رئيس التحرير
عصام كامل

العرب فى ذيل الأمم


كلمة أمة لا تعنى بالضرورة ذلك المفهوم المتكامل للأمة ذات البناء الثقافى والعرقى وهى كلمة ومفهوم قد ينطبق على شخص أو عدد قليل من الأشخاص (إِن إبراهيم كَانَ أُمةً قَانِتًا لِلهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

إنه مفهوم قد ينطبق على جماعة مفككة من البشر تفتقد للتماسك الفكرى والاجتماعى وربما الأخلاقى.

قديما قال الشاعر أبو فراس الحمدانى (ونحن أناس لا توسط عندنا/ لنا الصدر دون العالمين أو القبر، تهون علينا فى المعالى نفوسنا/ ومن طلب الحسناء لم يغلها المهر).

كلام قاله قديما شاعر فارس مقاتل يمكن تعديله الآن ليناسب واقع الحال (لنا الذيل دون العالمين أو القبر).

منذ قرون نرى أن العرب يتغافلون عن تحذير وإنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وهو الإنذار والتحذير الوارد فى (البخارى) من كثرة الخبث والانحطاط وانتشاره بينهم: (عن زينب بنت جحش رضى الله عنها: أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وحلق بإصبعه الإبهام والتى تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).


العرب أو المتسلطون عليهم رضوا ومنذ قرون ومنذ أن تعرفوا على بنى الأصفر الأوربيين وهم يستمرؤون الذل والانحناء والركوع تحت أقدامهم والعمل فى خدمتهم والقتال من أجل أن تكون كلمتهم هى العليا وكلمة الإسلام هى السفلى.

هل يمكن أن يشرح لنا أى من النعاج المتصدرين لقوادة هذه الأمة وليس لقيادتها السبب الكامن وراء قتالهم المرير لتكون كلمة أمريكا هى العليا فى أفغانستان بدلا من كلمة الاتحاد السوفييتي؟!

هل يمكن أن يشرح لنا قوادو هذه الأمة السر الكامن وراء اعتبارهم (أمن الخليج) أو ضمان التدفق الحر للطاقة لتدفئة أوربا وأمريكا خطا أحمر تهون من أجله كل التضحيات والخسائر.

الآن تجتمع الجماعات القوادية فى القاهرة من أجل التضامن مع عرب الأهواز (المظلومين) ولا يهتز لهم شعرة تضامنا مع عرب لواء الإسكندرونة الذى تحتله تركيا والذى لم تعترف سوريا العربية حتى هذه اللحظة بشرعية احتلاله من قبل أسيادهم الأتراك.

حتى سادتهم الأتراك لا يعملون لحساب أنفسهم بل لخدمة أسيادهم فى حلف الناتو، أى أن جماعات القوادين العرب هم خدم عند خادم بنى الأصفر.

ويل للعرب من شر قد اقترب قبل 14 قرنا فلم يتعظوا، بل تمادوا فى الذل والخسة والانحطاط وهاهو الشر والبلاء قد أحاط بهم الآن من كل جانب.

قالوا يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).

أيها القوادون أنتم الخبث والخُبث والانحطاط بعينه.

 

 

الجريدة الرسمية