مناخوليا: زمن الملاوعين
"أسمع كلامك أصدقك.. أشوف امورك أستعجب".. أى والله يا جدعان.. كلنا بقينا بنستعجب من أمور بعض.. كلنا بقينا عايشين فى المناخوليا ومتعايشين معاها.. لدرجة اننا منقدرش نتخيل نفسنا عايشين بعيد عنها.. واتعودنا على الإستعجاب ومصمصة الشفايف
وبعد كل استعجاب نترجم وكستنا فى بوست أو تغريده تلملم حوالينا خلق الله من مدمنى الإستعجاب وقاطنى المناخوليا
بنستعجب من الكلام الحلو اللى كان بيتقال قبل ما نتفاجأ بالفعل المُشين ونعرف إن اللى فات كان ملاوعه
بنستعجب من الإعلامى اللى بيفضل يرغى على الشاشة بالساعات دون كلل او مللك وعايش دور المزيع والضيف اللى عارف كل حاجه فى اى حاجه
بنستعجب من الكدب طول الوقت اللى بنكتشفه واحنا كنا فاكرينه صراحة ووضوح من ناس بتاكل معانا عيش وملح
بنستعجب من النميمة اللى كنا بنسمعها وهى بتتقال لينا على هيئة نصايح.. لما حد يقولك فلان كان وكان وكان.. وبعد تعرية فلان أمامك يرجع ويقولك: أديك ياعم خليتنى أفضح الراجل قدامك من غير قصد.. ربنا يسامحنى بقا
بستعجب من الناس اللى بتستكتر على الناس حقوقها وبتلف وتدور علشان تبخسه وهى فى منتهى الإستمتاع
كل اللى فات دا إسمه اللوّع.. وماتستعجبش.. ولا اقولك.. استعجب براحتك.. احنا كلنا أصلا بنستعجب من اللوع اللى بنمارسه على بعض طوال الوقت دون كلل أو ملل
كلنا بقت عندنا قدرة على أن ننسب اللى فينا لأى حد ممكن يعطل مسيرة اللوع بتاعتنا.. وقال على رأى المثل: "الملاوع يلهيك.. واللى فيه يجيبو فيك"
وعلى رأى عمنا صلاح جاهين "علم اللوع أضخم كتاب فـ الأرض.. بس اللى يغلط فيه يجيبه الأرض.. أما الصراحه فأمرها ساهل.. لكن لا تجلب مال ولا تصون عرض.. وعجبى".. وأدينا عايشين فى زمن الملاوعين وربنا يجنبنا كل الملاعين!