شاهد نشاط الرئيس اليوم.. السيسي يستقبل رئيسي جنوب السودان والجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بيونج سيوك بارك، رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية، وذلك بحضور المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، وجين ووك هونج، السفير الكوري بالقاهرة
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس طلب نقل تحياته إلى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، مؤكدًا اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين، ومشيدًا بالإنجازات التي شهدتها العلاقات الثنائية المشتركة خلال الفترة الأخيرة، والتي تعكس عمق وصدق تلك الروابط، والمعززة بتبادل الزيارات الرفيعة بين البلدين، والتي وفرت قوة الدفع لتطوير التعاون في كافة المجالات، حيث كان آخرها زيارة وزير الدفاع الكوري إلى القاهرة في شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي يساعد كذلك على استغلال واستكشاف الآفاق العريضة أمام تطوير العلاقات الثنائية.
ومن جانبه؛ نقل "بارك" إلى الرئيس تحيات الرئيس الكوري الجنوبي، مؤكدًا الاعتزاز الكوري على المستويين الرسمي والشعبي بعلاقاتها الوطيدة مع مصر، والحرص المتبادل على تعزيز مجالات التعاون الثنائي، خاصةً ما يتعلق بتوسيع الاستثمارات الكورية في مصر للاستفادة من موقعها الاستراتيجي للانطلاق الى الأسواق في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، فضلًا عن تفعيل الشراكة التعاونية الشاملة بما يتناسب مع إمكانات البلدين الصديقين ويدعم نقل التجربة التنموية الكورية إلى مصر، خاصةً في ضوء البنية التحتية الحديثة التي شيدتها مصر خلال الأعوام الأخيرة، مما يدعم جهود التعاون المشترك في كافة المجالات، حيث أشاد "بارك" بما تشهده مصر حاليًا بقيادة الرئيس من نهضة شاملة في إطار استراتيجية مصر التنموية 2030.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك في عدة قطاعات، وكذلك سبل استفادة مصر من الخبرات الكورية العريقة في الصناعات التكنولوجية، إلى جانب توطين صناعة المركبات الكهربائية وما يتعلق بها من صناعات مغذية، بالإضافة إلى التعاون في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.
كما تم تبادل وجهات النظر بشأن أبرز مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية، حيث شهد اللقاء توافق الرؤى بشأن مجمل هذه الموضوعات، كما أكد الرئيس في هذا الإطار دعم مصر الدائم لكافة الآليات التي تضمن أمن واستقرار شبه الجزيرة الكورية، في حين ثمن رئيس الجمعية الوطنية الكورية الثقل السياسي المصري كحجر زاوية في صون الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، لاسيما ما يتصل بالجهود والتحركات المصرية للتوصل إلى التسوية السياسية للأزمات في المنطقة، فضلًا عن التحركات الأخيرة في ملف عملية السلام من خلال تثبيت الهدوء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، خاصةً من خلال المبادرة المقدرة لإعادة إعمار غزة.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين للبلدين.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بأخيه الرئيس "كير" في بلده الثاني مصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة تعكس خصوصية العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين على مستوى القيادة السياسية والحكومتين والشعبين، ومشيدًا بوتيرة الفعاليات المستمرة بين البلدين، والتي توجت مؤخرًا بعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة في القاهرة في شهر يوليو ٢٠٢١، وهو ما يؤكد الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين.
كما أكد الرئيس على استمرار دعم ومؤازرة مصر لجنوب السودان في الفترة الراهنة ارتباطًا بتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام المنشط الموقع في عام ٢٠١٨، والتحديات المرتبطة بجائحة كورونا ومخاطر الفيضانات والأزمة الغذائية، فضلًا عن مساندة جوبا في الارتقاء بمختلف القطاعات التنموية، خاصةً في مجالات الري والصحة والتعليم، وذلك بالتوازي مع إطلاق عملية شاملة للتكامل الاقتصادي على المستوى الوطني.
ومن جانبه؛ أعرب رئيس جنوب السودان عن امتنانه وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا على قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي في القارة الافريقية.
كما أكد الرئيس "كير" وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشيدًا في هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية في جنوب السودان ومساهمتها في جهود التنمية، خاصةً في مشروعات البنية الأساسية من شبكات الطرق والكهرباء والاتصالات والمشروعات الزراعية، ومعربًا عن تطلع بلاده لتعظيم هذا النشاط وتوفير كافة التسهيلات الداعمة له، وتقدير جنوب السودان لما تقدمه مصر من دعم فني على مدار السنوات الماضية، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الجارية في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على باقي دول المنطقة.
كما تم التباحث حول مستجدات قضية سد النهضة في ضوء التنسيق القائم والمستمر بين البلدين الشقيقين في هذا الشأن، خاصة بعد صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق قانوني منصف وملزم خلال فترة وجيزة يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
وألقي الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك جاء نصها:
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم والوفد المرافق لسيادتكم في بلدكم الثاني مصر، متمنيًا لكم وللوفد المرافق إقامة طيبة، وأود في تلك المناسبة أن أعرب عن عميق اعتزازي بما يجمع بلدينا من علاقات أخوية واستراتيجية راسخة على مختلف الأصعدة، استنادًا إلى إرادة سياسية مشتركة للحفاظ على تلك العلاقات بل وتعزيزها في الفترة المقبلة.
لقد أجريت مع أخي الرئيس مباحثات ثنائية مكثفة، تناولت سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وما شهدته العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية من زخم في شتى مجالات التعاون، حيث تابعنا نتائج انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بالقاهرة في شهر يوليو ٢٠٢١، وما أتاحته من فرصة للتنسيق والتشاور، إضافة إلى ما تمخضت عنه من اتفاقيات تم توقيعها بين الجانبين في مجالي الري وتنمية التجارة والصناعة، واتفقنا على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد أعمال اللجنة خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى متابعة المشاورات السياسية المستمرة بين وزارتي الخارجية.
وقد توافقنا أيضًا على أهمية إعطاء دفعة تنفيذية للانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق رحبة للتعاون الثنائي، وذلك من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، وتيسير نفاذ الصادرات المصرية إليها، فضلًا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها مصر في المجالات المختلفة، إلى جانب إحياء عدد من المشروعات المصرية المتواجدة في جنوب السودان وتدشين مشروعات جديدة، فضلًا عن زيادة عدد المنح التعليمية المقدمة لأبناء جنوب السودان للدراسة في الجامعات المصرية، وتقديم مزيد من التسهيلات لهم، وكذا العمل على إعادة تأهيل محطات الكهرباء المصرية في جنوب السودان.
وفي هذا الإطار، فقد أعدت التأكيد خلال المباحثات على أن مصر ستظل سندًا قويًا للأشقاء في جنوب السودان، وستواصل جهودها في دعم كافة سبل تعزيز السلام والاستقرار والتنمية هناك، وستستمر في العمل على مساندة الجهود الجنوب سودانية الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلي، وبما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع الشعب الجنوب سوداني، ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها، وذلك للاستمرار في مسار تثبيت السلام وتحقيق التنمية ومعالجة جذور التحديات الماثلة هناك.
وقد أكدت في هذا الصدد دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفا كير من أجل تحقيق السلام في البلاد، وللجهود المبذولة من قبل مختلف الأطراف للمضي قدمًا في تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقًا لاتفاق السلام المنشط.
كما تبادلنا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الجارية في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على باقي دول المنطقة. وتوافقنا على استمرار التنسيق المشترك بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوب الإقليم في إطار من المسئولية والمصلحة المشتركة.
كما تطرقت المباحثات إلى مختلف الجوانب ذات الصلة بموضوعات مياه النيل، والتنسيق القائم والمستمر بين البلدين في هذا الشأن، إلى جانب استعراض التطورات الجارية في قضية سد النهضة، حيث أعدت التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك استنادًا إلى قواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز الاستقرار بالمنطقة ككل، ويفتح أفق التعاون بين دول حوض النيل.
فخامة الرئيس/ سلفا كير أسعدني لقاؤكم اليوم، وما عكسه من تقارب في رؤى البلدين حيال مجمل القضايا، وهو أمر يعد سمة مميزة للعلاقات الوطيدة التي تجمع بلدينا، وإنني أتطلع لمزيد من التعاون بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة، وأتمنى لجنوب السودان كل الخير والاستقرار، وأجدد ترحيبي بكم والوفد المرافق لفخامتكم في بلدكم الثاني مصر.