رئيس التحرير
عصام كامل

بفضل حوت عملاق.. صياد فقير يتحول إلى مليونير بطرفة عين

حوت العنبر
حوت العنبر

في قصة أشبه بالأساطير تحول صياد تايلاندي من فقير معدم إلى مليونير في طرفة عين بعدما وجد مادة العنبر بعد أن أهداها له حوت عملاق. 

فنادرًا ما توجد طرق ليصبح الإنسان مليونيرًا بطرفة عين، إلا أن صيادًا تايلانديًا فقيرا أثبت أن كل شيء ممكن عندما يتعلق الأمر بالمال.

 

وبدأت القصة بعدما قلب اكتشاف مادة العنبر في قيء أحد الحيتان حية الرجل رأسًا على عقب، وجعلته مليونيرًا بين ليلة وضحاها

 

30 كيلو من العنبر 

وفي التفاصيل، عثر صياد تايلاندي يدعى نارونج بيتشارات على 30 كيلوجرامًا من العنبر في قيء للحيتان على شاطئ سوراثاني، يقدر ثمنها بحوالي مليون دولار أمريكي.

 

وأوضح نارونج أنه عند عودته من رحلة صيد، رأى ما يشبه مادة لزجة بلون الكريم تطفو على الشاطئ. فسارع للتحقق مما إذا كانت المادة في الواقع هي قيء الحوت الأسطوري وذات القيمة الفائقة التي لا يمكن للعديد من الصيادين إلا أن يحلموا بالعثور عليها، وفق ما نقلت مواقع إخبارية محلية.

 

ويعرف العنبر الموجود في قيء الحوت، المعروف أيضًا باسم "Amber of the Sea"، عنصرا أساسيا في صناعة العطور، وبالتالي فإن المادة مرغوبة للغاية من قبل الشركات المصنعة.

 

يشار إلى أن الصيادين اعتادوا البحث عن حيتان العنبر من أجل الحصول على القيء، إلى أن دخلت قوانين حماية الحيتان حيز التنفيذ.

 

حيتان العنبر 

وحُوتُ العَنبَرِ هو أحد أشهر أنواع الحيتان في العالم، وأكبر الحيتان المُسنَّنة (ذوات الأسنان). وهو النوعُ الوحيد الباقي من جنس العنبر وأحد الأنواع الثلاثة المُنتمية إلى فصيلة حيتان العنبر (الآخران هما حوت العنبر القزمي وحوت العنبر القزم). 

 

ويُشتقُّ اسم هذه الحيتان من سائلٍ شمعيّ يُعرف باسم (العنبريَّة) يوجد في رؤوسها الضخمة، كان البشر يستخرجونه لصناعة العطور والصَّابون وبعض أنواع الزيوت والمساحيق. يُعرف حوت العنبر أيضًا باسم حوت العنبر الكبير أو حوت العنبر الضخم أو مُجرَّد العنبر.

 

يصل مُعدَّل طول الذكور البالغة إلى 16 مترًا (52 قدمًا)، لكن قد يصل طولها إلى 20.5 مترًا (67 قدمًا)، ويُمثّلُ الرأس ثُلث طول الحيوان؛ تقتات حيتان العنبر على الحبَّارات العملاقة والحبَّارات الهائلة بشكلٍ رئيسيّ، وهي تغوص عميقًا حتى أعماق المحيط كي تحصل عليها، ويمكنها أن تغوص حتى عمق 3 كيلومترات (9،800 قدم) تحت سطح الماء، وبهذا فهي أعمق الثدييات غوصًا.

 

وتتواصل حيتان العنبر بواسطة صدى الطقطقات التي تُصدرها، وصوتها مُرتفع يُمكن أن تصل حدَّته إلى 230 ديسيبل تحت سطح الماء، وهي تملك صوتا أعلى من جميع الثدييات على سطح الأرض؛ كذلك فهي تمتلك أكبر دماغٍ بين جميع المخلوقات، ويزيد وزنه عن وزن دماغ البشر بحوالي خمس مرَّات.

 

وحوت العنبر حيوانٌ عالميّ الانتشار، أي أنَّه ينتشر في جميع مُحيطات وبِحار العالم في مجموعاتٍ صغيرة؛ وتعيش الإناث وصغارها في مجاميع صغيرة بعيدًا عن الذكور البالغة، وهي تتعاون مع بعضها لرعاية وحماية وإرضاع الصغار. تضعُ الأنثى صغيرًا واحدًا كُل أربع إلى عشرين سنة، وتعتني بوليدها لفترةٍ تقرب من عشر سنوات. ويعيشُ حوت العنبر فترة طويلة قد تصل إلى 70 سنة، والبالغ السليم منها لا مُفترس طبيعي له، أمَّا الصغار والحيتان الطاعنة بالسن أو المريضة فيُمكن أن تقع ضحيَّة الحيتان السفَّاحة (القاتلة أو الأُركات).

 

قوانين حماية الحيتان 

وكانت هذه الحيتان هدفًا رئيسيًّا للصيَّادين منذ أوائل القرن الثامن عشر وحتى أواخر القرن العشرين، وذلك بسبب الطلب المُرتفع على مادة العنبرية الموجودة في رؤوسها والمطلوبة من قِبل مصانع المساحيق والمراهم والشمع وزيت المصابيح. بالإضافة إلى الطلب على العنبر الموجود في جهازها الهضمي، والذي يُستعمل كمُثبّت للعطور. كثيرًا ما كانت حيتان العنبر تنفذ بجلدها من بين رماح الصيَّادين وتوقع خسائر كبيرة في صفوفهم وفي سفنهم بفضل حجمها الكبير، وقد أدّى هذا إلى نشوء بعض الأساطير والروايات عنها، مثل رواية «موبي دك».

 

وتحظى حيتان العنبر حاليَّا بالحماية القانونيَّة الكاملة، وصدرت عدَّة اتفاقيَّات بين عدَّة دول أوقف بموجبها صيد هذه الحيتان في مياهها الإقليميَّة، بالإضافة لقوانين دوليَّة منعت صيدها في أعالي البحار. يُصنِّفُ الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة حيتان العنبر على أنَّها مُهددة بدرجة دُنيا.

الجريدة الرسمية