وزير الأوقاف محذرا من "المنافقون الجدد"
مختار جمعة: الجماعات الإرهابية تخطط لزرع جواسيسها في مؤسسات الدولة
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الجماعات الإرهابية تحاول زرع عيونها وجواسيسها في جميع مؤسسات الدولة ووحداتها الإدارية والمفصلية، وفي جميع المصالح والقطاعات الحيوية، مما يتطلب ويستدعي توخي الحذر والفرز الجيد لمن يتولون العمل القيادي بأيٍّ من مؤسسات الدولة، وبخاصة المفاصل الحساسة بكل مؤسسة، مع الضرب بيد من حديد - وبلا هوادة أو تردد - على يد كل من تثبت خيانته لوطنه أو لمؤسسته، وعمالته لأي من الجماعات الإرهابية.
وأضاف الوزير في مقال جديد بعنوان “المنافقون الجدد” أن النفاق داء مهلك للأفراد والأمم، وهو أشد خطرًا من الكفر والشرك، حيث يقول الحق سبحانه:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِالله وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لله فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ الله الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} وللنفاق علامات، من أهمها: الكذب، والخيانة، والغدر، وخلف الوعد، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أَرْبَعٌ مَنْ كنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حَتّى يَدَعَهَا: إِذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا عاهَدَ غَدَرَ، وَإِذا خَاصَمَ فَجَرَ".
وأردف: يبين لنا القرآن الكريم جانبًـا من خصال وأحـوال المنافقين في مواضع عديدة، منها:
- أنهم يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع، حيث يقول الحق سبحانه:{وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِالله وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَعَ الْقَاعِدِينَ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}، ويقول (سبحانه وتعالى):{وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}.
ومنها: أنهم يقيسون كل أمورهم بقدر ما يتحقق لهم من منافع، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِن أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}، ويقول سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
- ومنها: الفساد والإفساد، وكثرة الحلف الكاذب، يقول سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.
ومنها: تأليب الرأي العام، وبث الوهن في نفوس المؤمنين الصادقين، حيث يقول الحق سبحانه: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ الله انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
-ومنها: التحالف مع الأعداء والتواصل معهم على حساب الدين والوطن، حيث يقول الحق سبحانه:{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى الله أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} ومع أن علامات النفاق التي سبق ذكرها إنما هي صفات المنافقين قديمًا وحديثًا، فإن المنافقين الجدد قد ضموا إلى ذلك ضروبًا جديدة من الخداع، من أبرزها: لبس مسوح الدين والمتاجرة به، واستغلاله لتحقيق مصالح الجماعات التي تريد أن تتخذ من الدين مطية إلى السلطة، متدثرة في ألوان شتى من التـديـن الشـكلي والتـديـن السيـاسي، إضـافـة إلى ما يتسـم بـه المنافقون الجدد من خيانة الوطن وتحقيره وبيعه بثمن بخس. فالغاية لدى عناصر هذه الجماعة الإرهابية تبرر الوسيلة - أي وسيلة كانت - قتلًا أو تخريبًا، أو تكفيرًا وتفجيرًا، أو كذبًا وافتراء وبثًّا للشائعات، فقد نشأوا على الكذب والتَّقِية، وهم أشبه ما يكون بخفافيش الظلام التي لا يمكن أن تحيا في النور أبدًا.
وأكد وزير الأوقاف أن الجماعات الإرهابية تحاول زرع عيونها وجواسيسها في جميع مؤسسات الدولة ووحداتها الإدارية والمفصلية، وفي جميع المصالح والقطاعات الحيوية، مما يتطلب ويستدعي توخي الحذر والفرز الجيد لمن يتولون العمل القيادي بأيٍّ من مؤسسات الدولة، وبخاصة المفاصل الحساسة بكل مؤسسة، مع الضرب بيد من حديد - وبلا هوادة أو تردد - على يد كل من تثبت خيانته لوطنه أو لمؤسسته، وعمالته لأي من الجماعات الإرهابية والجهات التي تمولها، أو تدعمها، أو تساندها، أو تستخدمها لخدمة مطامعها ومصالحها، وأجنداتها في تدمير وطننا، وتفريق كيان أمتنا ومنطقتنا، وتحويلها إلى كيانات أو دويلات ضعيفة ممزقة لا تنفع صديقًا، ولا تضر عدوًّا، ولا تملك من أمر نفسهـا شيئًا، فتصير عالـة وتابعـة وأداة طيّعـة في أيدي قوى الشر والظلام والضلال.