حكاية 70 عاما من التراث.. قصة أقدم صانع لعروسة المولد في باب البحر|فيديو
أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال الأهم والأفضل في العام، ذكرى الاحتفال بمولد سيد الخلق ورحمة الله للعالمين، المولد النبوي الشريف، ومع حلول هذه المناسبة العطِرة لا يخلو حديث من سيرة "عروسة المولد الحلاوة"، هذا المجسم الصلب المصنوع من السكر والمياه، وحكاية تلك العروسة في مصر والتي يرويها لنا واحد من أقدم صانعي العروسة الحلاوة في القاهرة ومنطقة باب البحر برمسيس وهو الحاج علي العربي.
سبعون عاماً في المهنة ولسه مكملين
ورشة عتيقة تتخلل شارع جانبي في أحد شوارع منطقة باب البحر الأثرية، والتي اشتهرت ببيع وصناعة حلوى المولد بل وكافة أنواع الحلوى منذ مئات السنين، أمام هذه الورشة يقف رجلان يزينان مجسمات مختلفة الأحجام للحصان "الحلاوة"، حيث يضعون الأشرطة الملونة والزينة ويحجزونها للبيع في موسم المولد النبوي الشريف، أما في الداخل فلا يكل ولا يقف العمال والعاملات عن تزيين العروسة ولف الأوراق الملونة حولها، "إحنا كدة على الحال ده من أكثر من سبعين سنة ورثت المهنة أبا عن جد ومفيش أي تطور دخل عليها وده لأنها تراث"، يتحدث الحاج علي العربي.
صناعة عروسة المولد في باب البحر
عادة ما تكون هذه الفترة من العام هي الأكثر زخما في ورشة صناعة عروسة المولد في باب البحر، فيقف الحاج علي للإشراف على حركة الصناعة، يتأكد من جودة المنتج، ثم يدخل إلى الجزء الداخلي من الورشة وهو المخصص لمزج السكر والمياه معا بعد صهرهما ووضعهما في القوالب الخشبية، وهذا ما ستشاهدونه في بث مباشر لفيتو من داخل ورشة الحاج علي لصناعة العروسة الحلاوة، يقول الحاج علي:"القوالب الخشب دي كانت بتستخدم من أيام الدولة الفاطمية وقت ما ظهرت عروسة المولد ولحد الآن لسه بنستخدمها، إحنا قصدنا نترك كل شيء على حاله لأن المهنة دي هتظل مرتبطة بالتراث المصري الأصيل".
أسعار عروسة المولد الحلاوة 2021
يشير علي العربي صاحب أقدم ورشة لصناعة عروسة المولد في باب البحر، إلى أن سعر عروسة المولد النبوي المصنوعة من الحلاوة رغم تأثرها بانتشار العروسة البلاستيك، إلا أنها ظلت محافظة على مكانتها، وظل سعرها في المتناول، فيؤكد لفيتو:"أنا ببيع أصغر عروسة أو حصان بـ5 جنيهات وأكبر حجم ممكن يصل إلى 120 جنيها، في حين إنه البلاستيك الحجم الصغير ممكن تصل لخمسين جنيه، لكن إحنا عايزين نفرح الكبار والصغار".
وعن حكاية تمسك عم علي العربي بصناعة العروسة والحصان الذي يحمل فارسا ممسكا بسيفه، فلهذه القصة تفاصيل تعود هي الأخرى لتمسك العربي بالتراث القديم،"زمان أيام الدولة الفاطمية كانوا بيكافئوا الجنود بعد انتصارهم في الحرب بزواجهم في موسم المولد النبوي وبيعملوا لهم العروسة والحصان والفارس المنتصر راكبه، أنا قررت أحافظ على هذا التراث ولا أغير به شيء".