مصر تدخل عصر الأقطان الملونة.. ورئيس قسم التربية بمعهد بحوث القطن: تمثل قيمة اقتصادية كبيرة
بدأ معهد بحوث القطن في مركز البحوث الزراعية، التوجه نحو إنتاج أقطان ملونة، مواكبة للتوجهات العالمية في الاعتماد على المنتجات الطبيعية بعيدا عن الأصباغ والمواد الكيميائية المستخدمة بشكل واسع في صناعة الملابس، في العالم.
الأصناف الجديدة
الأصناف الجديدة للأقطان المونة ليست حبيسة الأدراج والمعامل بل بدأ إنتاجها فعلا في مزارع مركز البحوث الزراعية على نطاق تجربيب لإنتاج 3 ألوان هم الأخضر الفاتح والأبيض الكريمي، والبني المحمر، ووفقا للدكتور وليد يحيى رئيس قسم التربية بمعهد بحوث القطن فإن إنتاج الأقطان الملونة في مصر بدأ بطفرة حدثت في إحدى حقول القطن البحثية في الصعيد، وبدأنا فورا في دراسة الظاهرة والتخطيط لإكثار الأقطان التي حدثت فيها الطفرة الجينية.
وأكد أن الأقطان الملونة تمثل قيمة اقتصادية كبيرة لمصر في المستقبل القريب في ظل التوجهات العالمية لخفض استخدام المواد الكيمائية المستخدمة في إنتاج الغزول والأنسجة، وأن هناك دولا بدأت منذ سنوات في زراعة أصناف ملونة واستخدامها في صناعة النسيج، ومنها الولايات المتحدة والهند والصين وأستراليا والأخيرة من أوائل من زرعوا الأقطان الزرقاء لتصنيع السراويل الجينز، ولكن تم إكساب القطن اللون الأزرق عبر الهندسة الوراثية بإضافة جين للون أزرق في إحدى الزهور إلى أحد أصناف القطن، وهو عكس الأقطان الملونة التي ظهرت في مصر وسيتم إكثارها خلال الفترة المقبلة والتي ظهرت فيها طفرة اللون بشكل طبيعي دون تدخل وراثي.
وتابع: الأقطان الملونة المصرية تتميز بأمر آخر كونها تنتمى لأصناف مصرية من المميزة في العالم من سلالة جيزة، كما تمكن من خلال العمل المتواصل على مدار عامين أن نصل بالأصناف الملونة المصرية بأعلى درجات المتانة العالمية بعد أن كانت متوسطة المتانة لكن بالتجريب والعمل تمكنا من تحقيق نتائج مميزة تفوق أصناف عالمية كثيرة، إلى جانب تفوقنا بشكل ملحوظ ومميزة في عدد الياردات المتصلة المنتجة من قنطار القطن والتي وصلت إلى 40 "هانك" في حين أن المتوسط العالمي 25 "هانك" وهي شهادة جودة كبيرة للأقطان المصرية الملونة ونذير بتميز في منتج قادر على غزو الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن الموسم المقبل سيتم زراعة القطن الملون بغرض الإكثار في 10 فدان، لنحصل على بذور لزراعة 70 فدان، وبإنتاجية تصل إلى 7 قنطار للفدان، وبالتأكيد سيكون السعر مضاعف عن الأقطان البيضاء، وبنفس الجودة الفائقة للقطن المصري من حيث المتانة والنعومة وطول الغزل، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية عند عملنا على تطوير الأصناف الملونة الحفاظ على الصفات الوراثية المصرية في هذا النوع الجديد من الأقطان.وأشار إلى أن مستثمري الغزل والنسيج في مصر شاهدوا إنتاجية الأقطان الملونة في مركز البحوث الزراعية وأبدوا ترحيبا كبيرا بتشغيل مصانعهم بالأقطان الملونة المصرية عندما تدخل في مرحلة الزراعة الإنتاجية بسبب ميزتها الاقتصادية الكبيرة، كما ننتظر هذا الموسم التوصل إلى ألوان أخرى من الأقطان الملونة مثل البني الداكن "الكاكاو" والأبيض المائل للأصفر.
تجربة مطلوبة
من جانبه قال الدكتور محمد نجم رئيس الاتحاد العالمي لبحوث القطن: إن الأقطان الملونة أصبحت مطلوبة بنسبة جيدة في الأسواق العالمية، خاصة مع عودة بيوت الأزياء العالمية للخامات الطبيعية إلى جانب معاناة بعض الناس من الحساسية نتيجة الأصباغ المستخدمة في الملابس علاوة على فائدة الأقطان الملونة في اختصار مرحلة الصباغة التي تعتبر من أسباب تراكم الملوثات الثقيلة في البيئة نتيجة خروج بعض تلك الملوثات في ماء غسيل الملابس، وأكد نجم أن السوق المحلي والعالمي الآن يسير بشكل بطيء في استخدام الأقطان الملونة ولكن في المستقبل القريب ستحجز تلك الأقطان مكانتها مع زيادة الطلب، مشيرا إلى اعتماد أستراليا بشكل كبير على الأقطان زرقاء اللون في صناعة السراويل المصنوعة من الجينز، كما تم زراعة الأقطان حمراء اللون في فترة من الفترات في عدة دول لكن توقف استهلاكها لمشكلات في درجة اللون عند استهلاك الملابس المصنوعة من القطن الأحمر.
نقلًا عن العدد الورقي…