في ذكرى النصر.. كيف ساهمت مباراة كرة قدم في خداع العدو؟
تحل، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ48 لانتصارات حرب السادس من أكتوبر لعام 1973، وهي الحرب التي انتصر فيها الجيش المصري على العدو الإسرائيلي، واستعاد أرض سيناء بعد احتلالها لمدة 6 سنوات.
دور كرة القدم
صباح يوم السادس من أكتوبر في عام 1973 كان جنود مصر في الميدان يستعدون لمعركة استرداد الكرامة، في الوقت الذي كان الشعب المصري يقوم فيه بأكبر عملية خداع استراتيجي عرفها التاريخ حتى ولو عن دون قصد.
فوقتما كان الجنود المصريون يحاولون عبور قناة السويس لرفع العلم المصري كان لاعبو غزل المحلة والطيران يتبارون أيضًا على أرض الملعب للحصول على نقاط الفوز في بطولة الدوري الممتاز!
المباراة كانت هي الأخيرة في مسابقة هذا الموسم، فقد قرر الاتحاد المصري لكرة القدم بعد ذلك إلغاء الدوري والتفرغ للمشاركة في معركة الوطن، ففتحت الأندية أبوابها أمام "الفدائيين" للتدرب والمشاركة في الحرب.
الأمر لم يتوقف عند ذلك، فهناك من اللاعبين من شاركوا بأنفسهم في المعركة، ومنهم الشهيد عبده أبو حسين أحد لاعبي النادي المصري البورسعيدي طوال فترة التهجير، الذي استشهد في الحرب ليكون بذلك شهيد كرة القدم المصرية في أكتوبر.
جمهور المحلة يهتف للطيران!
مباراة غزل المحلة والطيران كان مقررًا لها أن تقام في القاهرة على ملعب الترسانة.
انطلقت في الساعة الثانية والنصف ظهرا، أي بعد موعد عبور القوات المصرية لخط القناة بنصف ساعة فقط.
كان اللقاء يسير بشكل طبيعي حتى لاحظ لاعبو المحلة أن جماهيرهم يهتفون لفريق الطيران ولاعبيه دون سبب يُذكر خلال الشوط الأول.
الأمر لفت أنظار جميع من في أرض الملعب ودفعهم للسؤال عن السبب بين شوطي اللقاء، فالفريق لا يلعب بشكل سيء والنتيجة مازالت تشير للتعادل السلبي.. والإجابة كانت صادمة.
جمهور المحلة سمع في "الراديو" خبر بداية المعركة وعبور الجنود المصريين خط القناة بعد أن أذيع البيان الأول، فهتفوا لنادي الطيران تحية لدور الطيران الحربي في الحرب.
لم يتكلم لاعبو الفريقين عما سيفعلونه في الشوط الثاني إنما تفرغوا فقط للدعاء للجنود في المعركة، واتفق حكم المباراة إبراهيم الجويني مع لاعبي الفريقين على استكمال المباراة احترامًا للحضور من الجماهير.
وأدى الفريقان الشوط الثاني بشكل ودي وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي بدون أهداف، لتهتف الجماهير الحاضرة في المدرجات للفريقين.
إلغاء دوري 73
في مساء هذا اليوم اجتمع اتحاد الكرة وقرر إلغاء المسابقة ووقف النشاط الكروي في مصر للتفرغ للمعركة، ولم يستأنف الدوري المصري إلا في الموسم التالي.