رئيس التحرير
عصام كامل

معجبتش مسئول.. سر الأغنية التي تسببت في طرد محمد فوزي من الإذاعة

الفنان محمد فوزى
الفنان محمد فوزى

عشق الغناء فترك المدرسة ليحيى مولد إبراهيم الدسوقي في مدينة دسوق وهو مازال طفلا مقابل أجر جنيه في الليلة وكان مبلغا خياليا في ذلك الوقت، وقدمه متعهد الحفل إلى لرواد المولد باسم "فوزي الصغير "، أنه المطرب الراحل محمد فوزي الذي عشق الغناء والموسيقى منذ طفولته.


وكان محمد فوزي صاحب الروح المرحة الشعبية الحانه بسيطة بعيدة عن الصنعة الفنية المعقدة اسماه الكاتب رجاء النقاش موسيقار الفن الجميل.


اسمه الحقيقي محمد الحو، الشهير بمحمد فوزي، من مواليد طنطا عام 1920 وهو شقيق المطربة هدى سلطان، ورث حلاوة الصوت عن والده الذى كان يعمل مقرئا، وسمعه  الملحن مصطفى العقاد وكان يعمل ضابط إيقاع بمعهد الموسيقى، وأقنعه بضرورة الغناء والالتحاق بمعهد الموسيقى، فهرب محمد فوزي من طنطا إلى القاهرة والتحق بالمعهد وعمل بفرقة بديعة مصابني كمطرب، ولم يترك الفرقة إلا عندما طردت بديعة الراقصة "لولا" التي كانت أول حب في حياته.

محمد فوزي مع زوجته مديحة يسرى 


استغل ضابط الإيقاع حلاوة صوته وبدأ يشغله في الأفراح والليالي الملاح حتى أصبح منافسا لكبار المطربين في ذلك الوقت مثل عبد الغني السيد، وضمته الفرقة القومية المصرية كمطرب ليكون بديلا للمطرب إبراهيم حمودة في مسرحية شهرزاد في حالة تخلفه عن الغناء، وحدث أن مرض إبراهيم حمودة فجأة ليلة الافتتاح فصعد فوزي المسرح وحاول الارتجال بالغناء لكنه فشل في غناء القصائد، فترك المسرح وعاد إلى الغناء في الفرق الموسيقية 

أغنية عيد الميلاد 

وفي حديث إذاعي نادر يحكي محمد فوزي قصته مع الإذاعة فقال إنه بدأ يتعاون مع الإذاعة التي كانت تمثل له حلما حتى ينتشر صوته ويحقق الشهرة ولأنه كان يعشق الأطفال قدم للإذاعة أغنية " يانور جديد في يوم سعيد " التي لم تعجب أحد المسئولين الذين اضطهدوا غنائه في الإذاعة وهو مصطفى رضا فاعتبر لحن الأغنية تخريب لقواعد الموسيقى الشرقية الأصيلة وتم طرده من الإذاعة.


وعندما نجح محمد فوزي في الغناء وأصبح من نجوم التلحين والغناء في مصر اعتمد ملحنا ومطربا بالإذاعة فقرر أن يعيد تقديم الأغنية التي تسببت في طرده من جديد ولاقت نجاحا كبيرا، خاصة حين غناها في فيلم نهاية قصة مع زوجته مديحة يسرى لتصبح أول أغنية تغنى لأعياد الميلاد في السينما المصرية.

شركة مصرفون 

أسس محمد فوزي أول مصنع لتسجيل الاسطوانات في الشرق باسم "شركة مصرفون " من ماله الخاص ـ برأسمال 300 ألف جنيه ـ في وقت كانت فيه إنتاج وتسجيل الأسطوانات في مصر حكرا على الأجانب فقط.وافتتحها الدكتور عزيز صدقي وزير الصناعة وقتئذ عام 1958.

المطرب محمد فوزي مع كريمة آخر زوجاته 

 

وفي عام 1961 تم تأميم الشركة طبقا لقرارات التأميم التي أعلنها الرئيس جمال عبد الناصر، واعتبر محمد فوزي موظفا صغيرا فيها براتب معين، وأصيب بمرض غريب احتار فيه الأطباء انقص وزنه إلى 40 كيلو وتدخلت أم كلثوم لعلاجه على نفقة الدولة فسافر إلى أمريكا، وأطلق الأطباء هناك اسمه على هذا المرض في الموسوعات الطبية ليرحل في 20 أكتوبر 1966 عن 46 عاما.

رسالة وداع 

قدم محمد فوزى رسالة إلى جمهوره قبل وفاته أعلنتها زوجته كريمة الشهيرة بفاتنة المعادي التي لازمته حتى آخر أيامه قال فيها: "إن الموت علينا حق،  فإذا لم تمت اليوم ستموت غدا،  وأحمد الله أننى مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من الآلام التي أعانيها، وأحمد الله أنى أديت واجبى نحو بلدى وكنت اتمنى أن أؤدي أكثر، لكن إرادة الله فوق كل إرادة، والأعمار بيد الله، لن يطيلها الطب، وتحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي، تحياتي إلى كل طفل أسعدته ألحاني، تحياتى لبلدي، وأخيرا تحياتي إلى أسرتي وأولادي ".

الجريدة الرسمية