وديع الصافي.. صوت الجبل الذي تحدى الفقر والعوز ليصبح من عمالقة الوطن العربي
في مثل هذا اليوم رحل مطرب الجبل صاحب الصوت القوي والعملاق من عمالقة الطرب مطرب لبنان والوطن العربي وديع فرنسيس الشهير بوديع الصافي عن عمر 92 عاما، ولد وديع الصافى عام 1921، وظهرت ملامح جمال صوته وهو في الثالثة من عمره، لقب بصاحب الحنجرة الذهبية وسميت مدرسته في الغناء بالمدرسة الصافية.
عاش وديع الصافي المولود عام 1921 طفولة صعبة غير مستقرة، عرف الفقر والعوز وسط اشقائه الثمانية، تنقل وديع في أكثر منطقة لبنانية بسبب طبيعة مهنة الأب، الذي كان خيالًا في قوى الأمن الداخلي، ولاحقًا مد يد العون لوالده وهو لم ينه بعد الثالثة عشرة من عمره عندما عمل مساعدًا له في المؤسسة الأمنية نفسها.
تعلم وديع الصافي العزف على العود بل أهداه خاله عودا احتفظ به سنوات طويلة، بدأ حياته الفنية في إلقاء أغاني الفولكلور اللبناني مقابل ليرتين في اليوم.
كانت بدايته الفنية الحقيقية عام 1938 حين اشترك في مسابقة غنائية نظمتها إذاعة لبنان الرسمية ونال الجائزة الأولى في الغناء.
الانتساب الى الاذاعة
إعلان لمسابقة غنائية تنظمها إذاعة لبنان الرسمية، شارك وديع في المسابقة ونال الجائزة الأولى في الغناء.
ولشدة إعجاب لجنة التحكيم بصوته طلبت منه الانتساب رسميًا إلى الإذاعة، وأطلقت عليه اسم وديع الصافي بدل وديع فرنسيس.
استطاع الصافي وفي فترة قصيرة إبراز موهبته على أفضل وجه، وكانت أول أغنية فردية له بعنوان «يا مرسال النغم»
يا عوازل فلفلوا
أثناء الحرب العالمية الثانية خرج وديع الصافى من بيروت إلى جولة فنية لأمريكا اللاتينية، ثم عاد الى بيروت، وكان نجاح فريد الأطرش في أغنية “يا عوازل فلفلوا” على رقصات سامية جمال، دافعا لأن يغنى أغانى خفيفة لاقت نجاحا في الشارع خاصة عندما غنى الموال.
أراد وديع الصافي أن يثبت خطواته الفنية أكثر فأكثر فحضر إلى مصر أوائل الستينيات مع المطربة نور الهدى وهناك تعرف الصافي إلى ملحنين وممثلين مصريين ومكث حوالي العام ليعود الى لبنان ويتبناه هذه المرة محمد سلمان زوج المطربة نجاح سلام.
العمل بالسينما
اتجه وديع الصافى إلى السينما فشارك مع نور الهدى في عدة أفلام ومع صباح في فيلم “نار الشوق“ عام 1973، غنى وديع الصافي أغاني مختلفة جمعت بين القصيدة والأغنية الخفيفة ومنها أغنيتى ”ولو، ندم”.
حبايب الدار
حقق نجاحات واسعة في الغناء وهو على مشارف الثمانين وأشهرها أغنية “عندك بحرية يا ريس” التي قدمها من تلحين محمد عبد الوهاب وغنائه، ثم قدم أغنية "حبايب الدار".
عاش وديع الصافي فترة طويلة رحالة، يتنقل من بلاد إلى أخرى وأبرزها البرازيل وفرنسا، حيث بقي فيها طيلة فترة الحرب اللبنانية، تعرض لأكثر من وعكة صحية حتى كان الرحيل.