إلى أين ينتهي الصراع الصفري بين الإخوان على السلطة؟
تمر الأيام والصراع الصفري الذي اندلع داخل صفوف جماعة الإخوان الإرهابية لايزال كما هو، كلا الطرفين يتلقون دعمًا من أكبر الرموز التاريخية في صفوف الجماعة وأبناء قيادات السجون، وعبر عن ذلك الشيماء مرسي، ابنة محمد مرسي التي هاجمت إبراهيم منير، وأعلنت انحيازها لـ محمود حسين الأمين العام السابق في الجماعة.
الآلة الإعلامية
وتحاول كل جبهة، ولاسيما جبهة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد شحن الآلة الإعلامية في صفة، لكن الأوضاع على الأرض لا تحسم بهذه الطريقة، ويبدو أن هناك مخاض عسير ينتظر الجميع قبل الإعلان عن إيجاد حل فعلي للازمة الطاحنة التي يشهدها التنظيم ربما لأول مرة في تاريخه.
ويقول محمد الصوافي، الكاتب والباحث أن الخلافات بين قادة تنظيم الإخوان قديمة ومستمرة، لكنها دائمًا كانت مرتبطة بالتفاعلات داخل التنظيم وخاصة ما يتعلق باللوائح وآليات تسيير أمور الجماعة، التي كانت مستترة خلف الستار حتى انكشفت حقائقها حين مسّت الضغوط الخارجية نقاط ضعف التنظيم ومكامن الخلل فيه.
وأضاف: الترابط الحقيقي والكفاءة بالممارسة والأداء العملي وليس بالأفكار والشعارات، فعندما وصل الإخوان إلى حكم مصر وبدؤوا ممارسة العمل السياسي من موقع السلطة والمسؤولية عن احتياجات شعب ودولة، فشلوا فيها تماما بأسرع وقت، وأثبتت التجربة الواقعية افتقاد الإخوان أي قدرات أو كفاءات بشرية في مجالات العمل العام، سياسة واقتصاد وتعليم ونقل وصحة.
واستكمل: تسبب ذلك في بوادر انقسام داخل التنظيم، وتمرد الشباب على الشيوخ التقليديين المتمسكين بمقاعد القيادة وصراعاتها المالية، ولم يكن عدد الشباب المتمرد قليلًا، وهم على كثرتهم قدموا انتقاداتٍ شديدة للتنظيم، خاصة مع افتضاح فشله المتتالي في أكثر من مكان.
أسباب التمرد على القيادة
وأوضح الباحث أن السبب الجوهري في خروج ذلك التمرد غير المسبوق من داخل الإخوان إلى النور، أنه استند إلى ردود الفعل الشعبية وحالة الغليان التي سادت الشارع العربي ضد التنظيم وسلوكه العدواني، مع سقوط حُجة المظلومية وذريعة التضييق والملاحقة، التي طالما ساقها قادة التنظيم عبر عقود لتبرير جمودهم ودكتاتوريتهم الداخلية وعدم الاندماج في الحياة العامة مثل أي تيار سياسي مدني.
وأضاف: أمام أمواج الانقسامات لم يبقَ لقادة الإخوان، المتصارعين أصلا فيما بينهم، إلا التحصن بما يسمونه "لوائح التنظيم"، لكي يحققوا التفاتا ظاهريا أمام شباب الإخوان تحت ذريعة أولوية وضرورة بقاء التنظيم في حالات المحنة، مردفا: هنا يتضح الفارق الشاسع والفجوة الهائلة بين كل الأزمات السابقة، التي ألمّت بتنظيم الإخوان، وبين الأزمة الأخيرة التي ضربتهم بالفعل في مقتل، وبات الجميع ينتظر إعلان المنتصر فيها بين فرع إسطنبول، الذي يتزعمه محمود حسين، وبين مكتب لندن بقيادة إبراهيم منير، فقد انفجر الخلاف بين الاثنين وانكشفت خلافاتهما الكامنة.
واختتم: الأزمة الحالية ملغومة ومعبأة بالقنابل الموقوتة، كل منها كفيل بتفجير التنظيم بالكامل من داخله، بعد أن انتقلت الخلافات بين الكبار إلى مرحلة المباراة الصفرية، حيث لا حلول وسط ولا مواءمات، ولا فرصة نهائيًا لبقاء أطرافها معًا.