في ذكرى غاندي الصحافة المصرية.. 15 عاما على رحيل الكاتب محمد عودة
عرف بغاندى الصحافة المصرية هو من الكتاب الذين لهم تاريخ طويل وشهد معارك طويلة دفاعا عن رأيه، قال عنه الأديب خيرى شلبى: انك ترى مصريتك في عينيك وتشعر بالفخر لأنك مصري، وقال عنه محمود السعدنى:محمد عودة هو الكاتب الوحيد الذى أعلن تأييده لعبد الناصر في 1956 ورغم ذلك لم يحصل على منصب رئيس تحرير لمجلة أو جريدة لكنه يرى أن اللحظات التي حقق فيها ذاته تغنيه عن كل المناصب.
ولد الكاتب الصحفى محمد عبد الفتاح عودة في قرية جهينة مركز فاقوس الشرقية عام 1920 لعائلة ريفية بسيطة لكنه تربى بحى الحسين والحقه والده بمدرسة خليل أغا التي كانت بالأزهر ثم نقلت إلى حى العباسية.
وفى مدرسة خليل أغا وقع الاختيار على محمد عودة ليلقى قصيدة ترحيب بالملك فؤاد في زيارته للمدرسة نظرا لأنه كان متعدد النشاطات والأول على المدرسة.
أعجب به الملك فؤاد وأعطاه هدية قلم من الابنوس الحبر وكانت هذه الهدية حديث الشارع، وظل القلم معه حتى آخر حياته.
أدرك محمد عودة معنى الملكية منذ كان طالبا وطالما حلم بالقضاء على الملكية التي جعلت المصريين يشعرون بالاغتراب في بلادهم، ويحكى عودة عن حياته في حوار قديم أجراه بجريدة الاهرام عام 2004 قال فيه:
" بدأت حياتى العملية محاميا في مدينة فاقوس لكن بعد ممارسة المحاماة أعواما شعرت بأنى لم احقق شيئا فجئت الى القاهرة وعملت في بعض مكاتب المحاماة وفى أثناء ذلك كنت حريصا على مراسلة الصحف والمجلات إلى أن انزلقت لعالم الصحافة، بعدما شعرت بأنى أجد فيها نفسى وأحقق بعض ما بداخلى.
كانت مصر في ذلك الوقت تعانى من حالة غليان مثلما كان يعانى العالم كله بعد الحرب، وكانت التيارات داخل الجامعة تتطاحن وفد وبعث واشتراكية وشيوعية واخوان وامبريالية وكان جيلنا محظوظ بهذه الاختلافات الفكرية.
العمل الصحفى
ثم انتقلت الى الكتابة في عدد من الصحف التي لا تستمر طويلا ومنها الى دار الهلال وروز اليوسف والاخبار والجمهورية، ومن أهم التجارب التي اعتز بها مشاركتى في إصدار جريدة المساء وكان رئيس تحريرها خالد محيى الدين، وكانت تعبر عن اليسار في مصر ".
جريدة الاهالى
شغل محمد عودة منصب أول رئيس تحرير لجريدة " الأهالي" عام 1977، وطوال هذه الرحلة التي توجت باختياره شخصية العام الصحفية من نقابة الصحفيين.
أصدر عشرات الكتب ومن أشهرها: أحمد عرابي والثورة العرابية، 7 سنوات يحكمون مصر، ليبراليون وشموليون، ميلاد ثورة، وكتابه عن الملك فاروق..
الوعى المفقود
خاض محمد عودة في السبعينيات معارك كبيرة ضد خصوم عبدالناصر، وكان أشهرها كتابه “الوعي المفقود” ردًا علي كتاب توفيق الحكيم “ عودة الوعي” يستنكر فيه موقف توفيق الحكيم من الثورة وادعائه بأنه كان فاقد الوعى 18 عاما بالرغم من انه كان على علاقة وطيدة بعبد الناصر وقبل تكريمه اكثر من مرة من الثورة، قال فيه: ان كتابى ليس دفاعا عن عبد الناصر ولا هجوما على الحكيم لكنه دفاع عن الشرف السياسى.