رئيس التحرير
عصام كامل

قصة طالب عبقري.. هزم 13 مليونًا بمسابقة تحدي القراءة.. والتربية والتعليم تتجاهله

عبد الرحمن منصور
عبد الرحمن منصور

عبد الرحمن منصور أحمد محمد عبد المقصود فتى مصري عبقري، وأديب ومفكر واعد.. يدرس بالصف الثاني الثانوي بمدرسة الفاروق عمر الثانوية العسكرية بمدينة الإسماعيلية.. هو بطل جمهورية مصر العربية وممثِّلها في مسابقة "تحدي القراءة العربي" بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي إحدى مبادرات الشيخ محمد بن راشد، والتي تدعو الشباب العربي إلى القراءة والثقافة.

 

يروي قصته والده الأديب والشاعر منصور عبد المقصود، عضو اتحاد كتاب مصر، يقول: الموسم الأخير الذي تُوِّج فيه عبد الرحمن بطلًا على مصر، وبطلًا على ثلاثة عشر مليونًا وثلاثمائة ألف متسابق مصري ينتمون جميعهم إلى دولتنا العظيمة.. وهذه الأرقام منشورة بجميع الصحف والمجلات المصرية والعربية للموسم الخامس الذي شهد تتويج البطل عبد الرحمن بطلًا لمصر وممثلًا لها في دولة الإمارات أمام خمسة عشر بطلًا عربيًّا ينتمون إلى الدول العربية الشقيقة. 

عبد الرحمن منصور

ويضيف: من حكم ما شاهدناه وتابعناه في المواسم الأربعة السابقة ورؤيتنا لما كان يحظى به البطل المتوَّج على مصر في تلك البطولة من الأعوام السابقة واستضافتهم في أهم البرامج مثل برنامج الإعلامية منى الشاذلى وتسلمهم الدرع الخاص بالبطولة من يد وزير التربية والتعليم لجمهورية مصر العربية شخصيًّا في احتفال كبير تقدمه أيضًا الإعلامية منى الشاذلى.. إلا أن ما حدث مع عبد الرحمن منصور لم يكن إلا التجاهل التام، فهو لم يتسلم الدرع إلا في مكتبة التوجيه الخاص للمكتبات في الإسماعيلية، فلم يتم تكريمه من الوزير ولا من محافظ الإسماعيلية، حتى إن وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة قد طلب منه عبد الرحمن أن يكرمه ويمنحه الدرع إلا أن أمرًا خارجًا عن قدرته جعله يعتذر عن التكريم والطالب الفائز جالس في قاعة التكريم.

أبناؤنا وأبناؤهم !!

يقول الأديب منصور عبد المقصود: إنني كولي أمر ومثقف ومتابع لما يحدث في الدول الشقيقة لأبطالها من دعم أدبي ومعنوي من الإعلام والوزير الخاص بالمسابقة هناك مع طلابهم، ما كان يترك أكبر الأثر في نفوسهم.. أما بطل مصر فلم يجد أي دعم من أي فرد داخل جمهورية مصر العربية.. وكنت أواسيه وأخبره أنه يمثل مصر وأنها تنتظر منه الكثير. 

ورغم الدعم الواضح جدا للمنافسين والتجاهل التام للبطل المصري، إلا أنه كان مصممًا على ان يمنح مصر البطولة، لكن لم تكن إرادة الله تعالى معه ففاز بها بطل الأردن الشقيق حيث أن افريقيا سبق ان فازت بالبطولة ثلاث مرات وآسيا مرة واحدة، فلو فاز بها بطل مصر ستكون النسبة واحد إلى أربعة، وهو ما جعل البطولة تبتعد عن مَن يستحقها ولله الحمد تجاوزنا ذلك.

 

ابن الـ16 سنة يؤلِّف كتابين

لم يدرك عبد الرحمن منصور الفوز المادي بالبطولة ولا الدرع، لكنه استطاع أن ينتصر لنفسه وللوطن فأهدى لمصر كتابين قبل أن يصل لسن السادسة عشرة. 

الكتاب الأول عنونه "الرحلة"، وهو يحمل المعنى الأهم لكل رفاقه ولكل مَن يقرأه، "أن إرادة النجاح لا تُخلق إلا من رحم الفشل".. والكتاب الثاني عنونه "أمورفيا"، وهي كلمة يونانية تعني "الجمال"، وفيه يتكلم عن محبوبته العظيمة مصر كما يراها هو بمنظار الرئيس عبد الفتاح السيسي (الجمهورية الجديدة)، فيقول عنها في كتابه "أمورفيا": (هي خميلة الشعراء وعروس قرَّر القدر أن يزفها في ثوب من أثواب الوقار، ثوب له رونق برَّاق، يشع بنور العظمة، بنور المجد، بنور الكرامة، بنور خلال كريمة، اكتنفت أبناءها فاتخذوها بدورهم نبراسًا لهم ومنهجًا لحياتهم، نور ساطع تنشق على أثره ظلمة الأحزان ليعم نور عراقتها، هي تلك التي تتجلى عظمتها من اسمها.. فالميم؛ ماء النيل يختال بين شاطئيه كشعاع من لؤلؤ مفترش على بساط من سندس.. والصاد؛ صقر يعشق العواصف لأنها ترتقي به لأعلى فالعواصف لا تصيب إلا القمم.. والراء؛ روح شهداء خطوا بدمائهم الزكية أمجادا ملأت سمع التاريخ وبصره، إنها مصر ويكفيها أن تكون كذلك".

هذا نموذج من أسلوب كتابة عبد الرحمن منصور، بطل مصر والأديب والمفكر الواعد. 

عبد الرحمن منصور

المشروع القومي للقراءة

ويؤكد والد عبد الرحمن، أنه بعد ثلاثة أسابيع من تنصيب عبد الرحمن بالمركز الخامس على العالم العربي على واحد وعشرين مليون منافِس عربي، تم الإعلان عن أبطال المشروع القومي للقراءة، والذي أقام الدنيا وأقعدها، وشهد حضور وزير التربية والتعليم، وفتحت جميع قنوات مصر لاستقبال الأبطال على كل قنواتها، وهو ما لم يحدث مع البطل عبد الرحمن الذي كان ممثلًا لمصر في واحدة من أكبر المسابقات العالمية بالإمارات والذي جعل نجلي يمر بحالة معنوية هي الأسوأ على الإطلاق بسبب هذا التجاهل المتعمَّد من المسؤولين، فلو نظر الجميع لما حدث للأبطال الذين نافسوا ابني في بلادهم  لتواروا من الخجل.

ويختتم: "وأخيرًا أنا مواطن مصري يبحث عن حق ابنه البطل الذي أهمله الجميع أدبيًّا ومعنويًّا".

الجريدة الرسمية