صلاح عيسى ورحلة الـ 78 عاما بين الصحافة والسجن
في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر عام 1939 ولد الكاتب الصحفى صلاح عيسى بقرية بشلا دقهلية لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، والده افندينا عصريا ينتمى إلى حزب الوفد، وعمه ينتمى الى حزب مصر الفتاة واولاد اعمامه من الإخوان، مما جعل صلاح عيسى يعيش بين جميع التيارات.
شجعه والده على القراءة بإعطائه نقودا بخلاف المصروف فأصبح عاشقا للقراءة وشراء الكتب والروايات وتوسعت قراءاته.
بدأ صلاح عيسى مشواره بكتابة القصة القصيرة لكنه توقف بعد عدة محاولات بسبب انتمائه إلى إحدى المنظمات اليسارية لإيمانه بأن العمل المباشر هو الذي سيغير العالم وليست القصص والروايات.
البداية الصحفية
في أواخر الخمسينات التحق بمعهد الخدمة الاجتماعية ومع ظهور مجلة “المجتمع العربي” فكانت بدايته مع الصحافة بالكتابة فيها.مقابل 5 جنيها للتحقيق الواحد، ثم تعرف على الصحفى عبد الفتاح الجمل مشرف الملحق الأدبى بالمساء ومن خجله لم يواجهه بل دس له مقالا في درج مكتبه وفوجئ بنشره في اليوم التالى ثم بدأ يكتب بانتظام في جريدة المساء.
عضوا بالتنظيم الشيوعي
اعتقل عام 1965 وعمره 26 عاما بسبب كتابته مجموعة مقالات تحتوى على نقد لثورة يوليو في جريدة الحرية اللبنانية وانتمى إلى تنظيم شيوعى سرى ضد النظام فقبض علي أعضائه جميعا ومنهم جمال الغيطانى، سيد حجاب، غالى شكرى، رؤوف نظمى وعدد آخر من المثقفين، وفصل عيسى من المساء، وأثناء اعتقاله كتب مجموعة قصص أسماها (جنرالات بلا جنود ) كما كتب روايته الوحيدة (شهادات ووثائق في خدمة تاريخ زماننا) وبعد خروجه نشر كتابه "الثورة العرابية" عام 1972.
حكايات من دفتر الوطن
في أوائل الثمانينيات وضع صلاح عيسى سلسلة "حكايات من دفتر الوطن" وهى تختص بكتابة التاريخ المصرى بأسلوب أدبي يعتمد على الدراما الطبيعية اعتمادا على الحقائق، حول هذه السلسلة يقول صلاح عيسى: كانت الفكرة الأساسية عندى متعلقة بإحياء الذاكرة الوطنية لأننا نشأنا في جيل مدرسته الإعلامية في الكتابة التاريخية تكتب التاريخ من وجهة نظر منحازة وتسعى الى تشويه كل ما سبق 23 يوليو.
وأضاف صلاح عيسى: قد أعجبنى هذا النوع من الكتابة بعد أن جذبنى كتاب أحمد بهاء الدين "أيام لها تاريخ" لذلك تصورت أن من واجبى أن أستكمل ما بدأه بهاء الدين ولم يتمكن من إنجازه، وعندما عين رجاء النقاش رئيس لتحرير مجلة الإذاعة دعانى للكتابة فيها فعرضت عليه مشروعى فرحب به، وكتبت أول حلقة ونشرت لى لكن توقف النشر بعد أن ترك رجاء المجلة بعد مايو 1971 وتوقف المشروع.
الفصل من الجمهورية
كان صلاح عيسى بعد أن خرج من المعتقل مفصولا من عمله عمل بدون ذكر اسمه في اعداد برنامج في إذاعة الشعب بمساعدة رئيسها في ذلك الوقت الشاعر فاروق خورشيد إلى أن أصدر مصطفى بهجت بدوى قرارا بتعيينه في جريدة الجمهورية عام 1972 وعندما اشتعلت المظاهرات قبض عليه وخرج وعند مظاهرات 18 و19 يناير حاولت الشرطة القبض عليه لكنه هرب تسعة أشهر ثم قبض عليه وفصل من الجمهورية نهائيا.
اعتقل مرة أخرى في قرارات 5 سبتمبر وبعد رحيل السادات عمل في جريدة الاهالى، ثم قام بالإضراب عن الطعام في نقابة الصحفيين مطالبا بالعودة الى جريدة الجمهورية، فعاد هو ورياض سيف النصر ليتقاضى مرتبه فقط دون أن يكتب فى الجريدة.
وعندما أصدر فاروق حسنى وزير الثقافة جريدة القاهرة بناء على اقتراح رجاء النقاش شقيق زوجته الصحفية أمينة النقاش في 2000 وتولى صلاح عيسى رئاسة تحريرها حتى الرحيل عام 2017.