استشهد به شيخ الأزهر.. النص الكامل لحديث "برناردشو" عن نبي الإسلام| صور
تصدرت كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في ذكرى احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، والتى نظمتها وزارة الأوقاف أمس الأحد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث على مدار الساعات الماضية.
وحازت كلمة شيخ الأزهر على إعجاب العديد من رواد مواقع التواصل، والذي حرصوا على تداول مقتطفات من كلمة شيخ الأزهر، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل، مؤكدين أنها جمعت بين الصفات الخاصة للنبي - صلى الله عليه وسلم- مع تجسيد أمراض الأمة الحالية ووضع روشتة العلاج لها.
شيخ الأزهر
وأكد فضيلة الإمام الأكبر خلال كلمتة إن هناك الكثير والكثير مِمَّا قاله عيون المفكرين والعلماء والفلاسفة، والأدباء ومؤرخي الحضارات في الشرق والغرب من غير المسلمين عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، من أمثال «غاندي» و«راماكريشنا» و«لامارتين» و«مونتجمري وات» و«زويمر» و«تولستوي» و«مونتيه» وغيرهم مما لا يتسع المقام لذكرهم، وسرد ما قالوه عنه وعن أخلاقه، وعن شريعته وآمالهم في أن تعود لتُصحح مسيرة العالم اليوم، وتُنقذ مصيره من هلاك مرتقب ودمار مُتوقَّع.
وأوضح فضيلته خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أن من بين ما كتبه هؤلاء، ما قاله «برناردشو» الكاتب والناقد الإنجليزي الذائع الصِّيت الذي تَعرفه الدنيا بأسرِها، يقول هذا المفكر العملاق عن رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد، وبدأت تَعشَقُ دِينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرِّئ الإسلام ممَّا اتَّهمته به من أراجيف رجالها ومُفكِّريها في العصور الوسطى، وسيكون دين محمد هو النظام الذي تُؤسِّس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته في حل المعضلات وفك المشكلات، وحَلِّ العُقَد، وإنِّي لأعتقد أنَّ رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح في حكمة ولقاد العالم إلى الخير، وحلَّ مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة، ثم يقول: أجل.. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد لِيَحُلَّ قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانًا من القهوة».
كلمة شيخ الأزهر في ذكرى المولد النبوى
وحاول البعض التشكيك في استدلال شيخ الأزهر بكلمات "برناردشو" الكاتب والناقد الإنجليزي والتى تحدث فيها عن حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم- ومدى إدارك أوروبا للاتهامات التى حاول العبض إلصاقها للإسلام، مدعين “ أن ” شو" لم يقل هذا الكلام.
وبالتحري والبحث، عثرت “ فيتو” على ما يؤكد صحة استدلال شيخ الأزهر، وذلك من خلال الحوار الذي أجرته جريدة "The Light" الهندية، مع المفكر والكاتب الأيرلندي المعروف جورج برنارد شو، والذي جاء تحت عنوان "أحدث ما قاله برنارد شو عن الإسلام"، حيث نشرت الجريدة في عددها الصادر يوم الثلاثاء ٢٤ يناير، عام ١٩٣٣ هذا الحوار، حيث كان برنارد شو في زيارة للهند التي كانت المستعمرة البريطانية الأهم في ذلك الوقت.
وفي الحوار يقول الصحفي، الذي أجرى الحوار شرعت في الحديث مع “ برنارد شو” وأخبرته أن مجلة The Light، وهي مجلة إسلامية أسبوعية تصدر في لاهور، قد أرسلت إلي تلك البرقية وتطلب مني إجراء حوار معه عن توقعاته في مسرحيته الزواج حول أسلمة أوروبا في غضون مائة عام، ومن ثم سألته “هلا تكرمت بشرح طبيعة هذه التوقعات بشكل كامل وواضح؟ وجاء رد ” شو" على السؤال كالتالي:
لطالما كنت أكن للدين الإسلامي تقديرا بالغا نظرا لحيويته الرائعة، فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه يملك القدرة على استيعاب المرحلة المتغيرة من الوجود والتي يمكن أن تكون جذابة لكل عصر. وعلى العالم بلا شك أن يعلق قيمة كبيرة على توقعات الرجال العظام أمثالي، فلقد تنبأت لدين محمد بالقبول في أوروبا مستقبلا لأنه أصبح مقبولا في أوروبا حاليا.
وأضاف “شو”: إن رجال الكنيسة في العصور الوسطى قد رسموا صورة بالغة القتامة للدين المحمدي، وذلك إما عن جهل أو عن تعصب، حيث كانوا قد تدربوا في الواقع على كراهية الرجل، محمد، ودينه. وبالنسبة إليهم كان محمد معاديا للمسيح. لقد درست (سيرة) هذا الرجل - الرائع – وهو في رأيي بعيد عن أن يكون معاديا للمسيح، بل يجب أن يُسمَّى مُخَّلصَ البشرية، كما أعتقد أنه لو كان لرجل مثله أن يحكم العالم الحديث حكما مطلقا لاستطاع حل مشكلاته بطريقة تجلب له السلام والسعادة اللذين يحتاج إليهما العالم بصورة ملحة.
وأتم “ برنارد شو” حديثة: ولكن إكمالا لحديثي، ففي القرن التاسع عشر، فقد أدرك مفكرون يتسمون بالنزاهة من أمثال كارلايل وغوته وجيبون، قيمة جوهرية في دين محمد، ومن ثم كان هناك بعض التغيير نحو الأفضل في الموقف الأوروبي تجاه الإسلام.. ولكن أوروبا في القرن الحالي متقدمة للغاية عن ذي قبل.. وبدأ تشعر بافتتان تجاه عقيدة محمد.. وفي القرن القادم، ربما تذهب إلى أبعد من ذلك بالاعتراف بجدوى تلك العقيدة في حل مشكلاتها. ولابد أن تفهمَ تنبؤاتي في هذا الإطار. وحتى في الوقت الحاضر، تحول العديد من أبناء شعبي ومن أبناء أوروبا كذلك إلى الإيمان بدين محمد، ويمكنني، باستخدام التعبير الذي صغت به سؤالك، القول بأن أسلمة أوروبا قد بدأت.