«له ما له وعليه ما عليه».. فيلم ريش Feathers بين موجة الانتقاد وحفاوة التكريم
بعد ساعات قليلة، من طرح فيلم ريش Feathers ضمن فاعليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، وأصبح حديث الساعة على كافة المستويات ما بين صفحات السوشيال ميديا، وآراء النقاد، ولجان التكريم في المهرجانات الدولية.
منذ الأمس وتتصدر أخبار عن حالة الغضب بين عدد من الفنانين، من فيلم ريش، حتى أن قام بعضهم بمغادرة العرض الخاص للفيلم في أول نصف ساعة من عرضه، ومن بين هؤلاء الفنانين كل من، أشرف عبد الباقي، أحمد رزق، وشريف منير، وكان الأخير صاحب الهجوم الأكبر والأبرز على الفيلم، متهمًا القائمين عليه، تحديدًا مخرج العمل، عمر الزهيري، بأنه يتعمد الإساءة للمجتمع المصري.
انتقاد فيلم ريش
وعن كواليس الانتقاد الذي وجه للفيلم، فتلاحظ مغادرة العرض الفنان شريف منير، وظهر غاضبا للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز، وكانت وجهة نظرهم أن الفيلم يحوي مشاهد لا تظهر الصورة الحقيقية لمصر.
وخارج القاعة ظهر المنتج محمد حفظي منتج الفيلم ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ودخل في نقاش مع الثلاثي المغادر لعرض الفيلم، وفي تصريحات صحفية نفى حفظي أن تكون مشاهد الفقر في الفيلم مسيئة لمصر، مؤكدا أن المجتمع يضم كافة الطبقات.
أحمد رزق
وفي نفس السياق كشف الفنان أحمد رزق عن حقيقة ما تردد في الساعات الأخيرة حول خروجه من فيلم ريش المصري الذي عرض أول أمس في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة؛ لأنه يسىء لسمعة مصر.
وقال رزق في تصريحات خاصة لفيتو، إن الفيلم أدخله في مود سييء للغاية، وجعله لا يريد أن يكمله لكن ليس هو العمل الذي يسيء لسمعة مصر.
مهرجان كان السينمائي
وعلى النقيض تماما، فقد حظي فيلم ريش على حفاوة وتكريم من كبرى المحافل الفنية الدولية، ففي يوليو الماضي فاز الفيلم بجائزة مسابقة أسبوع النقاد في الدورة الـ74 من مهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا.
تكريم وزيرة الثقافة
وفي أغسطس الماضي، كرمت الدكتور إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، صناع فيلم ريش، وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها المركز القومي للسينما برئاسة السيناريست محمد الباسوسي بقاعة ثروت عكاشة بالمركز القومي للسينما.
وأكدت على أن الفوز بالجائزة يعد إنجازًا تاريخيًا باعتباره أول فيلم مصري يحصل عليها خاصة وأنها المشاركة الأولى بهذه المسابقة، مشيرة إلى أن الجائزة تعد خطوة جديدة على طريق استعادة الريادة المصرية في مجال السينما، مشيدة بالمستوى الفني المميز للفيلم.
مخرج فيلم ريش
وردًا على الانتقادات الموجهة للفيلم كان لمخرج العمل عمر الزهيري، تصريح خلال حضوره الندوة النقاشية حول الفيلم، ضمن فعاليات اليوم الخامس لمهرجان الجونة، والتي كان من أبرزها، البداية التي وصفها البعض بالصادمة للفيلم.
حيث تعمد المخرج أن يبدأ الفيلم بمشهد انتحار، وعن هذا قال عمر الزهيري، إنه بدأ فيلمه بمشهد الانتحار كي يدل على أن هناك أشخاص معرضون لهذا الأمر وأنهم دائمًا لا يعرفون ماذا يفعلون فيقوموا بالتخلص من حياتهم.
فيلم ريش Feathers
الفيلم إنتاج مصري فرنسي هولندي يوناني مشترك، وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيري، الذي ساهم في كتابته أيضا، ويمزج الفيلم بين الواقع والفانتازيا، إذ يتناول قصة أب يقرر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحرا لتقديم بعض الفقرات المسلية للأطفال، وفي إحدى الفقرات يدخل الأب في صندوق خشبي ليتحول إلى دجاجة ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة.
طارق الشناوي
ومن جانبه أوضح الناقد الفني طارق الشناوي، رؤيته حول ما أثير عن الفيلم، مؤكدًا على أنه أمر طبيعي وصحي جدًا أن تختلف وجهات النظر في أي عمل فني، ولكن دون أن يتم التخوين أو التشكيك في نوايا القائمون على العمل.
وأضاف الناقد الفني في تصريح خاص لـ «فيتو»، لا ألوم الفنان الذي أعلن غضبه من الفيلم أو قصته، رغم تخفظي على أن نبني رأيا أو إنطباع عن عمل فني دون مشاهدته حتى النهاية، ولكن في النهاية يجب على كل طرف أن يحترم الطرف الآخر، مستنكرًا إقحام مصطلح سمعة مصر والقيم المجتمعية المصرية في أي عمل فني.
الإساءة لسمعة مصر
ولفت إلى أن الأمر ليس بجديد، والدليل على ذلك ما حدث مع المخرج الراحل يوسف شاهين، قبل 30 عامًا ومطالبات بسحب الجنسية منه لإتهامه أيضًا بالإساءة لسمعة مصر، بعد عرض فيلم القاهرة منورة بأهلها وهو فيلم تسجيلي قصير للمخرج يوسف شاهين، من إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا سنة 1991، فيلم يمزج بين الروائي والوثائقي، وبين الخاص والعام، بمهرجان كان هو الآخر.
وأكد طارق الشناوي، على أن فيلم ريش واقعي، ويجسد حالات موجودة بالفعل، والقيمة الفنية، فيه نابعة من أن الفيلم لا يعتمد على الممثل قدر ما يعتمد على القصة والمضمون.
واستنكر الناقد الفني، أن يكون فيلم ريش لقي كل هذه الحفاوة عالميًا ويلاقى بهذا السخط في بلده، وكأننا لا نستطيع الفرح بالانتصار الذي يحققه عمل فني مصر، مطالبًا بوقف فزاعة التخوف على سمعة مصر، مشيرًا إلى أن مصر أقوى من أن تتأثر بعمل فني ينال من سمعتها، فيجب على الحريصين على سمعة البلد عدم الانسياق وراء المشاعر فيصدرون صورة عكسية دون قصد.