رأي علماء الدين في كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
يحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوى الشريف، واعتاد المصريون على إحياء ذكرى ميلاد النبي بتناول حلوى المولد رمزا للفرحة بمولده وحبا فيه وبقدوته الشريفة، إلا أن البعض يرى في الاحتفال به بدعة وحرام تخرج عن الدين ولا يجوز شراءها أو اهداءها، فما هو رأى الدين في الاحتفال بالمولد النبوي؟
وأجاب الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية قائلا: الاحتفال بذكرى المولد النبوى والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات ويندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور وبكل طاعة يتقرب بها العبد الى الله عز وجل ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف فرحا واحتفالا وإحياءا للذكرى العطرة فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
دار الإفتاء المصرية
وقالت دار الإفتاء في فتوى سابقة إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات ويندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل
وأضافت أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ تهادوا تحابوا ” رواه الإمام مالك في "الموطأ"، ولم يقم دليل على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كإدخال السرور على أهلِ البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبا مندوبا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد وأكثر مشروعية وندبا واستحبابا، لأن "للوسائل أحكام المقاصد".
وأكدت الإفتاء أنه قد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم
وانتهت إلي القول: بأن شراء الحلوى، والتهادي بها، والتوسعة على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزة شرعا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضل عظيم.
أحكام المقاصد
وقالت إن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أولى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال بـ المولد النبوى كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضحت دار الإفتاء:أن الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة،
التأسي بسيرة سيد الخلق
أما الشيخ فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية سابقا فقال: إن احتفال المسلمين بمولد سيد الخلق أصبح احتفالا شكليا وخرج عن الاحتفال الذى يجب أن يحتفل به بعد أن أخذ مظاهر بعيدة عن المنهج الإسلامي وأصبح الاحتفال إحضار الحلوى والعرائس، أن الاحتفال الحقيقي هو أن نتأسى برسول الله في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه وأن نتأدب بآداب القرآن الذي نزل على قلبه وأن نتمسك بتعاليمه خاصة في وقتنا هذا، وأن نتخذ مناسبة مولده كبداية جديدة للعودة الى سنته قولا وفعلا وعملا وبذلك نكون قد احتفلنا بذكرى ميلاده العطرة.