الإمام الأكبر: العلاقة بين الأزهر والكنائس العالمية تعكس سماحة الأديان
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن منهج الأزهر يقوم على احترام الآخر والتنوع والتعددية، وأن العلاقات القوية بين الأزهر والكنائس العالمية تعكس سماحة الأديان ورسالتها السامية، لكن السلام العالمي يواجه اليوم معضلة كبرى اسمها "اقتصاد السلاح" الذي يقوم على صناعة الكراهية وإشعال الصراعات لتحقيق أرباح واهية على حساب دماء الأبرياء في أنحاء مختلفة من العالم، وأن الأزهر يرحب دائمًا بأي جهود تعمل بجد من أجل السلام العالمي واحترام العقائد.
من جانبه، قال السفير الهولندي إنه يقدر كثيرًا جهود الأزهر في نشر التسامح والحوار والإخاء بين أتباع الديانات المختلفة، وهذا من شأنه تعزيز السلم في المجتمعات والتقارب بين الشعوب، مشيرًا إلى متابعته لمؤتمرات الأزهر وجولات الإمام الأكبر الخارجية، وحرص السفير على المشاركة في الفعاليات المستقبلية التي سيقيمها الأزهر لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان وتعزيز المواطنة والتعددية.
شيخ الأزهر
وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد استقبل اليوم الثلاثاء بمقر مشيخة الأزهر، السيد جاريث بايلي، السفير البريطاني لدى مصر، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
قال فضيلة الإمام الأكبر إن رسولنا الكريم هو رسول للإنسانية جمعاء، وأن كل الرسائل السماوية جاءت برسالة السلام، وقد خلقنا الله متساوين في الحقوق والواجبات، مختلفين في الشكل والدين والعرق، مؤكدا أن سنة الله في الاختلاف هي حكمة إلهية، وقد أرشدتنا الأديان بالتعامل بالحسنى وروح الأخوة مع هذا الاختلاف؛ حتى يسع هذا الكون الجميع.
المؤسسات الدينية والثقافية
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الأزهر انفتح على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم لوقف نزيف الكراهية والتعصب بين الشرق والغرب، ليحل مكانها السلام والتعايش والأخوة، مشددا على ضرورة التضامن في مواجهة مشكلات عالمنا المعاصر وأزماته من تدن في مستوى التعليم والثقافة وأزمات بيئية ومجتمعية، وأن هذه المسئولية هي واجب إنساني مشترك.
من جانبه، قدم السفير البريطاني التهنئة لشيخ الأزهر بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكدا سعادته بهذا اللقاء المهم، وأنه يقدر كثيرا جهود الإمام الأكبر في تعزيز الحوار بين الأديان، بعد جولاته في أوروبا وتواصله مع قيادات الكنائس الكبرى في العالم، مؤكدا حرص بريطانيا على زيادة التعاون مع الأزهر الشريف في المجالات العلمية والدينية، لما للأزهر من خبرات كبيرة في تدريب الأئمة ومكافحة التطرف وتعزيز التسامح والسلام العالمي.