رئيس التحرير
عصام كامل

منظمة الاتحاد الأفريقي..تأسس على أنقاض"الوحدة الأفريقية"..أسهمت مصر في تأسيسه ورأت أنه الحصن المنيع الذي يحمي القارة..يهدف لتحقيق التضامن والتعاون المشترك.. يعبر عن الشخصية الأفريقية على المسرح الدولي

منظمة الاتحاد الأفريقي
منظمة الاتحاد الأفريقي

الاتحاد الأفريقي.. منظمة دولية تتألف من 53 دولة أفريقية، تأسس في 9 يوليو 2002، على أنقاض منظمة الوحدة الأفريقية.. ويتكون الاتحاد الأفريقي من جزءين أحدهما سياسي والأخر إداري، وتتخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول ومُمثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يُسمى بـ "الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي".

تتألف الجمعية العامة للاتحاد، والتي تعد أكبر صانع للقرارات من رؤساء الدول الأعضاء أو مُمثلي حكوماتها، ويتخذ الاتحاد الأفريقي من العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" مقرًا وعاصمة إدارية ورئيسية له، حيث يقع فيها المقر الرئيسي للجنة الاتحاد الأفريقي.

وتتمركز بعض المجالس ومقرات الهيئات التابعة للاتحاد الأفريقي في عدد من الدول، فعلى سبيل المثال بانجول، يوجد بها المقر الرئيسي للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، وجامبيا التي تستضيف أمانتي "آلية مراجعة النظراء الأفريقية" و"الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا"، والبرلمان الأفريقي يقع في مدينة "ميدراند" الجنوب أفريقية.

أنشئ الاتحاد الأفريقي في الدورة الـ 38 لقمة منظمة الوحدة الأفريقية المُنعقدة من 8 - 10 يوليو 2002 بمدينة "ديربان" في جنوب أفريقيا وقد أصبح الاتحاد الأفريقي بديلًا لمنظمة الوحدة الأفريقية التي كانت قد أنشئت بأديس أبابا سنة 1963، وأقرت وثيقته التأسيسية في قمة "لومي" بتوجو عام 2000، وقد أقر هذا النظام بعد ذلك في مؤتمر سرت الثاني بليبيا، وهو مؤتمر استثنائي انعقد في مارس 2001، وأعلن التوقيع عليه بشكل رسمي على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وذلك حين صادقت عليه 36 دولة عضوًا بهدف حدوث تكامل سياسي واقتصادي بين دول أفريقيا، وإقامة تجارة شاملة عبر القارة السوداء وتفعيل آليات تنظيمية من شأنها توحيد القارة.

كان الهدف الأساسي لمنظمة الوحدة الأفريقية هو تحقيق التضامن والتعاون المشترك بين دول القارة للقضاء على ما تبقى من الاستعمار وإسقاط النظام العنصري في جنوب أفريقيا، ومواجهة التطورات السياسية والاقتصادية والعالمية، لكى يصبح للقارة الأفريقية دورًا مؤثرًا في الاقتصاد العالمي الذي أصبح لا يعترف إلا بالتكتلات الكبيرة.

وهنا بدأ التفكير في مرحلة جديدة للتعاون بين دول القارة التي بلغ عددها 53 دولة للنهوض بشعوبها اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا ومواجهة تيار العولمة الذي يجتاح العالم والتصدي لمحاولة تهميش القارة اقتصاديًا وسياسيًا. 

يضم الاتحاد الأفريقي جميع دول القارة كأعضاء، باستثناء المغرب، التي عارضت عضوية الصحراء الغربية باعتبارها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ومع ذلك للمغرب وضعًا خاصًا داخل الاتحاد الأفريقي، من ناحية الاستفادة من الخدمات المُتاحة لجميع أعضاء الاتحاد الأفريقي من المؤسسات التابعة له، مثل مصرف التنمية الأفريقي.

ويُشارك المندوبون المغربيون أيضًا، في وظائف الاتحاد المهمة، ويعملون أيضًا على مواصلة المفاوضات في محاولة لحل النزاع القائم مع جبهة البوليساريو في تندوف والجزائر وأجزاء من الصحراء الغربية.

وتعد مصر إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية (مايو 1963) وكانت ترى فيها أنها الحصن المنيع الذي يحمي الوحدة الأفريقية، ويحتضن التضامن الأفريقي ويعبر عن الشخصية الأفريقية على المسرح الدولي، وقد برز دور مصر في الحفاظ على روح ميثاق المنظمة منذ أول قمة أفريقية استضافتها على أرضها في "يوليو 1964".

وشاركت مصر في جميع اجتماعات المنظمة، وكان لها صوت مسموع في الدعوة لاستقلال ناميبيا، وفي معارضة التفرقة العنصرية وفي جهود الوساطة وحل النزاعات وفي المشاكل الاقتصادية والديون المتراكمة على الدول النامية.

أسهمت مصر في تأسيس هيكل الاتحاد الأفريقي من خلال تقديم الوفد المصري المُشارك بقمة لومى عام 2000 - وهى القمة التأسيسية للاتحاد - طلبًا لإدخال بعض التعديلات على مشروع الوثيقة وهي:

1- تعديل على المادة 4 (ح) بما من شأنه قصر حق الاتحاد في التدخل في شئون الدول الأعضاء في ثلاث حالات محددة هي: جرائم الإبادة، الجرائم ضـد الإنسانية، وجرائم الحـرب.
2- تعديل على المادة (5) الخاصة باللغات المُستخدمة في الاتحاد وإدراج اللغة العربية لتكون ضمن لغات عمل الاتحاد (يُذكر أن هذه التعديلات تم الأخذ بها).

وعملت مصر ومازالت من خلال تأسيس الاتحاد الأفريقي إلى أن يكون كيانًا جامعًا لكل الدول الأفريقية تستطيع من خلاله تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبحث في جميع المشاكل التي تتعرض لها دول القارة، والحرص على استمرار تعميق العلاقات بينه وبين شعوب القارة.

الجريدة الرسمية