لماذا ترفض "الإخوان" التخلي عن التنظيم السري؟
التنظيم السري في الإخوان فكرة سرطانية قديمة قدم التنظيم نفسه، ولا هدف منها إلا التمكين العنيف للجماعة، والانطلاق في لحظة الصفر حال فشل الحلول التجميلية الديمقراطية بخوض انتخابات على جميع المستويات، ولهذا لايمكن اعتبار الجماعة جزء من أي مكون ديمقراطي، إذ يعتبر الاعتراف بالفشل والرضا بالحلول السلمية أهم أدوات كل اللاعبيين على أرضية الديمقراطية والمروجيين لها.
لكن لماذا كل هذا التناقض، وكيف تروج الإخوان للحل الديمقراطي في الخارج وهي تملك تنظيم عنيف، لا يتردد في القتل والتصفية لترجيح كفة الجماعة مهما كانت موقفها السياسي والأخلاقي ؟
أداة للتنظيم
يرى مختار نوح، المفكر والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن فكرة وجود التنظيم السري للإخوان، أصيلة فى التنظيم، لافتا إلى أنه يستحل القتل ويكفر المسلم ويغتال حتى الأعضاء الذين يخرجون على أفكاره.
التنظيم السري
أضاف: كنت دائمًا فى مرحلة معايشتى للإخوان يقظًا لتوغل التنظيم الخاص ومحاولته الدائمة فى السيطرة على الجماعة وكانت كراهيتهم لـعمر التلمسانى المرشد الأسبق للجماعة واضحة لأنه كان يرفض تمكينهم حتى لايتم القضاء على الإخوان بسببهم.
تابع: مباحث أمن الدولة إكتشفت أن التنظيم السري للإخوان يسعى للسيطرة على الجماعة وتغيير قيادتها، فقدمتهم فى قضية وتم قيدها تحت رقم 122 لسنة 1983 حصر تحقيق أمن دولة عليا، واعترف المتهمون اعترافات تفصيلية وظهر فيها آنذاك اسم محمود عزت وخيرت الشاطر.
ولفت نوح إلى أن التنظيم السري توقف تمامًا بعد القبض على أعضائه، لكنه كشف عن أول محاولة لـمحمود عزت، وخيرت الشاطر لتغيير كل أركان وقيادات الجماعة، موضحا أن التنظيم ظل مختبئًا حتى توفى عمر التلمسانى، ونجح فى إقناع مكتب الإرشاد بإختيار محمد حامد أبو النصر الذى كان مريضًا للغاية فضلًا عن ضعف سمعه وإبصاره وكانت هذه هى فرصة التنظيم السري فى أن يعينوا مصطفى مشهور نائبًا له، وهو منصب مستحدث، حتى يكون المرشد الحقيقي المعبر عن التنظيم وأفكاره.
وتابع: كانت فترة "مصطفى مشهور" هى فترة عودة خيرت الشاطر ومحمود عزت إلى إحكام القبضة على الإخوان وعلى مكتب الإرشاد، والتربية السرية وفق الدراسات التربوية الخاصة، وظهور كتب سيد قطب فى الدراسة الإخوانية منهجًا وتطبيقًا وفكرًا فى العلن بعد أن كانت فى السر.
قضية هشام بركات
وأوضح نوح أنه بحلول عام 1995 سيطر التنظيم السري على الجماعة وبدأ فى طرد من لم يؤمن بفكره، فخرج حتى عام 2007 أكثر من خمسة آلاف عضوًا، واستمر الحال على ذلك حتى قامت حركة يناير 2011، وأصبح التنظيم السرى يحكم جميع الإخوان، عبر ثلاثة أفراد فقط.
واختتم حديثه قائلا: ما يثبت ذلك، أن الإرهابي "يحيى موسى" القائد من مدرسة التنظيم الخاص، المطلوب الأول فى قضية إغتيال الشهيد "هشام بركات" وسيكون تسليم تركيا له هو انتصار هام لمصر على فكر التكفير وعلى مدرسة التنظيم الخاص، مؤكدا أنه مجرم عريق فى الإجرام وتربى على ضلالات التنظيم السرى وأفكارهم التكفيرية، على حد قوله.