لماذا الإصلاح الديني مسئولية الدولة والمجتمع وليس رجال الدين وحدهم؟
لايترك الرئيس عبد الفتاح السيسي، أي فرصة للحديث عن الوعي والإصلاح الديني وأهميته ودوره المحوري في مستقبل البلاد، ومركزيته في مشروع التنمية الطموح، الذي بدأته مصر منذ اعوام ويحقق الآن معدلات فريدة وغير مسبوقة، ولهذا أكد الرئيس على الوعي وأهميته، خلال خطابه أمام أكبر القيادات الدينية الرسمية وكبار الدولة في البلاد، وعلى مرأى ومسمع من المصريين الذين تابعوا الاحتفال.
قضية الوعي
ويعتبر الرئيس قضية الوعي مسئولية تضامنية لاتتوقف على جهة بعينها، بل الجميع مسئول عن بناء فكر مستنير حضاري، يصلح للبقاء ويساهم في تحصين هذه البلاد من الشر وأهله بحسب تعبير الرئيس السيسي.
ويقول مشاري الزايدي، الكاتب والباحث أن قضية الوعي ليست ترفيه للمثقفين تعطيها الدولة لهم لشغل أوقاتهم، بل هي مسألة شديدة الخطورة وتتعلَّق بصميم الأمن الوطني والسلم العام، موضحا أن بناء وعي أي أمة بناء صحيحًا، أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها في مواجهة من يُحرفون الكلام عن مواضعه، وينشرون الأفكار الهدامة التي تقوض قدرة البشر في التفكير الصحيح والإبداع.
ويؤكد الزايدي أن مسألة الإصلاح الديني ومواءمة الوعي العام، مع متطلبات التنمية والإدراك الحي بمناخ العصر وتحدياته، ليست من القضايا الوليدة اليوم، بل هي قضية مفكري المسلمين منذ فجر القرن العشرين المنصرم، أيام الشيخ المستنير محمد عبده وتلاميذه، ومنذ أيام خير الدين التونسي والطاهر حداد، ورجالات الإصلاح الديني في الشام والعراق وصولًا إلى الهند والسند وما خلفهما.
المفاهيم المعاصرة
وأشار الباحث إلى أن لا توطين بعض المفاهيم المعاصرة مثل مفهوم الدولة الوطنية والشرعية الدولية، ومفهوم المواطنة، الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات بصرف النظر عن العرق والطائفة والدين من أهم متطلبات العصر، مردفا: لهذا فالإصلاح الديني ليس واجب علماء الدين فقط، بل وأهل الفكر والثقافة أيضًا.
واستكمل: الدين في بلدانا ليس مجرد إيمان موقر وعبادات خاصة، بل فاعل اجتماعي وسياسي واقتصادي كبير ومؤثر، وهو ما يلزم الدولة بتكليف القضية للجميع، لأن واجبها الاشتغال على تنمية العلوم الحديثة وتعميم النظرة العلمية وتهميش ما سواها، حتى لايصبح جدل الإصلاح الديني فرصة ذهبية لمن يريد احتكار الحديث باسم الدين.