رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر: نحتاج لتعاليم النبي لإنقاذ المسلمين ممن استباحوا الحرمات وأهدروا حقوق النساء والأطفال | فيديو

شيخ الأزهر الدكتور
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ضرورة عودة الهدي المحمدي بالقيم التي تحلى بها النبي الكريم، لإنقاذ المسلمين ومجتمعاتهم من الأوضاع اللا إنسانية التي تردى فيها بعضهم ممن زعموا انصياعهم لتعاليم هذا النبي الكريم واتباعهم لدينه وشريعته، وذلك خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف.

 

وتابع الطيب في حديثه  عن هؤلاء القوم:" هم يقتلون الأبرياء ويحولون بيوت الله إلى ساحات حرب تُزهق فيها الأرواح وتُراق الدماء، وتستباح الحرمات وتهدر حقوق النساء والفتيات والأطفال".


وأكد شيخ الأزهر خلال كلمته بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، إن رسولنا محمد قد بلغ في هذه المعارج المتعالية  حتى أطلق عليه: «الإنسان الكامل» من فرط ما استوعبه استعداده الشريف من سمو في الفضائل، وسمو في الخلق والأدب الرفيع، ويؤكد ذلك ما زخرت به مصنفات الأخلاق والشمائل المحمدية من أوصاف لا يمكن أن تجتمع لإنسان إلا إذا كان من هؤلاء الذين هيأهم الله لهذه الأوصاف، وأعدهم للتحلي بحلاها.

 

وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن من بين هذه الأوصاف الشريفة التي يسردها عنه بعض أصحابه أنه -صلوات الله وسلامه عليه- لم يكن غليظ الطبع، ولا فاحشا في قوله وعمله، ولا متفحشا، ولا صخابا يرفع صوته في الطرقات والأسواق، ولم يكن يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.. ما ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادما ولا امرأة، وما رؤي منتقما من مظلمة ظلمها قط، ما لم تنتهك محارم الله تعالى، فإذا انتهكت كان من أشد الناس غضبا، وكان يبشر المظلومين الذين لا يستطيعون دفع الظلم عن أنفسهم، ويؤكد لهم: «ما ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا».

 

وبين شيخ الأزهر أن النبي الكريم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، وإذا دخل بيته كان بشرا من البشر، وكان يعظم النعمة وإن قلت لا يذم منها شيئا، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وكان يمسك لسانه إلا فيما يعنيه، وكان يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، يحذر الناس، ويحترس منهم، ويلقاهم من غير أن يطوي على أحد منهم طلاقة وجهه وبشاشته، وكان يتفقد أصحابه، ويسأل الناس، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من قول بمعروف، مجلسه مجلس علم وحياء وصبر وأمانة، يوقر فيه الكبير، ويرحم الصغير، ويقدم ذو الحاجة، ويحفظ حق الغريب، وقد كساه الله لباس الجمال، وألقى عليه محبة ومهابة منه.

 

وأكد شيخ الأزهر أن النبي صلى الله عليه كان لا يذم أحدا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم ‏إلا فيما يرجو ثوابه، ‏‏وكان يصبر للغريب على جفائه في كلامه ومسألته، وكان ‏يمازح أصحابه: يضحك مما يضحكون، ‏ويتعجب مما يتعجبون، ‏يعود مرضاهم في ‏أقصى المدينة، ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره، ومع شدة ‏حبه للصلاة وولعه ‏بها - يسرع فيها إذا ‏سمع بكاء صبي، وكان يقول: «إني لأقوم في الصلاة وأريد أن ‏‏أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي كراهية أن ‏أشق على أمه».


وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر:"إن احتفالنا بمولد النبي خاتم الأنبياء والمرسلين، ليس احتفالا بعظيم أو مصلح من المصلحين ممن يتوقف التاريخ أمامهم قليلا ثم يتركهم، ولكن احتفال من نوع آخر فهو احتفال بالوحي الإلهي وسفارة السماء للأرض والكمال الإنساني في أعلى منازله والخلود في أرقى مظاهره تجلياته، فهو احتفال بالتشبه بأخلاق الله قدر ما تطيقه الطبيعة البشرية، والتي تتمثل في الأنبياء الذين عصمهم الله من الخطايا".
 

الجريدة الرسمية