رئيس التحرير
عصام كامل

المهمة المستحيلة.. بعثة أفريقية "للمصالحة" في ليبيا قبل أسابيع من الاستحقاق الرئاسي

بعثة للمصالحة في
بعثة للمصالحة في ليبيا

أوفد الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نجيسو، المكلَّف من قِبل الاتحاد الأفريقي بالملف الليبي، أمس الإثنين، بعثةً للمصالحة في ليبيا التي تتهيَّأ لتنظيم انتخابات رئاسية في ديسمبر، وفق مصادر رسمية.

 

وقال وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو في تصريح لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: إن مهام بعثة الاتحاد الأفريقي تشمل "جمع المعلومات، وإجراء تقييم، والمصالحة على خط العملية التي يفترض أن تؤدي إلى الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في نهاية العام".

وسيلتقي الوفد وفقًا للمصدر نفسه كبار المسؤولين السياسيين والدينيين والشخصيات الفاعلة في طرابلس وبنغازي وطبرق ومصراتة.

وأضاف الوزير: "نتطلَّع إلى لقاء الليبيين في الشتات في القاهرة وتونس" حيث وصلت البعثة التي تضم 12 شخصًا.

وأوضح أن البعثة ستعود إلى برازافيل لتقديم إحاطة لساسو نجيسو الذي سيشارك في قمة حول ليبيا تنظمها فرنسا في 12 نوفمبر.

وفي يوليو الماضي التقى ساسو نجيسو رئيسَ المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي للبحث في الانتخابات.

ويُنتظر من السلطة الليبية المتمثِّلة برئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ونائبيه إنهاء الانقسام السياسي والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حين حلول موعد الانتخابات المقرَّرة في 24 ديسمبر.

إلا أن الخلافات حول المعايير القانونية والدستورية لهذا الاستحقاق سلَّطت الضوء على حجم الانقسام بين شرق البلاد وغربها.

وليبيا الغنية بالنفط غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام الزعيم معمر القذافي ومقتله في 2011 إثر انتفاضة شعبية آزرها عسكريًّا حلف شمال الأطلسي.

وفي سياق متصل أكد الاتحاد الأوروبي استعداده لمرافقة ليبيا في طريقها نحو إجراء الانتخابات شهر ديسمبر المقبل.


الاتحاد الأوروبي 

جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، أمس الإثنين، بلوكسمبرج، مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المكلّف بالشؤون الخارجيّة والسياسة الأمنيّة ونائب رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة، جوزيب بوريل.

 

وبحسب بيان مشترك للجانبين استعراض اللقاء آخر المستجدات على الساحة الليبية، والاستعدادات الجارية لاستضافة ليبيا لأعمال المؤتمر الوزاري الدولي في 21 من شهر أكتوبرالجاري.

 

وقدمت "المنقوش" في مستهل اللقاء نبذة عن مبادرة استقرار ليبيا بمضامينها ومساراتها، مؤكدة على أهمية تضافر كل الجهود المحلية، والإقليمية، والدولية، لتحقيق الاستقرار المنشود، وصولا إلى انتخابات حرة، ونزيهة، وشفافة، في موعدها المقرر، نهاية شهر ديسمبر المقبل.

 

الانتخابات 

بدوره أكد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المكلَّف بالشؤون الخارجيّة والسياسة الأمنية، ونائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، على استعداد الاتحاد الأوروبي الكامل لتقديم الدعم اللازم والمطلوب لإنجاح هذه المبادرة وصولًا لتحقيق الاستقرار في كامل ربوع ليبيا.

 

وشدد إلى أن الاتحاد الأوروبي على أتم الاستعداد لمرافقة ليبيا في طريقها نحو الانتخابات شهر ديسمبر المقبل، كما ناقش اللقاء مسألة الهجرة غير الشرعية وما أثير مؤخرًا حولها.

 

وأوضحت الوزيرة الليبية، أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تظافر جهود الجميع، مؤكدة بأن ليبيا باعتبارها دولة عبور هي نفسها ضحية لهذه الظاهرة، وتعاني من تبعاتها، نتيجة لتدفقات المهاجرين من بلدان المنشأ.

 

وشددت المنقوش على أن علاج هذه الظاهرة أو الحد منها، يكمن في تكاثف الجهود الأممية لأحداث الاستقرار والتنمية ببلدان المنشأ، وعدم الاكتفاء بمعالجتها في بلدان العبور، أو رصد وصد المهاجرين في بلدان العبور، أو في البحر.

 

وفي وقت سابق من مساء الأحد الماضي، أعلنت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، نجلاء المنقوش، تفاصيل مبادرة تهدف لاستقرار البلاد.


وكشفت "المنقوش"، في كلمة مسجَّلة، عن عقد مؤتمر وزاري دولي في 21 أكتوبر الجاري لدعم المبادرة تحتضنه العاصمة الليبية طرابلس.

 

وقالت المنقوش: إن الهدف من المبادرة هو أن تكون ليبيا ساحة للمنافَسة الاقتصادية الإيجابية بهدف إيجاد آلية وطنية وموقف دولي وإقليمي موحَّد داعم ومتسق مع هذه الرؤية ووضع الآليات الضرورية لاستدامة الاستقرار في ليبيا خاصة مع قُرب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية ديسمبر المقبل.

الجريدة الرسمية