شادي عبد السلام من تصميم الملابس إلى العالمية في السينما
في مثل هذا اليوم عام 1986 رحل المخرج شادي عبد السلام ، واحدا من أهم مخرجي الفيلم التسجيلي في مصر، نال شهرة عالمية في الخارج أكثر منها في مصر بسبب تعثر عرض أعماله في مصر لاصطدامها مع الرقابة على المصنفات والتي كانت تصل إلى المنع.
شادى محمود عبد السلام الصباغ الشهير بشادي عبد السلام من مواليد المنيا، درس العمارة في كلية الفنون وتخرج منها عام 1954 وسافر في بعثة للدراسة بالخارج ، عندما عاد عمل في تصميم الملابس ومنها بدل الرقص حتى أنه كان مصمم بدل الرقص لتحية كاريوكا عدة سنوات بعدها عمل مصمما لملابس وردة الجزائرية في فيلم المظ وعبده الحامولى، وأفلام رابعة العدوية والخطايا وإسلاماه وحكاية حب وغيرها.
شادى يحكي عن مشواره الفني في مجلة الكواكب عام 1983 فيقول:
وتحت عنوان من انا كتب المخرج شادي عبد السلام يتحدث عن نفسه فكتب يقول: لم أخطط لحياتي لأصبح مخرجا، بل كنت وانا شاب أهوى الديكور ومن هنا كان انضمامي لدراسة العمارة، أما الفن فهذه قصة أخرى بدأت عند صلاح أبو سيف، يوم طرقت باب بيت المخرج الكبير صلاح أبو سيف عام 1957 وكان جارا لى في الزمالك وقلت له أريد أن أعمل في السينما، رحب بى وأصبحت ظلا له في الاستوديو يوميا، وأثناء تصوير فيلم "الفتوة" كنت شبه متفرج فقط للوقت الذي تستغرقه كل لقطة، ثم عملت معه مهندس ديكور فى أفلام: الوسادة الخالية، الطريق المسدود،أنا حرة.
مرحلة جديدة في الإخراج
وكانت المرحلة الثانية مع المخرج عز الدين ذو الفقار في ديكور فيلم صلاح الدين عام 1961 وبوفاته توقفت عن العمل بالفيلم الذى انتقل إخراجه إلى يوسف شاهين.
وجاءت بعد ذلك ديكورات أفلام (كليوباترا، شفيقة القبطية، الخطايا، ألمظ وعبده الحامولى، أمير الدهاء، رابعة العدوية، بين القصرين، أميرة العرب) وأغلبها ذات ديكورات تاريخية.
تعاون مع السينما
وفي عام 1967 عملت مع المخرج العالمي "روسيلليني" في فيلم عن الحضارة، وأعجبني بساطته فى الإخراج ، وقتها كتبت فيلم "المومياء" وعرضت السيناريو على روسيلليني الذي عرضه على الوزير ثروت عكاشة فأعجب به ودخل السيناريو في مشاريع مؤسسة السينما.
أما فيلم المومياء، فكان أول فيلم من إخراجي عام 1970 ورفضته الرقابة بحجة أنه يحارب القومية العربية فعرض في جميع أنحاء العالم، وعرضته مصر بعد خمس سنوات من إنتاجه وكان بطولة الراحل أحمد مرعى ونادية لطفي.
وجاءت مرحلة الاتجاه إلى السينما التسجيلية فقدمت "شكاوى الفلاح الفصيح"، و"آفاق ١٩٧٢"، و"جيوش الشمس"، وهذا الفيلم مازال التليفزيون المصرى يمنع عرضه، وفي عام ١٩٨٢ قدمت فيلم "كرسى توت عنخ آمون"، ثم فيلم "الأهرامات وما قبلها" عام ١٩٨٤.
المومياء وإخناتون
من أشهر أفلام شادي عبد السلام “المومياء ”الذى استغرق عمله ست سنوات وعرض في جميع مهرجانات العالم ونال عنه عدة جوائز دواية، واتجه لإخراج فيلم إخناتون لكنه لم ينجز سوى نصف ودخل في دوامة المرض حتى رحل.