العميد البطل يسري عمارة: نجحت فى أسر عساف ياجوري وقتلت الإسرائيليين بدون سلاح | حوار
أحبطنا يوم ٨ أكتوبر مخطط القوات الإسرائيلية بعمل ثغرة والعبور للضفة الغربية
عبرت قناة السويس على قدمي في الموجة الأولى للعبور يوم ٦ أكتوبر
التقطنا إشارة بمكالمة لأحد القادة الإسرائيليين فهجمنا عليه وعلى قواته بـ73 دبابة ودمرناهم تماما
سلاح القائد الإسرائيلى الذى سلمته ما زال بالمتحف الحربي بالقلعة شاهدا على المعركة الخالدة
الرئيس السيسى كرمنى عام 2017 وحصلت على الكثير من الميداليات والأوسمة
منذ 48 عاما وكل تفاصيل لحظات العبور تدور في خيالي وكأنها أمس
العبور كان معجزة والتخطيط بارع وكل منا يريد أن يفدي زميله ويحافظ عليه
هدفنا كان وضع أقدامنا على الأرض التي اغتصبها العدو الإسرائيلي من حضن الوطن بدون وجه حق
نصر أكتوبر هو كلمة السر في التقدم والتنمية، فحرب أكتوبر أنهت أطماع اي دوله تريد المساس بأمن الوطن واستقراره، وما فعله أبطال مصر العظماء يومها جعل العالم يقف احتراما بل وينحني أمام الإرادة المصرية التي تأبى أن يمس أرضها أحدا وتحافظ على حدوده منذ آلاف السنين.
وبمناسبة الذكرى ٤٨ لنصر أكتوبر المجيد حاورت "فيتو" العميد أركان حرب يسري عمارة أحد أبطال نصر أكتوبر بسلاح المشاة قادة المعارك الذى عبر القناة على أقدامه في الموجة الأولى للقتال واشتهر بقتله للإسرائيليين بدون سلاح، وهو من أسر القائد الإسرائيلي الأشهر عساف ياجور وسلبه سلاحه الذي أصبح أثرا بالمتحف الحربي الآن، وكرمه الرئيس السيسي بمؤتمر الشباب عام 2017، الرجل البطل رغم قسمات ملامحه الهادئة، إلا أنه يخبئ في داخله أسد مقاتل، يفتك بكل من يفكر في الاقتراب من تراب مصر، وإلى تفاصيل الحوار:
*بداية.. ماذا كانت تفاصيل مهمتك في ساعة عبور القناة؟
في يوم 6 أكتوبر الساعة الثانية ظهرا كنت في منطقة الفرجان بشمال الاسماعيلية، وكنت وقتها برتبة نقيب وكانت مهمتي هي عبور قناة السويس مع زملائي من أفراد القوات المسلحة، واقتحام الشاطئ الشرقي وتدمير خط بارليف، واسترداد سيناء الغالية.
بدأت أحداث اليوم عندما جاء لنا قائدنا العقيد محمود مروان الساعة العاشرة والنصف، وطلب منا أن نجهز أنفسنا لأن الساعة الثانية ستكون لحظة العبور، وبالفعل تحركنا من طريق المعاهدة اسماعيلية - بورسعيد إلى طريق القناة الذي كان يبعد عنا ربع ساعة، رأينا الطيران المصري يقصف العدو، ومن شدة سعادتهم كانوا يطيرون على مسافة منخفضة منا ويصافحوننا ونحن في مدرعاتنا، وصلنا القناة فوجدنا الموجة الأولى تقتحم القناة ويرفعون الأعلام في الضفة الشرقية، فتبعناهم وركبنا حاملة العربات المدرعة وعبرنا القناة.
*ما هى تفاصيل العبور والنصر؟
حتى الآن وكل تفاصيل لحظات العبور تدور في خيالي وكأنها بالأمس، كنا نبكي من شدة الفرحة، فالعبور نفسه كان معجزة بتوفيق من الله، والتخطيط البارع، والشعب كان يقف خلف جيشه، لم نكن خائفين، كل منا يريد أن يفدي زميله ويحافظ عليه.
وصلنا الضفة الشرقية في لحظات دون أن نعطي اهتماما للرد الإسرائيلي وأسلحته، كان لدينا هدف محدد هو وضع أقدامنا على الأرض التي اغتصبها العدو الإسرائيلي من حضن الوطن بدون وجه حق وكنا نعلم جيدا أننا لن نتركها له أبدا مهما طالت السنين ومهما تكلفنا من خسارة ومكثنا هناك أيام 6 أكتوبر، و7 أكتوبر، و8 أكتوبر نقاتل العدو وندمر موقعا تلو الآخر بكل ثبات وعزيمة مدافعين عن حقنا في التواجد على أرضنا، اما هم فكانوا يفرون من أمامنا مفزوعين وكأنهم يرون أشباح لأنهم مغتصبون لحق ليس حقهم وقادتهم كانو قد أقنعوهم بلأنهم سيبقوا فيها للأبد وان المصريين غير قادرين على المواجهة.
*ما قصة اجهاضكم لمخطط لقوات العدو لإرجاع بعض القوات المصرية التي عبرت للضفة الغربية؟
أثناء مداهماتنا لحصون العدو في الضفة الشرقية وتحديدا يوم الاثنين 8 أكتوبر وصلتنا معلومات في الفرقة الثانية بأن هناك قوات اسرائيلية تحاول إرجاع بعض القوات المصرية التي عبرت للضفة الغربية مرة أخرى، كما تريد تعزيز بعض النقاط الإسرائيلية القوية التي لم تسقط بعد.
وفى حوالي الساعة الرابعة تحديدا التقطنا إشارة بمكالمة لأحد القادة الاسرائيليين يتحدث عن موقعه الذي كان بينه وبين قناة السويس 3 كم فقط، فقمنا بعمل كماشة على حرف (U)، وكانت المفاجأة التي لم يستطع إكمال مكالمته بسببها لأننا هجمنا عليه وعلى قواته بـ73 دبابة، ودمرناهم تماما.
*ما قصة الإصابة التى تعرضت لها دون أن تشعر؟
اشتبكنا مع القوة الإسرائيلية بكل عزيمة وأصبت في هذه الاشتباكات المدرعة التي كنت استقلها، ولكني أنقذت المدفع وحملته على اكتافي ثم ربطته في مدرعة أخرى لم يكن لي مكان خال بها، فركبت فوق ظهرها حتى أكمل المعركة وفوجئت بوجود دم في ملابسي وعلمت أنني أصبت ولكنني من شدة المعركة وصمودي لاكمالها مهما كانت النتائج لم أشعر بجرحي، وبدأت اتفقد الموقع بعد المعركة وبدأنا في تطهير الموقع مما تبقى من القوات الإسرائيلية، ونظرت أمامي لأجد أحد الاسرائيليين يختبئ خلف بقايا ساتر أسمنتي، لم أشعر إلا وأنا أهجم عليه وأقتله بدون سلاح.
فلحق بي جندي مصري اسمه محمد حسان وقتل بدوره اسرائيلي آخر، وأثناء هذه اللحظة استسلم 4 إسرائيليين آخرين فأسرتهم جميعا، وكان بينهم قائدهم فأخذت منه سلاحه وبعد عودتي إلى الوطن قمت بتسليمه وهو لا زال حتى الآن في المتحف الحربي بمنطقة القلعة شاهدا على هذه المعركة الخالدة.
وفى اليوم التالي علمت وأنا في المستشفى العسكرى أن هذا القائد كان عساف ياجوري قائد كتيبة الدبابات الإسرائيلية، وأحد أشهر القادة الإسرائيليين آنذاك واخطرهم وان الصيد الذي احضرته لبلدي وقتها كان ثمينا وتمكنت أنا وقواتي من إحباط مخططهم يوم ٨ أكتوبر لعبور الضفة الغربية وعمل ثغرة أثناء القتال.
*ماذا عن تكريم الرئيس السيسى لك؟
قمت بواجبي نحو بلدي التي أعشقها ولم انتظر شيئا من الدنيا سوى رفعة الوطن وسلامة أراضيه، ولكن مصر لا تنسى أبنائها وقد كرمتني الدولة بعد ذلك، وحصلت على الكثير من الميداليات والأوسمة، وكرمني الرئيس السيسى في مؤتمر الشباب 2017، وأنا تحت أمر مصر طوال ما في جسدي نفس.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…