باحث: مبادرات الإخوان للتفاهم محاولة للتنصل من دفع ثمن العنف والإرهاب
قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن مختلف المبادرات الإخوانية التي خرجت من رحم السجون مؤخرا، والتي نفتها تماما الأجهزة الأمنية، قائمة على مبدأ المقايضة السياسية وليس مسار المراجعة الفكرية لأدبيات الجماعة، التي وضع أسسها حسن البنا وسيد قطب، وتُرجمت في دراسات عدة إلى شرعنة للعنف واستخدام السلاح.
تنظيم الإخوان
وأوضح فاروق: أن جماعة الإخوان وقواعدها التنظيمية على مدار السنوات الماضية، أطلقوا مجموعة من المبادرات التي تدعو الى المصالحة مع الدولة المصرية، موضحا أن هدفها الأساسي غسل سمعتهم والتنصل من العنف والخروج من السجون، دون دفع ثمن الدماء التي أراقتها الجماعة من مؤسسات الدولة ورموزها السياسية والعسكرية.
وأضاف: يريدون عقد صفقة سياسية تحت غطاء المصالحة، متجاهلين تصنيف الجماعة منظمة إرهابية وفقًا لأحكام القضاء المصري، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية المصرية تعاملت بقدرة عالية وبالغة الدقة في القضاء على الجناح المسلح لجماعة الإخوان وغيره من مكوّنات الحركات الأصولية المسلحة، وفقًا لاستراتيجية تفكيك الأجنحة وتدمير البنية التنظيمية، والقضاء على الخلايا الكامنة، وتجفيف منابع التمويل والسلاح، في إطار خطة مكافحة الإرهاب العابر للحدود والقارات.
سجناء جنائيون
وتابع: التوصيف الدقيق لعناصر الإخوان وقواعدهم داخل السجون المصرية، أنهم "سجناء جنائيون"، فغالبيتهم متورطون في قضايا عنف مسلح، وصدرت في حقهم أحكام قضائية نهائية، لافتا إلى أن الإخوان تتاجر بورقة سجنائها وتستغلها في تشويه الدولة المصرية أمام دوائر صناع القرار الدولي بخاصة المجتمع الأوروبي للهروب من دائرة التصنيف على قوائم الإرهاب.
واستكمل: تحاول ضمان تدفق التمويلات الى جانب كونها الأداة الفاعلة في التغطية على فشلها وسقوط فكرتها ومشروعها أمام أتباعها، وتصدير القضية على أن الجماعة مضطهدة على مدار تاريخها، وأن ما لحق بقيادات وعناصر التنظيم هو ابتلاء إلهي، لضمان بقائها وتفادي تفككها تنظيميًا.
مصالحات سياسية مع التنظيمات المسلحة
وأضاف: الثابت تاريخيا أن الدولة المصرية لم تدخل في مصالحات سياسية مع التنظيمات المسلحة، ولا يمكن مقارنة مبادرات الإخوان، بمبادرات الجماعة الإسلامية، وتنظيم "الجهاد المصري، إذ إن مبادرة المراجعات الفكرية لم تكن مشروطة بـوقف العنف مقابل الإفراج، بل تناولت الوقوف على الأفكار التكفيرية تجاه المجتمع والنظم السياسية الحاكمة.
واختتم: مهما تبدلت التغييرات الإقليمية والدولية، الثابت أن المصريين أصبحوا على يقين أن فكر الإخوان غير قابل للحياة ويتصادم معها، فلا تصالح مع من يريدون هدم مصر، ومع من يؤذي الشعب المصري.