لماذا فقد الإسلام السياسي مبررات استمراره في الساحة العربية والإسلامية؟
تتزايد الضغوط على تيارات الإسلام السياسي من أجل الانزواء بعيدا عن الساحة السياسية العربية، بعد سنوات من الفشل وإشعال الأزمات والضغائن في نسيج الأوطان العربية، ولهذا يعتبر الخبراء أن الإسلام السياسي فقط أهليته للاستمرار، ومبرراته وجوده استنزفت عن آخرها، ولا مفر من محاصرته داخليا وخارجيًا.
مكافحة الإسلام السياسي
الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية، أكد أن الإسلام السياسي فشل في تقدم نفسه كبديل مقنع للشعوب العربية، ولم يستطع أن يُنشئ مشروعا سياسيا تكون له قيادات فاعلة ومحبوبة من قبل الشعب.
وأضاف عامر أن مكافحة الإسلام السياسي، وخاصة الإخوان خلال المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من التعاون الإقليمي والدولي للتعامل مع المتغيرات الجديدة للجماعة وأنصارها.
وتابع: جماعات الإسلام السياسي لاتؤمن بالوطن باعتباره حيز وطني يضم المنتمين للهوية الوطنية، بل تعمل على مد للتنظيم في كل مكان لاستنزاف مقدرات الأوطان والسيطرة عليها.
واختتم حديثه قائلا: الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي يخدم على أجنداتها التنظيم الدولي للإخوان، أصبحوا يعتبرونه عبء عليها، بعدما نجح في تشكيل رأي عام ديني متطرف في هذه الدول، وجذب الآلاف من الشباب والبالغين إلى هذا الفكر المخالف بالكلية للقيم الغربية.
صراع الإخوان
وكان التنظيم الدولي للإخوان انحاز لإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد في صراعه مع الأمين العام السابق للإخوان محمود حسين، خاصة أن الأول هو المحرك الحقيقي لمكتب لندن على مدار عقود مضت، ويمتلك علاقات قوية للغاية بكل صقور المكتب وعلى رأسهم عزام التميمي مالك قناة الحوار الإخوانية، وأحد صناع سياسات التنظيم الذي ساند منير بشكل واضح ضد جبهة الإنقلاب بقيادة محمود حسين.
وهاجم التميمي محمود حسين، وأشاد بإجراءات منير، مؤكدا ضرورة إيجاد آليات واضحة وحاسمة تحول دون استفراد شخص أو مجموعة صغيرة بالقرارات المصيرية، مطالبًا بسن آليات جديدة لمحاسبة المقصرين أو المخطئين.
واعترف عزام لأول مرة بما يخالف أدبيات الإخوان، مؤكدا أنه لأنه لا يوجد قيادة ربانية بين الناس، بل أي قيادة بشرية وغير معصومة، وعرضة للضعف والخطأ والانحراف.
وأضاف: الخليفة الأول والخليفة الثاني للمسلمين قالا: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، وكذلك إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، متسائلا: إن أبو بكر وعمر يقران بأنهما ليسا معصومين ويحتاجان إلى المراقبة والنصح والنقد والتصويب، فمن ذا الذي يملك بعدهما الزعم بأنه فوق المساءلة وغني عن المراقبة والتقويم؟
واختتم حديثه قائلًا: لا طاعة مرة أخرى، بلا مساءلة ومحاسبة ومشاركة.