دور القوات الجوية في حربي الاستنزاف وأكتوبر.. والميج تحسم مواجهات الفانتوم لصالح مصر
القوات الجوية المصرية ظلمت في نكسة ٥ يونيو ٦٧ لأنها لم تقاتل ولكن ضربت في هذا اليوم وأغلبهم كانوا في طيارتهم في وضع الاستعداد القصوى رغم ذلك سرعان ما عادوا لقوتهم ليلقنوا القوات الإسرائيلية دروس لن ينسوه ابدا.
وبدأ ت القوات الجويه فعليًا الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة بعد انتهاء يوم ٥ يونيو 1967 بأيام قليله، حيث استوعبت القوات المسلحة ومن ضمنها القوات الجوية الدرس، وبدأت بالتجهيز للحرب من خلال أهداف محدده أهمها:
الهدف الاول: الأعداد وبناء القوة القتالية من الطائرات والطيارين خصوصا أن معظم طائرات سلاح الجو ضربت بالكامل على الأرض فأعيد تخطيط الهيكل التنظيمى للقوات الجوية لتكون فى صورة ألوية مستقلة وتم تشكيل لواء استطلاع جوى تم تجهيزه بوسائل الاستطلاع الحديثة، أما الطيارون، فعلى الرغم من أن أعداد الطيارين بانتهاء حرب يونيو 1967 كانت تفوق أعداد الطائرات، إلا أن مرحلة البناء كانت تتطلب زيادة أكبر فى أعداد الطيارين، لذلك تمت زيادة الأعداد بالكلية الجوية لتفى بالأعداد المطلوبة والمتناسبة مع زيادة عدد الطائرات.
المحور الثانى: فهو تجهيز مسرح العمليات، حيث قامت القوات الجوية بإنشاء المطارات الجديدة وكذا غرف عمليات محصنة فى كل القواعد الجوية والمطارات، كما قامت بزيادة الممرات بكل قاعدة ومطار، وتم إنشاء العديد من الدشم المحصنة للطائرات وكذا دشم الصيانة.
ومن اهم معارك حرب الاستنزاف للقوات الجوية:
المعركة الأولى والتى بدأت القوات الجوية في استعاده نفسها في أقل من شهرين من نكسه ٥ يونيو تحديدًا يوم ١٤ و١٥ يوليو بضربة جوية ناجحة وصاعقة نزلت على القوات الإسرائيلية في عمق سيناء فيما سميت وقتها بضربات مدكور ابو العز قائد القوات الجوية الذي خطط لهذه الضربات الناجحة التي أدت إلى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة بالكامل وكانت رساله للعدو الإسرائيلي بأنهم ضربوا الطيارات ولكنهم لم يضربوا الطيارين.
وأهم معركة أظهرت قوة الطيران المصري كانت يوم 10 ديسمبر 1969 لأنها كانت أول مواجهة للطيارين المصريين مع الطائرة الفانتوم التى توصف بأنها من أحدث الطائرات فى الترسانة الأمريكية وقتها وجرت معركة جوية فى الساعة الحادية عشرة صباحًا فوق منطقة العين السخنة فى خليج السويس عندما هاجمت 8 طائرات فانتوم المنطقة لضرب محطة رادار مصرية فتصدت لها على الفور 8 طائرات مصرية طراز ميج 21 تم إسقاط أول طائرة فانتوم على يد طيار مصرى فى منطقة رأس المسلة على الساحل الشرقى لخليج السويس.
معركة النصر في 1973
وجاءت ساعه الصفر فتعالت ازيز صوت الطائرات فوق أرض سيناء الطاهرة لتأخذ بالثأر وسطرت مع باقي قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم وكانت مفاجأة لم تكن في حسابات التاريخ الحديث والقديم وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب وكانت الضربة الجوية الرئيسية مكونة من أكثر من ٢٢٠ طائرة مقاتلة لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة وقد تمت الضربة الجوية فى صمت لاسلكى تام لتجنب أى عمليات تصنت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصرى وعبور الطائرات إلى الضفه الشرقية للقناة ومرت التشكيلات الجوية على ارتفاع منخفض جدًا وفى مسارات تم اختيارها بعناية لتفادى وسائل كشف الدفاع الجوى المعادى وسط هتافات المقاتلين على الأرض الله أكبر........ الله أكبر وكان لذلك المرور فوق تشكيلاتنا وقواتنا البرية عظيم الأثر فى رفع معنويات الجنود المقاتلين على الأرض وكانت مؤشرا لبدء ملحمة مشتركة من البطولة للقوات المسلحة المصرية فقد عبرت الطائرات كلها فى وقت واحد خط القناة حيث تم ضرب مركز القيادة الرئيسى للعدو فى منطقة "أم مرجم" لمنع سيطرته وعزلة عن قواته ثم تتابع بعد ذلك ضرب الأهداف المخطط التعامل معها بنسبة نجاح تزيد على 90%.
وتم ضرب 3 ممرات رئيسية فى 3 مطارات هي "المليز - بيرتمادا - رأس نصراني"، بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية فى نفس المطارات، وكذلك تدمير 10 مواقع بطاريات للدفاع الجوى من طراز هوك و2 موقع مدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية، وقد استمرت هذه الضربة حوالى 30 دقيقة ونظرًا لنجاحها فى تنفيذ أكثر من 90% من المهام المكلفة بها تم إلغاء الضربة الجوية الثانية لعدم الحاجة إليها وأحدثت القوات الجوية السبق والنصر.