رئيس التحرير
عصام كامل

الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية: أبطالنا سطروا بطولات خالدة عبر التاريخ ( حوار )

الفريق محمد عباس
الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية

>> القوات الجوية انتصرت في معركة المنصورة الجوية بارادة قوية رغم التفوق الكمي والعددي للعدو 
>> مصر حصلت على (الرافال - ميج ٢٩) وتعد من أحدث طائرات الجيل الرابع 
>> نمتلك منظومة عمل فنية تضمن لنا المحافظة على التأمين الفنى للطائرات والمعدات بالقوات الجوية
>> الحرب على الإرهاب من المهام المستحدثة التى تم تكليفنا بها بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة
>> لدينا منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم 
>> رجال القوات الجوية السابقين  ضحوا من أجل الوطن بكل غال ونفيس

 

القوات الجوية المصرية، نسور السماء التي تحمي حدود مصر وشعبها العظيم من أي اعتداء يمس أراضيها. سطرت القوات الجوية الكثير والكثير منذ إنشائها عام ١٩٣٢ وحتى  الآن وقامت ببطولات يتم تدريسها الان في العديد من المعاهد والكليات العسكرية على أنها أساطير تفوق الطبيعة، وخصوصا خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.

ولم تتوقف البطولات بعد نصر أكتوبر، بل كل جيل يسلم الجيل القادم مسؤولية الدفاع عن الوطن ـ وتطالعنا الصحف ووسائل الإعلام بالبطولات التي تقوم بها القوات الجوية منذ ١٠ سنوات لمحاربة الإرهاب ومنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب لكل شيء مثل السلاح والمخدرات وتقوم بضربات استباقية في كل أنحاء الجمهورية. 


وبمناسبة الذكرى ٤٨ على انتصارات أكتوبر وعيد القوات الجوية الذي يوافق ذكرى معركة المنصورة الجوية أطول معركة جوية في التاريخ كان لـ "فيتو"  هذا اللقاء مع الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية، فإلى التفاصيل:

*سلاح الجو المصري يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نريد منك إلقاء الضوء على نشأته؟
أنشئ سلاح الجو المصري في عام 1928 بطلب من البرلمان المصري إلى الحكومة المصرية وقتها بإنشاء قوات جوية وبقرار ملكي تم التعاقد على إمداد مصر بعشر طائرات (تايجرموث) عن طريق شحنها إلى ميناء الإسكندرية، لكن الإرادة المصرية تأبى إن تأتي طائرة بقيادة طيارين غير مصريين وجاءت ٥ طائرات يقودهم طيارون مصريون وكان ذلك في ٢ نوفمبر 1932، وفي افتتاح رسمي بمطار ألماظة وكانت مهمة سلاح الجو الأساسية هي مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود والتصوير الجوي.


*ما سبب اختيار يوم 14 أكتوبر بالتحديد عيدًا للقوات الجوية رغم السجل الحافل في هذا السلاح؟
بعد النجاحات المتتالية للقوات الجوية في تنفيذ المهام المخططة خلال حرب أكتوبر المجيدة مما أربك العدو وأفقدته توازنه، جاء يوم 14 أكتوبر، قام العدو محاولًا تحقيق أوهامه، بتوجيه قوته الضاربة، صوب القواعد الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا، فتفاجأ بما لم يدر بخلده، عندما تصدت له نسور الجو المصرية، بمهارة واقتدار في مواجهة مباشرة، بين ما تملكه قواتنا الجوية، من طائرات أقل تقدما وكفاءة مما يملكه العدو.

 وهنا تتجلى براعة الطيار المصري، وإصراره على النصر الذى تحقق بفضل الله، في معركة استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، كأطول معركة جوية في تاريخ الحروب الحديثة، اشتركت فيها أكثر من مائة وخمسون طائرة من الجانبين، فقد فيها العدو ثمانية عشر طائرة، ولم يكن أمام باقي طائراته، إلا أن تلقى بحمولتها في البحر وتلوذ بالفرار، وسميت هذه المعركة بمعركة المنصورة واتخذتها القوات الجوية عيدًا سنويا لها.


* كل يوم هناك تطور لنظم التسليح في العالم، حدثنا عن الأسس والاعتبارات التي يبنى عليها تطوير القوات الجوية؟

يعتبر تطوير القوات الجوية من الإجراءات التي تحتاج إلى تخطيط طويل المدى لأنه يتأثر بمجموعة من العوامل والاعتبارات منها المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصري والعربي، طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التي تواجهها الدولة والمستجدات التى تطرأ عليها، طبيعة وحجم المهام المستقبلية للقوات الجوية، كما يؤثر الموقف الاقتصادي للدولة على تطوير القوات الجوية تأثيرًا مباشرًا وأخيرًا الظروف السياسية التي تمر بها الدولة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

 


ولكى يساهم التطوير في تحقيق أهدافه فإنه من الضروري تحقيق مطلبين أساسيين: الأول: تحقيق التفوق النوعي والكمي أو على الأقل القدرة على إحداث خسائر فى العدو غير مقبولة لديه.

 


الثاني: تحقيق الفاعلية للقوات الجوية لتنفيذ كافة المهام المكلفة بها. 

*نرجو منكم توضيح الأنواع والطرازات التي انضمت إلى قواتنا الجوية في الآونة الأخيرة في ظل السياسة المتبعة لتطوير وتنويع مصادر السلاح؟
في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، لدورها الحيوي في منظومة الدفاع المصرية، فقد تم دعم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة، ومن مصادر متعددة وفق إستراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح، وفى هذا المجال حصلت مصر على الطائرات متعددة المهام (الرافال - ميج ٢٩) والتي تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع، لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية.

 


كما تم تدعيم القوات الجوية بعدد كبير من الهليكوبتر المسلح الهجومية من طراز كاموف، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة بدون طيار، وطائرات النقل من طراز (كاسا - اليوشن 76) بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات متعددة المهام والنقل والإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم.

*كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات الجوية في ظل التقدم المستمر في تكنولوجيا التسليح العالمية؟
التدريب هو العنصر الفعال في تطوير خطط العمليات وفكر الإستخدام لتحقيق مهام القوات الجوية، وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية والتى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، تستخدم الكلية الجوية أحدث الوسائل، والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث المناهج فى العالم، ويتم ذلك فى جناح المعرفة داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلًا عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم ومحاكيات الإقتراب الرادارى لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة، وأيضًا يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا بواسطة متخصصين وبأحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة داخل الكلية، وبعد التخرج منها للعمل داخل التشكيلات.


كما قمنا بإنشاء مدرسة معلمى طيران هليكوبتر تتيح للضباط مدرسي الطيران قسم هليكوبتر أن يكون معلم طيران مؤهل خريج مدرسة معلمى الطيران، كما حصلت الكلية على المركز الأول في مسابقة جودة التعليم، وكذلك إعتماد الكلية مجال الجودة وحصولها على 5 شهادات أيزو معتمدة فى مجال الجودة أيزو ٩٠٠١، في إدارة نظام الجودة، وأيزو ١٤٠٠1 نظام البيئة، وأيزو ٤٥٠٠1 للسلامة والصحة المهنية، وأيزو 2٢٠٠٠ في سلامة الغذاء، وأيزو 2١٠٠1 أنظمة إدارة جودة المنشآت التعليمية. 


واستكمالا لمنظومة التدريب والتأهيل يأتى معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل معاهد الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، وأيضا مراكز إعداد الفنيين لتأهيل وإعداد كوادر فنية على مستوى عال من الكفاءة للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة.

 

*كيف تترجم القوات الجوية قياس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية المبتكرة والمتطورة؟
أولًا: فى مجال التأمين الفنى: تمتلك القوات الجوية منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفنى للطائرات والمعدات بالقوات الجوية، بحيث تعمل جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفني والبحوث والتطورات الفنية وفق منظومة من الجودة الشاملة بتقديم الدعم الفني المتكامل لجميع طرازات طائرات القوات الجوية من (عمرة طائرات - مد العمر الفنى - 
إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة - تصنيع أجزاء ومعايرة أجهزة الإختبار) مع التطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال، بالإضافة إلى الإشتراك مع باقى أجهزة القوات الجوية فى مراحل التدبير والتحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الإستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عالية أثناء العمليات.


ثانيا: في مجال التأمين الهندسى: تتمثل أعمال التأمين الهندسي للقوات الجوية فى تجهيز مسرح العمليات لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب، ووقايتها أثناء تمركزها وانتشارها، ويتطلب ذلك الإحتفاظ بدرجة إستعداد وكفاءة عالية لعناصر المهندسين العسكريين بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على إحباط محاولات العدو التى تستهدف تعطيل أو تدمير القواعد الجوية والمطارات وتتمثل هذه الأعمال فى إنشاء ورفع كفاءة الممرات والدشم وهناجر الصيانة للطائرات والمعدات، بالإضافة إلى المنشأت الإدارية.
ثالثا: فى مجال التأمين الطبى: توفر القوات الجوية الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وكذا القيام بالكشف الطبي على الطلبة الجدد المتقدمين للإلتحاق بالكلية الجوية.
وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء متخصصين ذو كفاءة عالية مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات وكذلك أطقم إدارية وتمريض على مستوى فني وإدارى مميز.
كما يقوم معهد طب الطيران والفضاء بالتدريب الفسيولوجى للطيارين لتحسين الأداء الفسيولوجى لهم، وينفذ المعهد بعض المهام الإختبارية للطلبة المتقدمين للإلتحاق بالكلية الجوية بأحدث الأجهزة المخصصة لذلك مثل أجهزة الطارد المركزى ومحاكى الطيران وغرف الضغط المنخفض لانتقاء أفضل العناصر القادرة على تنفيذ المهام المطلوبة.


*تشارك القوات الجوية في العديد من التدريبات والمناورات مع الكثير من الدول، ما أوجه الاستفادة من التدريبات التي أجريت مع الدول الشقيقة والصديقة؟
التدريبات شئ اساسي في كل أفرع القوات المسلحة وخصوصا القوات الجويه وتترتب على رفع القدرات القتالية وتسليح القوات الجوية بأحدث معدات القتال، سعى الدول الشقيقة والصديقة إلى تنفيذ تدريبات مشتركة داخل أو خارج حدود الدولة وتم البعض منها في توقيتات متزامنة وشملت مدارس عسكرية متنوعة بصورة تؤكد قدرة القوات الجوية على تنفيذ أي تدريب بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية ومنها التدريب المشترك مع الدول الشقيقة (فيصل مع الجانب السعودى - عين جالوت مع الجانب الأردنى - اليرموك مع الجانب الكويتى - زايد مع الجانب الإماراتى) ودول صديقة مثل تدريب النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطاني والفرنسي والايطالي - كليوباترا مع الجانب الفرنسى – ميدوزا مع الجانب اليونانى) وفى إطار تلك التدريبات يتم الإستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الإتجاهات وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى إستفادة فى جميع التدريبات المختلفة، بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الآخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية، وكانت قواتنا الجوية دائمًا محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك في رغبة العديد من الدول في المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية إليها.

* بجانب حماية سماء الوطن وسلامه أراضيه فرضت عليكم مهمة جديدة وهي الحرب على الإرهاب ما هو دور القوات الجوية  في هذه الحرب ؟
في إطار حرص القيادة السياسية على استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم اقتلاع  جذوره، وتأكيدها الدائم على أن مواجهة الإرهاب بجسم وقوة باتت واجبة على المستويات كافة ومن خلال إستراتيجية شاملة، ومن هذا المنطق أصبحت الحرب على الإرهاب من المهام المستحدثة التى تم تكليف القوات الجوية بها بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة حيث إشتملت على طلعات مهاجمة البؤر الإرهابية وإحباط الكثير من عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود على مختلف الإتجاهات الاستراتيجية، وقد ظهر هذا الدور جليًا خلال عملية حق الشهيد فى سيناء.


ونظرًا لتصاعد التهديدات المؤثرة على الأمن القومى المصرى، قامت القوات الجوية بتنفيذ عمليات خارج حدود الدولة عندما قامت بضرب معاقل داعش في ليبيا والمشاركة فى التحالف العربى بعملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ولا تزال القوات الجوية تقوم بتنفيذ مهامها في القضاء على الإرهاب داخل وخارج حدود الوطن وعلى مدار الساعة.

*للقوات الجوية العديد من المهام في مختلف المجالات ومنها خدمة المجتمع المدني نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على هذه المهام؟
تقوم القوات الجوية بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى لما لها من قدرة على رد الفعل السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية وإستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق بالهليكوبترات ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن.
كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى مجال البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية (إدارة مكافحة المخدرات) والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية / التخطيط العمرانى / النقل والطرق، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية.

*كيف واجهت القوات الجوية فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) والسبل التي اتخذتها للحد من انتشار الفيروس بين أبنائها؟
أصبح فيروس كورونا المستجد (كوفيد - ١٩) هو التهديد الأكبر الذي يواجه كافة الدول على مستوى العالم، واتخذت القوات الجوية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهوره للحد من انتشاره واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشاره بجميع وحدات القوات الجوية بالعديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل ومن أبرز هذه الإجراءات بث الوعى لدى (الضباط - الطلبة - الدرجات الأخرى) بمدى خطورة التهاون في اتخاذ الإجراءات الاحترازية، توقيع الفحص الطبي لجميع مقاتلى القوات الجوية قبل الدخول إلى وحداتهم، توفير أماكن عزل مجهزة بجميع وحدات القوات الجوية، كما تم تجهيز المستشفيات بحيث تكون قادرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة للحالات التي يتم اكتشافها.

*ما الخدمات التي تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء (الضباط – ضباط الصف – الجنود)؟
الوفاء ورد الجميل هو صفه أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء في لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم لرفعة وطنهم الغالي... لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم في جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدني.. كما تقوم القوات الجوية باستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتوالى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص باستخراج كارنيهات العضوية لـ(دار القوات الجوية – أندية القوات المسلحة) كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
أخيرًا وليس آخرًا يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بعدم نسيان دعوة أسر الشهداء في احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذي قام به شهدائنا الأبرار لا ينسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالي مصر في أمان وعزة وكرامة.


*كلمة توجهها سيادتكم لرجال القوات الجوية والقوات المسلحة وشعب مصر؟
أشكر رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم على جهدهم وإخلاصهم في تنفيذ المهام المكلفين بها، متمنيًا لهم دوام التوفيق والاستمرار في بذل الجهد والعطاء استكمالًا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا من أجل الوطن بكل غال ونفيس وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى.. وأوصيهم بالاستمرار في المحافظة على الكفاءة القتالية العالية للطائرات والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التي تمر بها بلدنا الحبيبة مصر، ليكونوا جاهزين على مدار الساعة، لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بكفاءة وإحترافية وإصرار عالى.
ونجدد العهد لشعب مصر الأبي وأبعث إليه بكل الفخر والاعتزاز والثقة بالله رسالة طمأنينة بأن القوات الجوية ضباط وضباط صف وجنود مستعدين لبذل الغالي والنفيس وعلى أهبة الاستعداد للزود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية، والحفاظ على مكتسباته لأبعد مدى.
 

الجريدة الرسمية