جعلوني مجرمًا.. أول محاولات نجيب محفوظ في كتابة السيناريو
فيلم مصري درامى من انتاج الخمسينات عالج قضية اجتماعية كانت مزمنة وهى قضية السابقة الأولى في السجون.. ساهم فيلم " جعلونى مجرما ـ عرض في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر 1954 ـ في اصدار وزارة الداخلية قرارا بعدم احتساب السابقة الأولى.
واختار النقاد فيلم جعلونى مجرما ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء السينمائيين، وأخذه الفنان فريد شوقى عن قصة حقيقية وواقعية ووضع خطوطها مع المنتج رمسيس نجيب، وشارك كل من الأديب نجيب محفوظ والمخرج عاطف سالم والمؤلف ألفريد فرج في كتابته، ومن إخراج عاطف سالم.
صاحب سوابق
وفيلم جعلونى مجرما يحكى قصة عم يتخلى عن رعاية ابن أخيه بعد وفاة والده، بل أنه يستولى على ميراثه من أبيه، ويرمى ابن أخيه في الطريق لتتلقفه عصابات النشل، ويقبض عليه ويلحق بإصلاحية الأحداث، وبعد خروجه منها يحاول إيجاد عمل شريف ويفشل في ذلك بسبب تهمته كخريج إصلاحية وصاحب سوابق، فيقرر الانتقام من كل من ظلمه، وأولهم عمه.
ويحاول شيخ الجامع هدايته لكنه يصر على الانتقام بعد أن طمع عمه في خطيبته المطربة، فيتهم في قضية قتل ويدخل السجن ويطارده المجتمع ويحاول عمه التخلص منه بتلفيق قضية ضده لكن البطل يقتل عمه في النهاية وتتوالى الأحداث.
قام ببطولة "جعلونى مجرما" فريد شوقى وهدى سلطان ويحيى شاهين ونجمة إبراهيم ورشدى أباظة ومحمد رضا وسراج منير، واخراج عاطف سالم.
اطفال الشوارع
تسبب عرض الفيلم والطريقة الإنسانية التي قدم بها فريد شوقى دور المظلوم في صدور قانون في مصر هو الأول من نوعه ينص على الإعفاء من السابقة الأولى وحذفها من الصحيفة الجنائية حتى يمكن للسجين أن يبدأ حياة جديدة بدون سوابق، أيضا لفت الانظار الفيلم الى معاناة اطفال الشوارع هذه الفئة التى كانت منسية فى المجتمع.
نجيب محفوظ يرفض أجره
وقرر المنتج رمسيس نجيب منح مبلغ 100 جنيه للأديب نجيب محفوظ أجرا مقابل اشتراكه لأول مرة في كتابة السيناريو إلا أنه رفض تقاضيها قائلا: (يكفى أنى تعلمت كتابة السيناريو في هذا الفيلم من السيد بدير والمفروض أن أدفع ثمن ذلك).
وعقب عرض هذا الفيلم صدر قانون مصرى في الجنايات ينص على الإعفاء من السابقة الأولى للمخطئ من الصحيفة الجنائية ليبدأ المتهم الخارج من السجن أو الإصلاحية حياته من جديد بلا مطاردة.
