ماذا يعني استئناف الجيش الإسرائيلي لـ «تدريبات إيران» المتوقفة منذ عامين؟
استأنف الجيش الإسرائيلي ما تسمى بـ "تدريبات إيران" بعد توقف دام لعامين، في وقت يحتدم فيه الصراع بين تل أبيب وطهران، وترى فيه إسرائيل أن الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن مساعدتها وخاصة في ضوء موقفها من الاتفاق النووي.
ميزانية الهجوم
وحسب تقارير إسرائيلية فإن رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي أمر بتخصيص ميزانية لتدريبات تحاكي هجوما على إيران، بعد توقف دام عامين.
ما يعني أن تل أبيب تخطط لخطة هجومية ضد إيران في وقت تؤكد فيه كل المعلومات الإسرائيلية أن طهران وصلت لمراحل متقدمة في برنامجها النووي، وهو ما دفع كوخافي لأن يأمر سلاح الجو الإسرائيلي بالتدرب بشكل مكثف لمحاكاة ضربة تستهدف منشآت إيران النووية، وصدرت تلك الأوامر خلال اجتماع عقده كوخافي في مكتبه في الأيام الأخيرة.
والميزانية المذكورة تقدر قيمتها بمبلغ 1.5 مليار دولار لهجوم محتمل على إيران، ودافع وزير الجيش الإسرائيلي، بيني جانتس، عن الزيادة في ميزانية الجيش، مؤكدا أن الأموال المخصصة للجيش ضرورية من أجل الاستعداد لهجوم وارد على المواقع النووية الإيرانية.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن مؤسسة الجيش تقدر أن هذا لا يعني أن إيران ستنتج بالفعل قنبلة نووية، لكن طهران تفعل كل ما في وسعها للحصول على المعرفة والقدرات اللازمة في أقل وقت ممكن.
تخصيب اليورانيوم
وفي الأشهر الأخيرة حققت إيران قفزة كبيرة في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ يبلغ 60٪ وما فوق والانتقال في التخصيب إلى مستوى عسكري بنسبة 90٪ سريع نسبيًا وغير معقد.
وتشير التقديرات إلى أنه إذا أرادت الحكومة الإيرانية ذلك، ولم يعترض أحد طريقها فسيكون لديها في غضون أسابيع قليلة ما يكفي من المواد المخصبة لقنبلة نووية واحدة، لكن المواد النووية المخصبة لا تكفي لصنع قنبلة نووية، وسيتعين على إيران أيضًا استكمال تطوير المنشأة النووية نفسها وإجراء التجارب وبالطبع استكمال مشروع الصواريخ بعيدة المدى داخل المنشآت النووية.
وتشير التقديرات إلى أنه إذا لم يكن هناك تأخير فسوف تستغرق إيران من عام إلى عامين لإكمال هذه العمليات.
المواجهة مسألة وقت
بدوره، قال وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن المواجهة مع إيران مسألة وقت، معربا عن اعتقاد أن الدبلوماسية لن تتوقف من وقف البرنامج النووي لطهران.
وفي أغسطس الماضي، ذكر الجنرال كوخافي أن الجيش يعد "خططا عملية" لتوجيه ضربة عسكرية ضد طهران، خاصة مع تسارع التقدم في البرنامج النووي الإيراني.
الاتفاق النووي
وفي سياق آخر متصل بالبرنامج النووي، أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون "حاسمة" في تحديد ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة وإيران العودة إلى المفاوضات غير المباشرة، من أجل الاتفاق النووي المبرم بينهما عام 2015.
وتوقع كثيرون عودة الاتفاق النووي إلى الحياة مع تولي الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، في يناير الماضي، خاصة مع تشديد بايدن على رغبته في العودة إلى الاتفاق.
لكن ذلك لم يحدث في الأشهر الماضية، خاصة مع تسارع خطوات إيران نحو امتلاك سلاح نووي، وسط تقدير بأن الوقت الذي يفصل طهران عن سلاح الدمار الشامل لا يزيد عن أشهر.
وصارت إدارة بايدن تتحدث عن فرصة إحياء الاتفاق النووي آخذة في النفاد، الأمر الذي جعل إسرائيل تتجه نحو التصرف بمفردها والتدريبات المذكور تعد جزء من ما تخطط له إسرائيل بشأن ضربة محتملة التي ربما تكون في العمق الإيراني عن طريق عملائها وليس بالضرورة من خلال حرب عسكرية سيكون لها نتائج وخيمة.