باسم مجلس النواب.. حركة النهضة تصدر بيانا يتحدى قرارات قيس سعيد
تجاهلت حركة النهضة الإخوانية التونسية، قرار الرئيس قيس سعيد بتمديد الإجراءات الاستثنائية المتعلقة بتعليق عمل البرلمان، وأصدرت بيانا تتحدى فيه تلك الإجراءات.
وجاء في البيان:"اليوم هو اليوم الأول من الدورة النيابية الثالثة للمدة النيابية 2019- 2024، وتأتي هذه الدورة في ظل إجراءات استثنائية ووضعية دستورية غير مسبوقة وتحديات اقتصادية واجتماعية خانقة، تتطلب من جميع التونسيين الرصانة في التعامل والحكمة في المعالجة والحرص الشديد على التقيد بأحكام الدستور وانفاذ القانون والتضامن لحماية الأسس العميقة للدولة التونسية من الانهيار ومؤسساتها الدستورية المنتخبة من التعطيل والتشبث بمبادئ الجمهورية وقيم ثورة 17 ديسمبر -2011".
وأضاف البيان: "يهم رئاسة مجلس نواب الشعب أن تذكر في مفتتح هذه الدورة النيابية الجديدة بموقفها المبدئي الرافض للتفعيل غير الدستوري للفصل 80 الذي أقدم عليه قيس سعيد رئيس الجمهورية في الذكرى ال 65 لإعلان الجمهورية التونسية واعتبار كل قراراته المتعلقة بتجميد ثم تعليق اختصاصات هياكل مجلس نواب الشعب باطلة".
وتابع: "تعتبر القرار الرئاسي عدد 117، تعطيلا فعليا للدستور التونسي وسطوا على صلاحيات مجلس نواب الشعب وتجميعا مخيفا لكل السلطات في يد فرد واحد، وهو ما يتناقض مع رهانات ثورة الحرية والكرامة وقيم الديمقراطية.. وتدعو رئيس الجمهورية الى التراجع عن المرسوم ورفع التجميد عن مجلس نواب الشعب وإطلاق حوار وطني لا يقصي أحدًا لبحث سبل الخروج من الازمة الخطيرة التي تهدد تماسك الدولة ووحدة الشعب".
يذكر أن دفعت وزارة الداخلية التونسية بتعزيزات أمنية، اليوم الجمعة، وكثفت من تواجدها في محيط البرلمان المجمد منذ أكثر من شهرين لمنع نواب من الدخول إلى مقر مجلس نواب الشعب المغلقة أبوابه منذ 25 يوليو الماضى.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أنه منذ صباح الجمعة طوقت عناصر من الشرطة بالزي المدني والأمني مقر البرلمان ووضعوا حواجز ومتاريس تمنع مرور المواطنين والسيارات.
دعوة نواب النهضة
جاء ذلك بعد أن دعا أكثر من ثمانين نائبا من حزب النهضة -الإخوان- ومن حليفه السياسي حزب "قلب تونس" النواب للتجمع أمام مقر البرلمان الذي يضم 217 مقعدًا.
الأمن يطوق مبنى البرلمان
وقال النائب عن حزب النهضة التونسي، محمد القوماني، "جئت اليوم كنائب لاستئناف العمل في البرلمان ولكن وجدت الأبواب موصدة".
وغادر القوماني المراقب من قبل عناصر الشرطة بعد أن طالبه بعض أنصار الرئيس قيس سعيد المتجمعين أمام المجلس منه ذلك.
وصرخ أحدهم "ارحل. لماذا جئت للبرلمان وقد بقيتم 10 سنوات؟ ألا تستحي، ارحل".
تجميد البرلمان
في 25 يوليو الماضى، أعلن الرئيس قيس سعيّد في خطوة مفاجئة تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي السلطات في البلاد.
تعزيزات أمنية فى تونس
وأصدر منذ أسبوع تدابير "استثنائية" بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات عوضا عن البرلمان، ما اعتبره خبراء تمهيدا لتغيير النظام السياسي البرلماني في البلاد الذي نص عليه دستور 2014.
كما قرر قيس سعيد رفع الحصانة عن النواب وتعليق رواتبهم والمنح المالية التي كانوا يتقاضونها.
ومن المنتظر أن تنظم الأحد تظاهرتان، الأولى أمام مقر البرلمان لمعارضي ما يسمونه "انقلاب" سعيد والثانية دعمًا للرئيس وستكون في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس.
في ظل هذا التوتر السياسي، حذر رئيس كتلة التيار الديموقراطي، غازي الشواشي في تصريحات اعلامية سابقة من انزلاق البلاد "نحو العنف" ومن "حرب أهلية".
ومنذ إعلان الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية، وجمد عمل البرلمان تحرض حركة النهضة –الإخوان- ورئيسها راشد الغنوشي، على العنف المجتمعى بهدف العودة للتمتع بمناصبهم السياسية.
وقبل يومين، كلف الرئيس التونسي قيس سعيد، نجلاء بودن رمضان، بتشكيل الحكومة الجديدة، على أن يتم ذلك في أقرب وقت، وفق بيان صادر عن الرئاسة التونسية.
انتشار الشرطة التونسية
ونجلاء بودن رمضان من مواليد 1958 أصيلة ولاية القيروان، وهي أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، مختصّة في علوم الجيولوجيا، تشغل حاليا خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.