنها الأهلية فى العبور والتى بلغت 50 %، حيث انتهينا من الهيكل الخرسانى لـ10 منشآت منها: (7 تعليمية، 2 ورش، ومبنى إدارة الجامعة)، وجارٍ أعمال التشطيبات والأعمال الكهربائية والتكييفات وأعمال الحماية المدنية.
وأتوجه بالشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركات الوطنية التى تعمل فى مشروع إنشاء جامعة بنها الأهلية فى العبور لسرعة معدلات الإنجاز للأعمال الإنشائية التى تسير وفقًا للجداول الزمنية المحددة وجودة التنفيذ والتجهيزات اللازمة للمنشآت الجديدة طبقا للمواصفات المعتمدة.
كما يجرى مشروع إنشاء مبنى المدرجات بالعبور، والمقام على مساحة إجمالية 19500 متر مربع، ويضم 20 مدرجا تعليميا، ويتسع المدرج الواحد لـ250 طالبا، وذلك لإتاحة الفرصة واستيعاب أكبر عدد من الطلاب المتقدمين للالتحاق بجامعة بنها، وأوجه الشكر لاستشارى ومهندسى المشروع على الجودة والالتزام بالجدول الزمنى للمشروع.
ومن أهم البرامج التى تقدمها جامعة بنها الأهلية بالعبور: (هندسة البناء، وتنسيق حدائق معمارية، وإدارة البناء المستدام والمبانى الخضراء، وتخطيط المدن والأماكن العامة، وتطوير البرامج والتطبيقات، وهندسة الميكاترونكس والأتمتة، والذكاء الاصطناعى وتعلم الآلة، وهندسة نظم الاتصالات، والهندسة الطبية، واللغويات الحاسوبية، والواقع الافتراضى والمعزز، وهندسة التصنيع وإدارة الإنتاج).
كما تضم الجامعة برامج: (الإسكان والتنمية الحضرية، وإدارة مشروعات، علم تحليل البيانات، تطوير الأعمال، والتسويق الرقمى والأعمال الإلكترونية، الاقتصاد الحسابى، إدارة الأعمال والعلاقات الدولية، العملات الرقمية، المعلوماتية الطبية الحيوى، طب وجراحة الفم، والتكنولوجيا الحيوية الجزئية، تكنولوجيا الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، تكنولوجيا المختبرات الطبية، والتصوير الطبي).
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".