الممر.. العمل الذي فتح الباب لعودة الأفلام الحربية
سنوات كثيرة مرت ظل الجمهور والنقاد على حد سواء خلالها يطالبون الدولة بإنتاج أفلام سينمائية عن حرب أكتوبر، فخلال ذكرى الحرب المجيدة كل عام يتم عرض عدة أفلام تم إنتاجها منذ سنوات كثيرة وتتكرر كل عام بدون أي جديد، على الرغم من وجود بطولات كثيرة في تلك الحرب لا يكفيها سنوات لسردها في الأفلام والمسلسلات.
ولكن كانت الحجة الدائمة من جهات عديدة بأن أفلام الحرب تحتاج لميزانيات عالية جدًا لن تستطيع الدولة توفيرها، خاصة وأنها لن تحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر، ولكن مع وجود اتجاه جديد في الدولة لتنمية الحس الوطني لدى الشباب وزيادة وعيهم بتاريخهم، قررت الدولة منذ عدة سنوات تبني فكرة إنتاج أعمال حربية توضح بطولات الجيش المصري، وكانت البداية مع “الممر” الذي قام ببطولته أحمد عز.
فيلم الممر
وفرت الدولة كل الإمكانيات اللازمة لأول تجربة سينمائية منذ سنوات كبيرة تحاكي قصة بطولة واحدة من بطولات الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف، وقدمت دعم مادي وإستراتيجي لإنتاج فيلم “الممر” الذي يحكي عن تحرير مجموعة من الأسرى المصريين الذين تم أسرهم خلال النكسة، حيث قامت مجموعة قتالية مصرية بتحريرهم من سجن أكبر قاعدة إسرائيلية في سيناء خلال الحرب.
مكاسب فيلم الممر
إنتاج فيلم “الممر” كان بمثابة البوابة التي تم فتحها لإنتاج أفلام حربية هامة تحكي بطولات الجيش المصري في معارك هامة سواء في حرب أكتوبر أو في حروب أخرى، حيث أن نجاح الفيلم على المستوى الجماهيري وتحقيقه لأكثر من 75 مليون جنية في شباك التذاكر أكد على كذب إدعاء أن الأفلام الحربية لن تحقق مكاسب في السينما.
وقد شجع الأمر المسئولين على تقديم أعمال أخرى في التليفزيون تحكي عن بطولات الجيش المصري وكذلك الشرطة والمخابرات من خلال عدة مسلسلات مثل “الاختيار” و"هجمة مرتدة" وغيرهم.
وبالطبع استغلال الأمر في السينما، وتم تقديم فيلم “الخلية” الذي يحكي عن مواجهة الإرهاب الذي كان يعاني منه المجتمع المصري، وكذلك فيلم “السرب” الذي سيتم طرحه بالسينمات في 2022، والذي يقوم ببطولته أحمد السقا ويشاركه البطولة هند صبري ومنى زكي وعمرو عبد الجليل وقصي خولي وعدد آخر من الفنانين.
وفي الخطة المقبلة هناك عدة أفلام أخرى سيتم إنتاجها عن بطولات الجيش المصري خلال السنوات القادمة، خاصة مع النجاح المتوقع لفيلم “السرب”.
أفلام حرب أكتوبر
وإذا رجعنا للوراء قليلًا للبحث في أرشيف السينما عن الأفلام الحربية التي يتم عرضها في المناسبات الوطنية وبخاصة في حرب أكتوبر، سنجد أنها أفلام قليلة جدًا مقارنة بحجم البطولات التي حدثت في تلك الحرب.
فتضم القائمة أفلام “الرصاصة لا تزال في جيبي" الذي قام ببطولته محمود ياسين، حسين فهمي، يوسف شعبان، صلاح السعدني، سعيد صالح، عبد المنعم إبراهيم، محيي إسماعيل ونجوى إبراهيم، وتم عرضه عام 1974، وفي نفس العام تم عرض فيلم “أبناء الصمت” بطولة مجموعة من نجوم السينما نور الشريف، محمود مرسي، أحمد زكي، مديحة كامل، محمد صبحي، السيد راضي، سيد زيان وميرفت أمين.
وفي عام 1975 تم عرض فيلم “حتى أخر العمر” بطولة محمود عبدالعزيز، سعيد صالح، نجوى إبراهيم، عماد حمدي، عمر خورشيد، مشيرة إسماعيل، حياة قنديل، وعمر ناجي، ثم فيلم “العمر لحظة” الذي تم عرضه عام 1978 وشارك في بطولته ماجدة، أحمد مظهر، ناهد شريف، نبيلة عبيد، محمد خيري، أحمد زكي، حاتم ذو الفقار، وشفيق جلال.
ومع وجود أفلام أخرى ناقشت الحرب من خلال قصص إنسانية تم دمجها مع فترة الحرب مثل “الوفاء العظيم” عام 1974، و"بدور" في نفس العام، وفيلم “حكايات الغريب” الذي ناقش الحالة النفسية للمصريين خلال 6 سنوات الإحتلال.
وأفلام أخرى عرضت بعض العمليات الناجحة خلال الحرب مثل الفيلم الشهير “الطريق إلى إيلات” والذي تم عرضه عام 1993، وفيلم “حائط البطولات” الذي تم إنتاجه عام 1998 ومُنع من العرض حتى ثورة 2011.