إعلانات الطرق مصيدة للموت.. وخبير يكشف ضوابط تصميمها لتجنب الحوادث
الهدف من إعلانات الطرق جذب انتباه المارة لمنتجات أصحاب تلك الدعايا، ولكنهم دون أن يشعروا تسببوا في حوادث طرق، إما بسقوط أجزاء من تلك اللوحات فوق السيارات مخلفة وراءها إزهاق أرواح وتكدسات مرورية تصل لساعات، أو أن تباغت أضواء تلك اللافتات السائقين مسببة "عمى مؤقت" ينتج عنه الكثير من الحوادث.
محور 26 يوليو
شهد محور 26 يوليو، حادث سقوط لافتة إعلانات كبيرة على الطريق في اتجاه أكتوبر، دون وقوع إصابات أو ضحايا، وانتقلت قوة مرورية لمكان الواقعة حيث تبين سقوط لافتة إعلانية ضخمة على جانب الطريق.
وحرصت الأجهزة المرورية والأمنية على رفع اللافتة الإعلانية، باستخدام لودر، حتى يتم إعادة الحركة المرورية لطبيعتها وفتح الطريق أمام المارة والسيارات.
الطريق الدائري
وما أكثر تلك الحوادث على الطريق الدائري، فقد سقطت لافتة إعلانية ضخمة على سيارة ربع نقل بدون إصابات، وقامت الأجهزة المرورية والأمنية برفع اللافتة الاعلانية، وإعادة الحركة المرورية لطبيعتها وفتح الطريق أمام المارة والسيارات.
طريق المعادي
وعلى طريق المعادي أيضا، سقطت لافتة إعلانات ضخمة على سيارة، وعلق أحد شهود الحادث: "قمة الإهمال وعدم المسؤولية، الناس مبقتش رحيمة ببعض، صاحب العربية ممكن يكون شغال عليها وممكن يكون عليه أقساط، حسبي الله ونعم الوكيل".
الإسكندرية
ومن أبشع حوادث لافتات الاعلانات في الطرق ما حدث في مدينة لوران بالاسكندرية، حيث لقى شخص مصرعه وأصيب آخر بعد سقوط لافتة إعلانات عليهما بمنطقة لوران التابعة لقسم شرطة أول الرمل بالإسكندرية، وتم نقل المصاب للمستشفى الرئيسي الجامعي لتلقي العلاج، ونقل جثة المتوفى لمشرحة الإسعاف.
كوبري ستانلي
كما لقي "محمد السيد أبو العزم" 67 سنة، سائق، مصرعه بعدما سقطت عليه أجزاء من لوحة إعلانات وسور عقار مكون من 8 طوابق في منطقة ستانلي بكورنيش الإسكندرية.
ووفقا لتحقيقات النيابة، تبين سقوط لوحة إعلانية بمساحة 10 أمتار × 10 أمتار، أعلى كافتيريا واحة كريم على أحد المارة بالطريق العام، وقررت النيابة العامة حبس 3 أشخاص، بينهم المدعو "مكرم. ت. أ" مالك العقار، وضبط وإحضار 7 عمال آخرين.
قواعد تصميم إعلانات الطرق
وتعقيبا على تلك الحوادث، يقول الدكتور صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة: انتشرت مؤخرا إعلانات الطرق بشكل عشوائي فوضوي، دون الأخذ في الاعتبار المعايير الواجب توافرها في تلك الإعلانات، بوضعها في مداخل المدن الرئيسية والمحافظات، مؤكدا على أن تلك الإعلانات تتسبب في حوادث بالطرق بالسقوط على المارة، وتشتيت انتباه السائقين.
وأوضح "العالم"، أن هناك معايير وقواعد محددة تنظم وضع اللافتات والإعلانات على الطرق، ولكن لا يتم الالتزام بها أو تطبيقها بشكل كبير، لافتا إلى أنه من الضروري على المحليات الامتناع عن إصدار تراخيص تلك الإعلانات الإ بعد توافر تلك المعايير، مطالبا الأحياء والمحليات بالأ تهتم بالعائد المادي فقط.
وكشف أستاذ العلاقات العامة والإعلان عن ضوابط وقواعد وشروط تصميم إعلانات الطرق، بأن تكون في حدود للطريق العام ويجب ألا تخترق تلك الإعلانات نهر الطريق، كما يجب اتباع القياسات الهندسية لحجم اللافتة، وطرق تعليقها بشكل آمن لضمان سلامة الجميع، وعدم النظر إلى العائد المادي فقط.
وتابع: لابد من وضع القواعد المعيارية لمقاسات وأحجام وأشكال كافة الإعلانات واللافتات، وزوايا الرؤية واتجاهات الحركة الآلية والمشاة، تحقيق السلامة منعًا للحوادث والمخاطر الممكنة، ضمان توافق تصميم الإعلانات واللافتات مع البيئة العمرانية، ووضع الاشتراطات المنظمة لنوعية ومستويات الإعلانات واللافتات، ووضع ضوابط لعدم نمو عشوائيات الإعلانات واللافتات في المدن، وما ينتج عنها من تلوث بصري وجمالي وعمراني للبيئة.
