تفاصيل لقاء السيسي وأحمد عمر هاشم في ختام احتفالية المولد النبوي | فيديو
حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على تحية الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الأزهر، والذي ظهر على كرسي متحرك أثناء احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، حيث دار بينه بين الرئيس السيسي حوار ودي قصير، فقد حرص الرئيس على الذهاب إليه والتحدث معه عقب إلقاء كلمته.
و شهد الرئيس السيسي اليوم الأحد احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف بقاعة المنارة بمنطقة التجمع بالقاهرة الجديدة.
واستعرض الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال كلمة للأمة بمناسبة المولد النبوي الشريف جهود الوزارة في مواجهة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الديني والدعوي وتدريب الأئمة والواعظات ونشر الوعي المستنير ومواجهة الفكر المتطرف.
كما أهدي وزير الأوقاف هدية تذكارية للرئيس السيسي عبارة عن أحدث إصدارت وزارة الأوقاف.
ومن جانبه وجه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري والشعوب العربية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وقال شيخ الأزهر إن ذكرى المولد النبوي الشريف تزامن ذكرى نصر أكتوبر العظيم وأضاف أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو احتفال بقيم الإنسانية السمحة مستعرضا قيم وأخلاق وسماحة الرسول الكريم.
وقال أن أخلاق الرسول الكريم تعلي قيم الرحمة وصفاته الإنسانية وتابع: مواقف الرسول جسدت معاني التواضع والاعتدال والوسطية، وقال: علينا التحلي بقيم وتعاليم النبي الكريم السمحة لتخطي التحديات ومواجهة الأزمات.
كما أهدي شيخ الأزهر للرئيس السيسي مصحف الأزهر الشريف.
وكرم الرئيس السيسي بعض الشخصيات ممن أثروا في الفكر الإسلامي الرشيد بعلمهم وجهدهم وتقديرا لتفانيهم في تجديد الخطاب الديني والعمل الدعوي.
والمكرمون هم:
- الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني السابق بوزارة الأوقاف.
- الشيخ إسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء.
- الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف.
- الدكتور محمد ابراهيم الحفناوي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بطنطا.
- الشيخ أحمد عصام إمام وخطيب بمديرية أوقاف القاهرة.
- نهاد حتاتة الرئيس السابق للإدارة المركزية لشئون مكتب وزير الأوقاف.
- وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة السودان، الشيخ نصر الدين مفرح.
- رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بدولة جنوب السودان، الشيخ عبدالله برك.
وألقي الرئيس كلمة جاء نصها كالتالي:
نحتفل اليوم معًا بذكرى مولد أشرف خلق الله وسيد المرسلين الرحمة التي أرسلها رب العزة للعالمين الشاهد والمبشر والنذير والداعي إلى الله والسراج المنير إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي بعثه الله "جل وعلا"، ليغير وجه الدنيا بأسرها وليخرج الأمة من الظلمات إلى النور وينشر أسمى قيم الإنسانية في شتى بقاع الأرض وليدعو إلى العدل والخير والمحبة والسلام.
وبمناسبة هذه الذكرى العطرة، أتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم، ولكل الشعوب العربية والإسلامية داعيًا الله "سبحانه وتعالى"، أن يعيد هذه الذكرى العطرة علينا وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركات.
إن رسالة الإسلام التي تلقاها نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" قد رفعت من قيمة العلم والمعرفة حيث كانت أول الآيات التي نزل بها الوحي الشريف هي (اقرأ) وذلك إعلاءً لشأن العلم والعلماء وتقديرًا لأهمية التدبر، وصولًا إلى الوعي والفهم الصحيح، لكل أمور الحياة حيث دعانا الله "سبحانه وتعالى"، إلى إعمال نعمة العقل الغالية والفريدة، في البحث والتأمل في ملكوت السماوات والأرض.
ومن هذا المنطلق، دائمًا ما نشدد على أهمية قضية الوعي الرشيد، وفهم صحيح الدين التي ستظل من أولويات المرحلة الراهنة ولعلكم تتفقون معي، أن بناء وعي أي أمة، بناءً صحيحًا هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها، في مواجهة من يحرفون الكلام عن مواضعه، ويخرجونه من سياقه، وينشرون الأفكار الجامحة الهدامة التي تقوض قدرة البشر في التفكير الصحيح والإبداع لتنحرف بهم بعيدًا عن تأدية الأوامر الربانية، من تعمير وإصلاح الكون، لما فيه الخير للبشرية جمعاء وكمنهج للإنسانية، في ترقية النفس البشرية، وضبط حركتها في الحياة.
لذلك لزامًا علينا، الاستمرار في تلك المهمة والمسئولية التاريخية ومضاعفة الجهود، التي تقوم بها المؤسسات الدينية وعلماؤها الأجلاء، لنشر قيم التسامح والعيش المشترك، والإيمان بالتنوع الفكري والعقائدي، وقبول الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، ونشر تعاليم الدين السمحة للحفاظ على ثوابت وقيم الإسلام النبيلة وأشير هنا إلى أن الكلمة أمانة عظم الإسلام من شأنها ونبهنا إلى أهمية رعاية هذه الأمانة وتأديتها على الوجه الأمثل.
ومن هذا المنطلق؛ أؤكد أن مصر ماضية في مهمتها لبناء الوعي، وتصحيح الخطاب الديني، وهي مسئولية تضامنية وتشاركية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لنبني معًا مسارًا فكريًا مستنيرًا ورشيدًا يؤسس شخصية سوية، وقادرة على مواجهة التحديات، وبناء دولة المستقبل.