دراسة حديثة: نصف حاملي فيروس كورونا لا تظهر عليهم الأعراض
كشفت دراسة حديثة عن الدليل الشامل لفيروس كورونا بمختلف فئاته المتحورة، والتي تسببت في حالة من الذعر من أخطار الفيروس التاجي في كل أنحاء العالم.
فبعد مرور 20 شهرًا على تفشي وباء كورونا المستجد وتحوره إلى نسخ متعددة، تطورت أعراض المرض واختلفت وصارت أشرس وأغرب في بعض الحالات.
فيروس كورونا
أحد الثوابت التي رافقت فيروس كورونا منذ ظهوره أن الأعراض يبدأ تطورها بالحمى، لكن حتى هذه تغيرات مع مرور الوقت ولم يعد هناك نمط محدد لعلامات "كوفيد-19"، مثلا سُجلت عشرات الحالات الإيجابية التي لم تصب بارتفاع درجة الحرارة.
وأظهرت أحدث الدراسات أن هناك من خُمْس إلى نصف حاملي SARS-CoV-2 في أي مكان لا تظهر عليهم أعراض المرض من الأساس.
أما في البقية، فتظهر عليهم أعراض من بينها السعال والحمى وفقدان التذوق وفقدان الشهية والقيء والإسهال وضباب الدماغ والتعب، لتصبح علامات التقاطه غير متوقعة إلى حد كبير.
وكشفت الدراسة أحداث أعراض فيروس كورونا، مرورًا على القائمة الكاملة لعلامات الإصابة بالفيروس التاجي.
6 مجموعات لأعراض كورونا
رغم أن هناك أنماطًا متعددة لكيفية ظهور "كوفيد-19"، فإن أحدث دراسة أجريت عن أعراض الفيروس خلصت إلى أنها تميل إلى الوقوع في واحدة من 6 مجموعات.
الدراسة الحديثة استخدمت البيانات التي أدخلها المرضى الأمريكيون والبريطانيون والسويديون في تطبيق التتبع، وعرض نتائجها موقع Popular Science كالتالي:
المجموعة 1: شبيهة بالإنفلونزا من دون حمى
تشمل الأعراض ما يلي: "صداع الرأس- فقدان حاسة الشم- سعال- التهاب الحلق- آلام في العضلات- ألم صدر".
المجموعة 2: تشبه الإنفلونزا مع ارتفاع في درجة الحرارة
تتضمن علاماتها: "صداع الرأس- فقدان حاسة الشم- سعال- التهاب الحلق- بحة في الصوت- حمى- فقدان الشهية".
هذه المجموعة توحد ما يسميه البعض "الثالوث الكلاسيكي"، وهي 3 أعراض مميزة لكورونا: الحمى وفقدان الرائحة والسعال المستمر.
المجموعة 3: الجهاز الهضمي
تشمل علامات الإصابة بالفيروس في هذه المجموعة: "صداع الرأس- فقدان حاسة الشم- التهاب الحلق- فقدان الشهية- إسهال- ألم صدر".
على الرغم من سمعة "كوفيد-19" كمرض تنفسي، إلا أن بعض المرضى قد يواجهون أعراضًا في الجهاز الهضمي فقط مثل الإسهال والقيء وآلام البطن.
المجموعة 4: المستوى الأول الشديد (التعب)
تشمل علامات: "صداع الرأس- فقدان حاسة الشم- سعال- بحة في الصوت- حمى- ألم صدر- تعب".
وفقا للدراسة، احتاج أقل من 2% من المرضى في المجموعة الأولى إلى مساعدة طارئة في التنفس، لكن هذه النسبة تتضاعف 4 مرات.
تصاحب العدوى الفيروسية جانبًا من التعب وكورونا ليس استثناء، لذا يمكن أن يشعر بعض المرضى بالخمول والإرهاق وانخفاض الطاقة لأشهر بعد تعافيهم من المرض.
المجموعة 5: المستوى الثاني الشديد (الارتباك)
تشمل ما يلي: "صداع الرأس- فقدان حاسة الشم- سعال- التهاب الحلق- بحة في الصوت- حمى- فقدان الشهية- ألم صدر- تعب- الالتباس- ألم عضلي".
يجد بعض المرضى أنفسهم مصابين بـ"ضباب الدماغ" الذي يبطئ الأفكار ويشوش التركيز، ما يجعل من الصعب التركيز حتى على أكثر المهام اليومية.
إنه أحد الجوانب الأقل فهمًا للمرض، ومثل إجهاد المجموعة 4 يمكن أن يستمر هذا الضباب الدماغي لأشهر.
المجموعة 6: المستوى الثالث الشديد (البطن والجهاز التنفسي)
تحتوي هذه المجموعة على العلامات التالية: "صداع الرأس- فقدان حاسة الشم- فقدان الشهية- سعال- حمى- بحة في الصوت- التهاب الحلق- ألم صدر- تعب- الالتباس- ألم عضلي- ضيق في التنفس- إسهال- وجع بطن".
هذه هي المجموعة الأكثر تطرفا، حيث تجمع بين أسوأ مشاكل الجهاز التنفسي وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال، ناهيك عن التعب وضباب الدماغ.
ما يقرب من خُمس المرضى داخل هذه المجموعة يحتاجون إلى جهاز تنفس، وكان احتمال زيارة مريض في هذه المجموعة للمستشفى أكبر بـ3 مرات من احتمال زيارة مريض في المجموعة الأولى.
المرضى من المجموعة السادسة أكثر عرضة لمواجهة ما يسمى بـ"كوفيد الطويل"، حيث يتعافى معظم المرضى ويستمرون في حياتهم، لكن جزء صغير منهم قد يعاني لأشهر من التعب والصداع والحمى المتكررة ومشاكل التركيز وتساقط الشعر المنهك.
أعراض مستحدثة لكورونا
هناك بعض الأعراض الشائعة للفيروس والتي سجلت في آلاف الحالات خلال الأشهر الأخيرة، من بينها: “الطفح الجلدي”
في الواقع، يقترح بعض خبراء الصحة العامة إضافة الطفح الجلدي إلى "الثالوث الكلاسيكي".
ويمكن أن يتخذ الطفح الجلدي المرتبط بكورونا عدة أشكال، مثل: خلايا النحل أو نتوءات حمراء تشبه جدري الماء أو تقرحات بلون البنجر يُطلق عليها اسم "أصابع كوفيد".
لسان كوفيد
في الآونة الأخيرة ظهر "لسان كوفيد" وهو عرض ليس شائعًا، إذ يقدر أن أقل من 1 من كل 500 مريض يعاني من شيء من هذا القبيل.
لكن قلة ممن أصيبوا بكورونا أبلغوا عن تقرحات مؤلمة في الفم أو غشاء فروي وأصفر وأبيض على لسانهم.
أعراض كورونا المتأخرة
كشفت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة PLOS Medicine، أن أكثر من ثلث مرضى كورونا تستمر الأعراض في الظهور عليهم أو تتكرر بعد أشهر من التشخيص.
في الدراسة التي قادها علماء من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، وجد الباحثون أن 36% ممن خضعوا للدراسة لا يزالون يبلغون عن أعراض تشبه "كوفيد-19" بعد 3 -6 أشهر من التشخيص.
وقدرت معظم الدراسات السابقة استمرار ظهور أعراض ما بعد COVID في 10% إلى 30% من المرضى.
كما بحثت الدراسة في بيانات مجهولة المصدر من ملايين السجلات الصحية الإلكترونية، في المقام الأول بالولايات المتحدة، لتحديد مجموعة دراسة مكونة من 273618 مريضًا مصابًا بكورونا و114449 مريضًا بالإنفلونزا كعنصر تحكم.
وخلصت النتائج إلى أن 1 من كل 3 مرضى لديهم واحدة أو أكثر من سمات COVID الطويلة المسجلة، وتشمل آلام الصدر أو الحلق، التنفس غير الطبيعي، أعراض البطن، التعب، الاكتئاب، الصداع، الضعف الادراكي وآلام العضلات.
وجد الباحثون أيضًا أنه من بين أولئك الذين أصيبوا بفيروس كوفيد لفترة طويلة بعد 3 إلى 6 أشهر من التشخيص، لم يكن لدى 40% منهم أي سجل لمثل هذه الأعراض في الأشهر الثلاثة السابقة.