من إيطاليا لرصيف بورسعيد.. حكاية «عم توفيق» عاشق الكتب | صور
"عشت حياتي في درب حب الكلمة وسأموت عاشقا للكتب"، هكذا بدأ عم توفيق الصياد الذي يبلغ من العمر 72 عامًا بورسعيدي الأصل، حديثه أثناء بيعه للكتب على رصيف عقار "الفليبور" في محيط مرفق المعديات بمحافظة بورسعيد.
وأجرت "فيتو" بثا مباشرا مع "عم توفيق" والذي أصبح قبلة القراء في محافظة بورسعيد لشراء الكتب، حيث قرر الرجل السبعيني منذ أكثر من 45 عاما أن يعيش حياته في درب الكلمة بائعًا للكتب.
وعندما تتحدث مع "عم توفيق" تشعر بأنك تتكلم مع موسوعة ثقافية متحركة، فهو على دراية بكل أسماء الكتاب والمطابع والروايات والكتب ويناقش زبائنه فيها بدقة.
قرأ على مدار عمره مئات الكتب، واستطاع أن يكون عالما بمعظم المؤلفات والكتاب والمطابع، حتى أن لديه القدرة أن يحدثك في محتوى أي كتاب يبيعه، ويكلمك عن تاريخه وطبيعة كاتبه.
بداية الرحلة
عم "توفيق" قال: والدي كان شاعر شهير كان يؤلف الأغاني الخاصة بالسمسمية الموروث الشعبي الموسيقي لأهالي بورسعيد، وقد عشقت منه تاريخ بورسعيد وقصصها عن المقاومة الشعبية وأمجادها المشرفة.
وأضاف: "بدأت رحلتي مع القراءة منذ الصغر وكنت أقرأ الجرنال والمجلات الشهيرة، ولم أكن أترك كتابًا إلا وأستفيد منه، وحينما وصلت إلى عمر الـ 16 عامًا، أصبحت الكتابة جزءًا من حياتي وأعيش وسط الكتب.
فترة الشباب وإيطاليا
وتابع المثقف السبعيني: "في ريعان شبابي كنت أشتري الكتب من على سور الأزبكية لأتعلم منها الدنيا، واكتسب منها خبرات الحياة وصحيح اللغة، وساعدتني دراستي في جامعة الأزهر على التمكن من اللغة العربية.
وأضاف: "عندما بلغت 26 عاما قررت أن أبدأ حياتي العملية في هوايتي والتي باتت تمثل كل حياتى وهي "بيع الكتب"، حيث ظللت عامين أبيع الكتب على رصيف الأزبكية بشارع جامعة الدول العربية، ثم سافرت إلى عددٍ من الدول العربية والأجنبية، ولكني استقريت في إيطاليا أبيع أيضًا المجلات والجرائد الإيطالية.
كفاح في إيطاليا
واستطرد "بائع الكتب": حصلت بالفعل على فيزا سياحة لإيطاليا وهناك تعرفت على أحد أصحاب الأكشاك بعدما عجزت عن وجود فرصة عمل بسبب عدم تمكني جيدا وقتها من اللغة الإيطالية، ولم يمر وقت طويل حتى تعلمت الحديث مع الإيطاليين، واستمريت هناك 12 عاما أبيع الكتب وأقرأها.
مئات الكتب
وأردف "المثقف السبعيني": تعلمت من الطليان القراءة في كل وقت، في العمل وفي المواصلات وفي المطارات، وعلموني أن أقرأ وأدرس وأفهم ما أقرأ.
التكنولوجيا والقراءة
وبخصوص تأثير التكنولوجيا والقراءة قال: "الإنترنت لا يمكن أن يخطف قارئ، لأن القراءة علاقة بين القارئ والكتاب، لا يمكن أن تتحقق متعتها على الأجهزة اللوحية".
ثلاثة مؤلفات
واستكمل "عم توفيق": قمت بتأليف ثلاثة كتب وتم إطلاقها في الأسواق وكانت المؤلفات فى التنمية البشرية، ولغة الجسد وأساليب التجارة، وقد حققوا نجاحات كبيرة والحمد لله، وكنت ألقي في وقتها دعمًا كبيرًا من أصحاب دور النشر.
وأشار عم توفيق إلى أن تمسكه بالرصيف لأنه أفضل الطرق لتسويق الكتب، مؤكدًا أن المارة خاصة في الأماكن المزدحمة تلفت عناوين الكتب نظرهم فيقومون بشرائها، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن يذهب القارئ إلى مكتبة لشراء كتاب، بينما يمكن أن يشتري 10 كتب من على الرصيف.