رئيس التحرير
عصام كامل

رفعت المحجوب.. اغتيال بالصدفة أم مؤامرة مدبرة؟

رفعت المحجوب
رفعت المحجوب

في تمام السابعة الرابعة عصرًا، كان يستعد الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب آنذاك للتحرك من مبنى المجلس في طريقه إلى منزله، وعندما بدأت السيارة التي يستقلها في التهدئة من أجل المرور إلى طريق الكورنيش فوجيء السائق والحراس المخصصين لرئيس مجلس النواب، بأربعة شباب يستقلون دراجات نارية يفتحون النيران عليهم. 

 

وقعت تلك الحادثة التي أودت بحياة الدكتور رفعت المحجوب في عام 1990، حيث كانت الجماعات الإسلامية في أوج قوتها، وبدأت في التخطيط لاختطاف الدولة المصرية.

 

تعددت الروايات حول واقعة الاغتيال منهم من قال إنها مدبرة، ومنهم من قال إن المقصود لم يكن المحجوب بل كان وزير الداخلية في ذلك الوقت، وطويت أوراق القضية بفعل الزمن.

 

النشأة والدراسة

ولد رفعت المحجوب في ٢٣ أبريل ١٩٢٦ وفيها تلقى تعليمه، ثم التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج فيها عام ١٩٤٨.

 

وحصل على دراسات عليا في القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس عام ١٩٥٠، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد في ١٩٥١ ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة باريس عام ١٩٥٣، وعاد إلى مصر عقب ثورة ٢٣ يوليو وتدرج في المناصب الجامعية بجامعة القاهرة حتى صار عميدا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في ١٩٧١.

 

بدأ حضوره السياسي عندما اختاره الرئيس السادات ليشغل منصب وزير برئاسة الجمهورية ومن ثم شغل عدة مناصب سياسية، حتى وصل إلى نائبا لرئيس الوزراء برئاسة الجمهورية.

 

كانت عملية الاغتيال مفاجأة، لم يتوقعها أحد، مما دفع البعض إلى الحديث عن مؤامرات دبرها النظام الأسبق نفسه للتخلص من الرجل الحكيم، حيث أشيع خلال السنوات الماضية أن المحجوب كان يعمل على تحضير أوراق قضية سيرفعها في وجه نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

اتهامات لنظام مبارك 

وفي أعقاب ثورة 25 يناير، لأول مرة تخرج عائلة رفعت المحجوب عن صمتها للحديث عن تفاصيل وكواليس حادث الاغتيال. 

 

وقالت إيمان رفعت المحجوب، ابنة رئيس مجلس الشعب الأسبق، أن الأسرة تلقت تهديدات من شخصيات كبيرة في الدولة، بعدم الحديث وقت الحادث، مؤكدة أن من طلب منهم الاحتجاب شخصيات لم يعودوا موجودين في الصورة حاليا. 

 

وعن كواليس القضية والاغتيال قالت إيمان: «عقب مرور يومين من الحادثة، رسم شهود العيان ملامح لـ5 شخصيات، وتبين أن الجناة ليسوا مصريين بل أجانب، واللكنة لم تكن مصرية".

 

وتابعت: «بعد مرور 15 يومًا من حادث الاغتيال تغيَّر الاتهام تمامًا عقب قتل عدد من عناصر الجماعات الإسلامية أو الإرهابيين بعد اشتباكهم مع قوات الأمن، والجهات المسؤولة أبلغتنا أن أعضاء الجماعة اعترفوا بتنفيذ عملية الاغتيال".

 

وتابعت ابنة المحجوب: "القاضي قام، آنذاك، باستجواب وزير الداخلية، قائلًا له: هل تعتقد أنه تم اغتيال رفعت المحجوب عن طريق الخطأ؟ فكان جوابه: لا".

 

وما زالت ترى عائلة المحجوب أن الاغتيال لم يكن وليد الصدفة أو خطأ من قبل الجماعات الإرهابية بل الأمر مدبر إلى أبعد حد.

الجريدة الرسمية